بدأت نيابة حوادث جنوبالجيزة، اليوم، بإشراف المستشار ياسر التلاوي، المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة، تحقيقات موسعة بشأن العثور على جثة أمريكية الجنسية داخل شقتها بمنطقة هرم سيتي بأكتوبر، بعد إبلاغ الجيران بانبعاث رائحة كريهة من الشقة التي تقيم بها المتوفاة بمفردها، وتغيبها عن الخروج لفترة طويلة. وقالت تحقيقات النيابة، التي باشرها رئيس نيابة الحوادث، إن المتوفاة تبلغ من العمر 59 عاما، أمريكية الجنسية، وقدمت إلى مصر في سبتمبر الماضي، بعدما تعرفت على مصري عبر شبكة الإنترنت وعرض عليها الحضور للإقامة في القاهرة، برفقة زوجته وأبنائه وعندما حضرت استأجرت شقة ابنه في العقار المجاور لشقته، وأقامت بها منذ ذلك الوقت. وأوضحت التحقيقات أن المتوفاة كانت مصابة بحالة اكتئاب بسبب وفاة ابنتها، المصابة بتأخر عقلي منذ عام، ثم وفاة زوجها المصاب بسرطان بعد ابنتها ب3 أشهر، ما تسبب في سوء حالتها النفسية، وتبين أن حالتها النفسية زادت سوءا بعد انفصالها عن مصري كانت ترتبط به. وأفادت التحقيقات أن يوم اكتشاف الجثة، شم الجيران رائحة كريهة تنبعث من شقتها، فأبلغوا أصدقاءها المصريين المجاورين لها، والذين أبلغوا الشرطة وتوجهت قوة من القسم، وبفتح باب الشقة تم العثور على جثتها. وأسفرت مناظرة النيابة لجثة الأمريكية عن إصابتها بحالة تحلل رمي، ولم يتبين وجود إصابات ظاهرية بسبب حالة الجثة المتعفنة، فقررت ندب الطب الشرعي لتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة، وأيضا أخذ عينات حشوية لفحص فرضية انتحارها. كما أسفرت المعاينة التصويرية عن سلامة كافة منافذ الشقة وعدم وجود أثار عنف أو بعثرة بمحتوياتها، فضلا عن عدم وجود مسروقات، في حين تم العثور على مذكرات المتوفاة تؤكد إصابتها بحالة اكتئاب شديد. واستمعت النيابة لأقوال العائلة المصرية صديقة المتوفاة وجيرانها بالعقار ومالك الشقة، في حضور القنصل الأمريكي، والذين أكدوا ما ورد بالتحقيقات . فيما قالت مصاد قضائية مطلعة إن التحقيقات الأولية ترجح عدم وجود شبهة جنائية، إلا أن الواقعة سيتم التعامل معها من منطلق جريمة قتل لحين ظهور تقرير الطب الشرعي، الذي سيفصل في سبب الوفاة ووجود شبهة جنائية من عدمه، فضلا عن احتمالية انتحار الأمريكية نظرا لحالة الاكتئاب التي كانت مصابة بها، وطلب القنصل الأمريكي استلام متعلقات القتيلة وجثمانها لدفنها بموطنها، بناء على طلب نجلها المقيم بأمريكا.
