هرعت قوات الجيش وفرق الإغاثة، لإنقاذ أرواح عشرات السكان المحصورين بعد زلزالين قويين ضربا جنوب غربي اليابان، وأوديا بحياة نحو 32 شخصا، كما أسفرا عن إصابة نحو 1500 آخرين بجروح، وانقطاع التيار الكهربائي عن مئات الآلاف. ومن المتوقع هطول أمطار في المنطقة قريبا، ما يهدد بتعقيد عملية الإغاثة ووقوع انهيارات أرضية في البلدات الريفية المعزولة، حيث ينتظر الناس الإنقاذ من تحت أنقاض المنازل المهدمة. وفي السياق، قالت المسؤولة في مقاطعة كوماموتو ريهو تاجيما، إن حصيلة القتلى إثر الزلزال الذي بلغت قوته 7.3 درجة على مقياس ريختر، وضرب منطقة كوماموتو بجزيرة كيوشو جنوب غربي اليابان، في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، بلغت 22 قتيلا. وتعرضت كيوشو مساء الخميس، لزلزال بقوة 6.5 درجة على مقياس ريختر، أودى بحياة 10 أشخاص. وذكرت وسائل إعلام يابانية، أن نحو 200 ألف منزل بقيت في الظلام دون كهرباء، كما تعطلت أنظمة مياه الشرب في المنطقة. وأظهرت لقطات مصورة أشخاصا ملتفين في دثر جالسين أو راقدين، كتفا إلى كتف على أرضيات مراكز إجلاء، وتشير التقديرات إلى أن المياه انقطعت عن نحو 400 ألف أسرة. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء يوشيهايد سوغا، إن 1500 شخص أصيبوا بجروح جراء الزلزالين، بينما قالت تاجيما، إن 184 شخصا أصيبوا بجروح بالغة، وما يزيد على 91 ألف شخص تم نقلهم من منازلهم، وأكثر من 200 منزل وبنايات أخرى إما دمرت أو تضررت. وأعرب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، عن قلقه إزاء الكوارث الثانوية، في حين يتوقع خبراء هطول أمطار وهبوب رياح قوية في وقت لاحق اليوم. وبينما أصبحت التربة مخلخلة بالفعل بسبب الزلزالين، ربما تؤدي الأمطار إلى انهيارات طينية. وقال آبي: "نهار اليوم هو الاختبار الأكبر بالنسبة لجهود الإغاثة، وبالفعل أدت انهيارات أرضية إلى غلق طرق وتدمير جسور، ما تسبب في إبطاء جهود الإغاثة". وتلقت الشرطة تقارير عن وجود 97 شخصا محصورين أو مدفونين تحت بنايات مهدمة، فيما حاصرت الانهيارات الأرضية 10 أشخاص في 3 بلديات في المقاطعة، وفقا لوكالة الأنباء اليابانية "كيودو". وأظهرت لقطات تلفزيونية، انهيار مأوى طلاب في جامعة توكاي بمدينة آسو، حيث بات المبنى مكون من طابق واحد بعدما كان مكونا من طابقين. وقال شاهد عيان إنه سمع صرخة استغاثة من تحت الأنقاض، بينما أشارت تقارير إلى وفاة طالبين. وفي مدينة ماشيكي، حيث حوصر أشخاص تحت الأنقاض لساعات، تم انتشال سيدة في ال93 من عمرها، وتدعى يوميكو ياموتشي، فاقدة الوعي من تحت أنقاض منزلها، ونقلت على متن سيارة إسعاف إلى مستشفى، وقال زوج ابنتها تاسوهيكو ساكاتها، إنها رفضت الانتقال إلى مأوى معه بعد الزلزال الأول الذي وقع الخميس. ومن بين الضحايا، وفقا لحكومة مقاطعة كوماموتو، مسن في ال69 من عمره، توفي متأثرا بجروح في الرأس، وسيدة في ال28 من عمرها، تعرضت لاختناق. كانت سلسلة من الهزات الارتدادية تلت ذلك، بما في ذلك هزة بقوة 5.4 درجة صباح اليوم السبت، وذكلات وكالة الأرصاد الجوية اليابانية، أن الزلزال الذي ضرب البلاد في وقت سابق اليوم السبت، قد يكون الزلزال الرئيسي، وقوته 7.3 درجة، بينما ربما كان زلزال الخميس نذيرا. وكان مركز الزلازل ضحل نسبيا - حوالي 10 كيلومترات - وعلى مقربة من السطح، ما أدى إلى اهتزازات أكثر شدة وضررا، وقال تلفزيون "إن إتش كيه"، إن المواطنين شعروا بنحو 8 هزات أرضية خلال ساعة في المنطقة.
