زيارة وزير الخارجية الإيرانى لمصر هى بداية فتح قناة حوار علنية بين القاهرةوطهران، وهى مثلها مثل أى تحرك سياسى لها ما لها وعليها ما عليها.. وعلينا أن نبدأ بالإيجابيات فى تلك المسألة، ويمكن تحديدها على النحو التالى: 1- إن هذه الزيارة فيها كسر للحواجز النفسية التى كانت تقف بين القاهرةوطهران منذ الثورة الإيرانية التى اندلعت عام 1979. 2- إن الزيارة تأتى فى وقت تطرح فيه مصر منذ 3 أشهر مبادرة تشكيل لجنة رباعية للتعامل مع الملف السورى تضم كلا من مصر والسعودية وتركيا وإيران، وبالتالى لا يمكن أن تتم الدعوة إلى «شراكة» حقيقية فى لجنة للحل دون أن تكون هناك خطوط حوار حقيقية بين الأعضاء. 3- إن تلك العلاقة سوف تتيح لمصر «السنية» أن تفتح حواراً مع إيران «الشيعية» حول ملفات أزمات تلعب فيها إيران دوراً أساسياً مثل سوريا، السودان، لبنان، اليمن، بالإضافة إلى ملف تهديد أمن دول الخليج العربى. 4- إن مصر تسعى إلى الاستفادة من العلاقات التجارية والاقتصادية بين القاهرةوطهران، ولكن بشروط لا تمس سلامة القرار المصرى. هنا نأتى إلى المخاوف أو المخاطر التى يمكن أن تنتج عن هذه العلاقة الجديدة بين القاهرةوطهران: أولاً: توتر أو تخوف لواشنطن من العلاقة المصرية - الإيرانية فى وقت يعلن فيه عن زيارة للرئيس محمد مرسى قريبة إلى العاصمة الأمريكية. والبعض يرد على هذا الأمر بأنه من الممكن أن تلعب القاهرة دوراً ممهداً للحوار الإيرانى الأمريكى الذى يجرى الإعداد له الآن، وأنه إذا كان حلالاً على الأمريكان لقاء الإيرانيين، فإن الحوار المصرى الإيرانى يصبح أمراً منطقياً. ثانياً: أنه إذا كان لا يمكن التفكير فى حل سياسى للأزمة السورية دون وجود «ضلع إيرانى»، فإن طهران سوف تدافع باستماتة عن حليفها الوفى بشار الأسد، مما قد يضع مصر تحت حرج شديد. ثالثاً: تخوف دول الخليج العربى وعلى رأسها دولة الإمارات العربية والسعودية من هذا التقارب، فى وقت تدخل فيه طهران إلى مرحلة تهديد صريح لأمن دول الخليج العربى. ويبدو أن تصريحات القاهرة الأخيرة التى جاء فيها أن أمن دول الخليج العربى هو خط أحمر للأمن القومى المصرى، كانت تصريحات طمأنة استباقية لدول الخليج. هل يمكن أن تربح مصر إيران ودول الخليج معاً، وتكسب علاقاتها التقليدية مع واشنطن وعلاقاتها الجديدة مع طهران معاً؟ هل يمكن الفوز بكل شىء دون خسارة شىء؟ تلك هى المسألة.