«التويتة» هى «تغريدة» على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» لمن لا يعرف، وهى أول رد فعل صدر عن مؤسسة الرئاسة خلال الجنازة الموصولة التى تعيشها البلاد! وبنفس المنطق أُطلقت تغريدة قصيرة للسيد الرئيس: (فرض قانون الطوارئ، وحظر التجوال، وفتح الحوار لن يغير مطالب الشارع.. الشعب يريد تعطيل الدستور المشوه وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة).. انتهت الرسالة. لكن القتل الممنهج فى شوارع العاصمة ومدن القناة والمحافظات الأخرى لم ينته، ورصاص قوات الشرطة العشوائى على الأهالى، وعلى جنازات الشهداء ما زالت الكاميرات توثقه.. والميليشيات التى ابتكرها «الإخوان» أصبحت موضة وخرجت جماعة «البلاك بلوك» تهدد مؤسسات الدولة وتروع الآمنين!! مصر تحترق بينما الحزب الحاكم «الحرية والعدالة» يستقدم الفنانة «دوللى شاهين» لإنعاش السياحة فى «الغردقة»!! مصر تنهار واللجنة البرلمانية للحزب الحاكم تناقش مشروع «الصكوك»، وتؤكد «وضع يدها» على مجلس الشورى!! القوات المسلحة تعود إلى الشارع -حقناً للدماء- بينما السادة الأشاوس يصدعوننا بالحديث عن غطاء سياسى للعنف وثورة مضادة، ويلقنوننا دروساً فى «الشرعية»! فهل الشرعية تنزيل إلهى مقدس لا يتغير بانتخابات جديدة، ولا بإرادة شعبية.. أم أنها تابوت لدفن الوطن؟! وهل حكم «الجماعة» قدر لا يمكن تغييره، أم أن «المرشد» و«الفرقة 95» أيضاً ضمن إطار الشرعية؟ ألم يكن العصف بالقضاء خصماً من الشرعية، ألم يكن حصار المحكمة الدستورية العليا طعنة قاتلة للشرعية، ألم يسطر الإعلان الدستورى الديكتاتورى نهاية الشرعية؟ عندما تغرق البلاد فى الاقتتال الداخلى، ويصبح تبادل النيران فى الشوارع عادياً ومألوفاً، ويضطر الرئيس لتطبيق قانون الطوارئ وفرض حظر التجوال، والناس تبحث عن جثث ذويها فى الأزقة، والشرطة تصاب بحالة هيستيريا.. عندما تحكمنا ثقافة الخوف ويسكن شبح الموت بين ضلوعنا يسقط أى حديث عن «الشرعية» ولا يبقى إلا الحديث عن «حماية الأرواح»!! رئيس الجمهورية يحدثنا عن الأرواح التى اغتالتها «الأيدى الآثمة»، وهم -يا سيدى- ليسوا شهداء الأيام الماضية فحسب، بل شهداء «الاتحادية» و«محمد محمود» و«قصر العينى» و«رفح»!! شهداء «الميليشيات» التى ترعاها الجماعة.. شهداء «الطرف الثالث»!! وهو ما يطرح سؤالاً حول «المستفيد» من سقوط وزارة الداخلية مجدداً!! فهل سنعرف الحقيقة ونعاقب الفاعل بحوار وطنى؟! هل «المكلمة الوطنية» التى ستنعقد بين «الحرية والعدالة» وأنصارهم من «النور» و«الوسط».. إلخ، تعبر عن مطالب شعب ما زال يهتف بسقوط النظام؟! لماذا يصر رئيس الجمهورية على «دستور» مشوه ويحكم بقوانين استثنائية وبيده أن يحول مصر لدولة ديمقراطية فعلاً؟.. لماذا يتمسك برئيس وزارة فاشلة؟.. ألا ينزعج من التدهور الاقتصادى؟.. لماذا لا يخلع السيد الرئيس عن كاهله عبء الجماعة، ويتبرأ من مكتب الإرشاد، ليكون رئيساً لكل المصريين؟.. «الجماعة» تقود الوطن إلى الهاوية، ومؤسسات الدولة تتهاوى تباعاً، البلد على شفا حرب أهلية.. لكن الشعب باقٍ. الشعوب لا تسقط: (الأنظمة وحدها التى تسقط.. حتى الشرعية منها)!!