كشفت مصادر مطلعة ل«الوطن» عن مشاورات مكثفة يجريها حزب «مصر القوية»، الذى يرأسه الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، المرشح الرئاسى السابق، مع عدد من الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامى، إضافة إلى أحزاب مدنية وليبرالية، لتشكيل تحالف سياسى وانتخابى وسطى جديد، وصفه الحزب ب«تحالف المربع الآمن»، ليخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بقوائم موحدة. وأوضحت المصادر نفسها أن أحزاب «الوسط والتيار المصرى والنهضة والريادة»، التى أسسها أعضاء سابقون بجماعة الإخوان المسلمين، فى مقدمة الأحزاب ذات المرجعيات الإسلامية التى يسعى حزب «أبوالفتوح» لضمها إلى التحالف، إضافة إلى حزب «مصر»، الذى يرأسه الدكتور عمرو خالد، كما دعا «مصر القوية» عدداً من الشخصيات المنشقة عن الإخوان للترشح على نفس القوائم، أبرزهم المحامى مختار نوح، القيادى السابق بجبهة الإصلاح داخل الجماعة، والدكتور كمال الهلباوى، المتحدث السابق باسم الإخوان المسلمين فى الغرب. وأجرى «مصر القوية» اتصالات مع بعض الأحزاب المدنية والليبرالية، أبرزها حزب الدستور، الذى يرأسه الدكتور محمد البرادعى، والتيار الشعبى، الذى يقوده حمدين صباحى، المرشح الرئاسى السابق، والمصرى الديمقراطى الاجتماعى، والتحالف الشعبى الاشتراكى، وأوضحت مصادر أن «أبوالفتوح» دعا قيادات ورؤساء هذه الأحزاب للاشتراك فى بناء التحالف الجديد، بعيداً عن جبهة الإنقاذ الوطنى، الأمر الذى يمثل عقبة فى طريق التحالف، فى ظل إصرار أغلب الأحزاب المدنية على الاستمرار فى جبهة الإنقاذ، وأكدت المصادر أن المشاورات لا تزال جارية، بحثاً عن الوصول إلى حل توافقى بين الطرفين. وقال الحزب، فى بيان أمس، إنه «لن يدخل أى قوائم انتخابية بها شخصيات محسوبة على النظام السابق أو على المجلس العسكرى، ولن يشارك فى تحالف تحت مسمى ضد إسلامى أو ضد مدنى»، مضيفاً أن تحالفنا مع حزب «الحرية والعدالة» غير وارد؛ لأن التحالف الانتخابى مع مَن فى السلطة له حسابات معقدة سياسياً، كما أشار إلى أن الرؤية الاقتصادية والسياسية ل«مصر القوية» مختلفة جذرياً مع «الحرية والعدالة». وذكر الحزب أن «التحالف الانتخابى الآمن سيقوم على برنامج سياسى واقتصادى واضح، وسيكون فى الأساس قائماً على الحد الأدنى من التعديلات الدستورية المقترحة، واحترام هوية الأمة، والعدالة الاجتماعية، والاستقلال الوطنى»، وتابع: «لا نحسب تحالفاتنا الانتخابية فقط بعدد المقاعد التى قد نحصل عليها، ولكننا نحاول أن نحسبها أيضاً وفقاً لرؤيتنا الحزبية وانحيازاتنا السياسية والاقتصادية، وفلسفتنا الفكرية رغم ما فى ذلك من صعوبة بالغة؛ لأن عيننا فى الحزب على المستقبل، ولا ننظر تحت أقدامنا بالبحث عن بعض المكاسب السياسية السريعة».