عادت أم خالد سعيد لارتداء الملابس السوداء، وبكت أم الشهيد محمد أبوغنيمة، بينما تعهد آخرون من أهالى الشهداء بالعودة إلى الميادين، بعد الحكم على حسنى مبارك الرئيس السابق ونجليه وحبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق ومساعديه، الذى برأ أغلب المتهمين، وانتقد أهالى الشهداء الحكم واعتبروه ضعيفاً لا يشفى غليلهم، باقتصاره على حبس مبارك والعادلى لمدة 25 سنة. وقالت فريال هاشم والدة أبوغنيمة: «مؤبد مش كفاية كنت مستنية يعدموه.. لأ يعدموا حد من ولاده علاء ولا جمال عشان يعرف يعنى إيه حرقة الضنا»، وأكملت والدموع تتلاحق على وجهها الأسمر: «كنت مستنية اليوم ده بفارغ الصبر عشان ابنى يرتاح فى قبره، لكن طلعوهم براءة، وهارجع تانى التحرير عشان روح ابنى اللى مات وهو ما كملش 16 سنة لسه هناك». وفى الاتجاه نفسه تحدثت أم الشهيد خالد سعيد وقالت: «دم ابنى مش هيروح هدر، ولو وصل إن مصر كلها ترجع الميدان هانرجع»، مؤكدة أن الميدان أصبح هو الملاذ الآمن لكل المصريين الشرفاء وأن حق الشهداء سيأتى عاجلا أو آجلا. أما والد الشهيد مصطفى جمال الوردانى، أول شهيد للثورة بالسويس، فقد عاد إلى ميدان الأربعين فور انتهاء القاضى من منطوق الحكم، مشيراً إلى أن السويس كلها ستنتفض من جديد فى ثورة جديدة أكبر من سابقتها. وقالت والدة إسلام رفعت شهيد السيارة الدبلوماسية يوم جمعة الغضب: «ابنى مات النهاردة ومش هاخد عزاه». وأضافت: «كيف يخرج إسماعيل الشاعر براءة بعد اتهامه بأنه وراء حادث السيارة الدبلوماسية التى قتلت 16 من أبنائنا، وكيف يؤكد القاضى عدم وجود أدلة وأجساد أبنائنا كانت ملقاة فى الطرقات، أليست أكبر دليل على مجازرهم الوحشية؟». ولم تنم والدة الشهيد أحمد بسيونى الفنان التشكيلى منذ أمس الأول فى انتظار النطق بالحكم ولكنه صدمها واعتبرته أقل من أن يكون عادلا، وحمدت الله على موت أبيه دون أن يرى الحكم كما تمنى. وشددت على ضرورة أن يكون للشباب وقفة لاستكمال ما بدأوه فى 25 يناير.