ربيع أم خريف.. عربى أم أجنبى.. فسيخ أم صابون؟ ليست أسئلة لاختبار مستوى ذكاء القارئ، ولا هى تتعلق بأشياء مختلفة، إنما هى أسئلة تبحث عن معنى شىء واحد، تعدّدت أوصافه، وأُطلق عليه «الربيع العربى». «بدأ عربياً ولم يعد كذلك، ومن المتوقع أن يتحول إلى خماسين».. هكذا وصف الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، حال «الربيع العربى» بمشاعر يغلبها الحزن، فى حين وصفه الرئيس السورى بشار الأسد ب«فقاعة صابون»، نتيجة مؤامرة تتعرض لها سوريا، أما رئيس الوزراء الجزائرى أحمد أويحيى، فقد أطلق عليه «طوفاناً على العرب»، معللاً ذلك بأن العراق احتُل، ودُمرت ليبيا، وقُسِّم السودان، ووسط تلك الأوصاف كلها خرج ضاحى خلفان، قائد شرطة دبى، بوصف هو الأطرف، حيث أطلق عليه «الفسيخ العربى»، متسائلاً: «أين يذهب بترول ليبيا بعد الفسيخ العربى؟». بدأت الدكتورة كريمة الحفناوى، الأمين العام للحزب الاشتراكى المصرى، تحليلها للأمر بطرح وصف آخر ل«الربيع العربى» مغاير لتلك الأوصاف السابقة، فهى تراه «عواصف مع حر شديد ودرجة حرارة عالية من شدة الأحداث، سرعان ما سيهدأ ويحقق أهدافه». وأرجعت تعدد الأوصاف المقترنة به إلى المصالح المتشابكة والظروف الخارجية المختلفة، التى أثرت على مسيرة «الربيع العربى» وعطّلتها، فهناك دول تعرّضت لتدخلات خارجية مباشرة مثل ليبيا، وأخرى تم تسليح شعوبها لإثبات أنها أنظمة قمعية، ودول خليجية ثالثة تخشى من تصدير الثورة لها، لذا تجد كلاً منها تصف «الربيع العربى» وفقاً لأهدافها الخاصة. الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير مركز يافا للدراسات والأبحاث، يرى أن سبب تعدد أوصاف «الربيع العربى»، يعود إلى أنه فى حد ذاته وصف مضلل، انتقل إلينا من أوروبا الشرقية، رغم خصوصية عالمنا العربى، كما أن هذا الوصف لا يسرى على كل البلاد، فهناك دول حدثت بها ثورات عربية مثل مصر وتونس، وأخرى تعرّضت لمؤامرات مثل ليبيا وسوريا، ودول ثالثة بدأت فيها ثورة لكنه تم إجهاضها مثل اليمن، وبالتالى يصعب أن نجمع كل ما جرى بالعالم العربى فى لفظ واحد، فتختلف المسميات وفقاً لخصوصية كل تجربة.