(مع اقتراب عقارب الساعة من الثامنة صباح أمس الأول، بدأ توافد طلاب المعهد العالى للكمبيوتر بدمياط من أبناء محافظة بورسعيد على التوافد إلى منفذ «الجميل» البرى لاستقلال الأتوبيسات التى وفرتها لهم المحافظة لتأدية امتحان التيرم الأول وسط حراسة أمنية مشددة أشرف عليها اللواء «محسن راضى» مدير أمن بورسعيد بعد تداعيات أحداث أزمة طلاب المدينة الجامعية مع ألتراس النادى المصرى يوم الأربعاء الماضى. «أنا حزينة جداً لأنى أول مرة فى حياتى أروح الامتحان وانا تحت حراسة أمنية، وبدل ما كنت بادعى ربنا ييسر لى الامتحان، دلوقتى باقول يا رب ارجع بيتنا»، كان هذا ما قالته «نهى الجباس»، طالبة بالمعهد العالى للكمبيوتر بدمياط بعد أن أبدت غضبها الشديد من تدهور العلاقة بين محافظتى بورسعيد ودمياط لدرجة أنه لم يعد بمقدور أبنائهما التنقل بينهما بمفردهم بغير حراسة، رغم صلات القرابة والنسب التى تجمعهم. وقال «عبدالرحمن رجب» طالب بالفرقة الثانية بالمعهد العالى للكمبيوتر إن والده وباقى أفراد عائلته ينتمون لمحافظة دمياط وما زالوا يعيشون فيها حتى الآن وإنه يعيش مع والدته فى محافظة بورسعيد لذلك فإن الفصل بين البلدين والتصعيد بينهما لدرجة نقل أبنائها تحت حراسة أعلى قيادات أمنية فى المحافظة شىء مؤسف يبشر بمستقبل مظلم بين المحافظتين، وعن شعوره وهو يذهب لأداء الامتحان فى صحبة حراسة أمنية قال: المشكلة ليست فى أيام الامتحانات لأننا دائمو التردد على محافظة دمياط التى لا تبعد عنا كثيراً، لذلك فالحل يكمن فى عمل مصالحة فورية بين المحافظتين على وجه السرعة حتى لا يتحول الأمر إلى حرب أهلية. آباء وأمهات جاءوا لوداع أبنائهم، أما القيادات الأمنية التى وجدت بكثافة فقام بعضهم بإلقاء محاضرات سريعة لحث الطلاب على ضبط النفس والتركيز فى حل الامتحان فقط، ومع اللحظات الأولى لتحرك الأتوبيسات قام بعض الطلاب بترديد الأغانى الوطنية والإشارة لأهلهم وذويهم بعلامات النصر من النوافذ. «محمد الأسمر» طالب بالمعهد العالى للكمبيوتر قال: على الذين يثيرون الفتن أن ينظروا إلى حال أبائنا وأمهاتنا الذين كانوا فى ودعانا وكأننا ذاهبون بلا عودة وليس مجرد تأدية امتحان على أرض تبعد عنا مسافة قصيرة تمتلئ بأصدقائنا وأقاربنا، وأضاف: ألتراس المصرى ورث البسالة والرجولة عن أجداده البورسعيدية ولا يمكن أن يقتل أو يؤذى أعضاؤه ضيفاً على أرضهم، ولكن طلاب المدينة الجامعية هم من تسببوا فى وقوع الأحداث التى تمت السيطرة عليها بشكل سريع، لذلك أرى أنه من الضرورى قيام المسئولين فى محافظة بورسعيد بدعوة كافة المحافظات الأخرى لمبادرة لمّ الشمل ونبذ الفتن التى يروجها بعض العناصر المندسة. «تأمين قوات الشرطة لنا هو ما شجعنى على الذهاب لتأدية الامتحان فى دمياط»، تضيف «هند عبدالرازق» طالبة بالمعهد العالى للكمبيوتر: عشنا أيام رعب كبير على مدار الأيام القليلة الماضية بعد أحداث المدينة الجامعية خوفاً من تعرضنا لأذى من قبل المتعصبين من شباب دمياط، فى ظل التهديدات الكثيرة بين الطرفين التى تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعى، ولكن فى نفس الوقت لا بد من وضع روشتة سريعة لعلاج الأزمة لأننا دائمو التردد على محافظة دمياط، سواء لشراء الأثاث المنزلى أو باقى متطلباتنا، وليس من المعقول أن يصطحب مدير الأمن وقيادات المحافظة كل شخص ينتقل من بورسعيد إلى دمياط أو العكس. وقال اللواء «محسن راضى» مدير أمن بورسعيد فى تصريح خاص ل«الوطن» إنه تم عمل إجراءات أمنية مكثفة لحماية طلاب بورسعيد فى محافظة دمياط بعد أحداث المدينة الجامعية فى بورفؤاد. وأضاف: قمنا بتجهيز أتوبيسات خاصة لنقل الطلبة طبقاً لمواعيد امتحاناتهم وسوف ترافقهم سيارات شرطة يوجد بها لواءات وضباط وأفراد شرطة حتى مديرية أمن دمياط لتأمين دخولهم إلى أداء الامتحانات وعودتهم مرة أخرى إلينا على الطريق لتأمين دخولهم إلى المدينة، مؤكداً أن هذه الإجراءات ستستمر حتى نهاية امتحانات التيرم الأول يوم 16 يناير الجارى، للحيلولة دون تعرضهم لأى اعتداء من شباب ألترس أهلاوى كرد فعل على الأحداث التى شهدتها المدينة الجامعية.