أكد الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، تردي أوضاع اللاجئين السوريين بدول الجوار السوري، التي تعاني أيضا من تداعيات اللجوء، موضحا أن الجامعة العربية أرسلت وفدا برئاسة الأمين العام المساعد، السيدة فائقة الصالح، لتفقد أوضاع اللاجئين، بناء على قرار وزراء خارجية الدول العربية الذي صدر في دورة استثنائية عقدت أعمالها منذ أسبوعين. وأوضح العربي، في كلمته أمام مؤتمر مانحي سوريا بالكويت، أن البعثة زارت العراق والأردن ولبنان الأسبوع الماضي، والتقت بالمسؤولين عن تنظيم أوضاع اللاجئين السوريين، كما زارت جميع مواقع الإيواء بمرافقة المسؤولين الحكوميين ومسؤولين من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومنظمات دولية ومنظمات غير حكومية، واطَّلعت على كافة الاستعدادات والأعمال الجارية لتطوير البنية التحتية لإيواء اللاجئين، مشيرا إلى أن البعثة أعدت تقريرا شاملا يستعرض الأوضاع في مخيمات اللاجئين والاحتياجات الضرورية والملحة. وشدد على أن الدول التي نزح إليها اللاجئون السوريون قامت بجهود كبيرة، وواجهت تحديات هائلة في الوقت نفسه لإيواء وحماية هؤلاء اللاجئين، خاصة مع تزايد الأعداد، حيث بلغ العدد في العراق 68.645 لاجئ، وفي الأردن 300.000 لاجئ، وفي لبنان 221.189 لاجئ، آوتهم حكومات تلك الدول وقدمت لهم الخدمات الأساسية، وسجلتهم في المدارس ووضعت أسس ومعايير العمل في مخيمات اللاجئين، وكذلك أشرفت على إدارة المخيمات وأماكن الإيواء، ونسقت توزيع المساعدات الإنسانية من مواد غذائية وغيرها. واستعرض الأمين العام التحديات التي تواجه تلك الدول، من عدم وجود الخبرة الكافية للتعامل مع أزمة طاحنة، وصعوبة توفير الكوادر الأمنية الكبيرة لحماية اللاجئين السوريين وحفظ الأمن والنظام داخل المخيمات، فضلا عن الآثار الاجتماعية التي انعكست على تلك الدول، من خلال ظهور بعض السلوكيات الإجرامية التي شكلت خطورة على المجتمعات المستقبلة للنازحين، بالإضافة إلى المنافسة بين العمالة المقيمة والوافدة. كما أوضح أن البعثة استمعت إلى مطالب واحتياجات اللاجئين السوريين، التي تمثلت بشكل رئيسي في زيادة الدعم المالي المخصص لهم من قبل الوزارات أو المنظمات الإنسانية، الذي لا يتعدى 15 دولارا أمريكيا في الشهر لكل فرد، وتوفير فرص عمل ملائمة لملء فراغ الوقت، وخاصة للشباب، فضلا عن زيادة حصتهم في المياه والمواد الغذائية. كما لاحظت البعثة وجود أعداد كبيرة من الأطفال والنساء في المخيمات، والمعاناة الصحية لعدد من اللاجئين وخاصة الأطفال منهم، نتيجة سوء التغذية وضعف مستوى الرعاية الصحية، ما أدى في بعض الأحيان إلى انتشار الأمراض والأوبئة، هذا إلى جانب وجود نسبة كبيرة من الأطفال المحرومين من التعليم، نظرا لاضطرارهم للخروج إلى العمل للحصول على المال لمساعدة أمهاتهم الأرامل، وكذلك النساء الحوامل اللاتي يلدن مبكرا، ويحتاج أطفالهن إلى رعاية صحية خاصة، إضافة إلى المعانة النفسية التي يعيشها جميع أفراد الأسر في المخيمات.