مجلس أمناء الحوار الوطني يتابع تنفيذ الحكومة الجديدة لتوصياته    مدرب البنك الأهلي: لن أخوض مباراة زد قبل مواجهة سموحة    بسمة وهبة تتنقد تقصير شركة شحن تأخرت في إرسال أشعة ابنها لطبيبه بألمانيا    برواتب تصل ل11 ألف.. 34 صورة ترصد 3162 فُرصة عمل جديدة ب12 محافظة    ملفات شائكة يطالب السياسيون بسرعة إنجازها ضمن مخرجات الحوار الوطني    بنها الأهلية تعلن نتيجة المرحلة الأولى للتقديم المبكر للالتحاق بالكليات    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 1 يوليو 2024    13 فئة لها دعم نقدي من الحكومة ..تعرف على التفاصيل    برلماني يُطالب بإعادة النظر في قانون سوق رأس المال    مع بداية يوليو 2024.. سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم    التطبيق من 6:00 الصبح .. المواعيد الجديدة ل غلق وفتح المطاعم والكافيهات ب القليوبية    اتحاد العمال المصريين في إيطاليا يكرم منتخب الجالية المصرية في موندياليتو روما 2024    4 جنيهات ارتفاعًا في سعر جبنة لافاش كيري بالأسواق    رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة يبحث مع العاملين مستوى النظافة بالعاصمة    بدء محادثات الأمم المتحدة المغلقة بشأن أفغانستان بمشاركة طالبان    الرئيس الكيني يدافع عن تعامله مع الاحتجاجات الدموية في بلاده    رودرى أفضل لاعب فى مباراة إسبانيا ضد جورجيا فى يورو 2024    زيلينسكي يحث داعمي بلاده الغربيين على منح أوكرانيا الحرية لضرب روسيا    انتخابات بريطانيا 2024.. كيف سيعيد ستارمر التفاؤل للبلاد؟    بحضور 6 أساقفة.. سيامة 3 رهبان جدد لدير الشهيد مار مينا بمريوط    يورو 2024 – برونو فيرنانديز: الأمور ستختلف في الأدوار الإقصائية    رابطة الأندية تقرر استكمال مباراة سموحة ضد بيراميدز بنفس ظروفها    موعد مباراة إسبانيا وألمانيا في ربع نهائي يورو 2024    عاجل.. زيزو يكشف كواليس عرض بورتو البرتغالي    بسيوني حكما لمباراة طلائع الجيش ضد الأهلي    بسبب محمد الحنفي.. المقاولون ينوي التصعيد ضد اتحاد الكرة    من هي ملكة الجمال التي أثارت الجدل في يورو 2024؟ (35 صورة)    امتحانات الثانوية العامة.. 42 صفحة لأقوى مراجعة لمادة اللغة الانجليزية (صور)    حرب شوارع على "علبة عصير".. ليلة مقتل "أبو سليم" بسبب بنات عمه في المناشي    مصرع 10 أشخاص وإصابة 22 فى تصادم ميكروباصين بطريق وادى تال أبو زنيمة    صور.. ضبط 2.3 طن دقيق مدعم مهربة للسوق السوداء في الفيوم    إصابة 4 أشخاص جراء خروج قطار عن القضبان بالإسماعيلية    شديد الحرارة والعظمى في العاصمة 37.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم    بالصور والأرقام | خبير: امتحان الفيزياء 2024 من أسئلة امتحانات الأعوام السابقة    التحفظ على قائد سيارة صدم 5 أشخاص على الدائري بالهرم    تحالف الأحزاب المصرية: كلنا خلف الرئيس السيسي.. وثورة 30 يونيو بداية لانطلاقة نحو الجمهورية الجديدة    بالصور.. أحدث ظهور للإعلامي توفيق عكاشة وزوجته حياة الدرديري    ربنا أعطى للمصريين فرصة.. عمرو أديب عن 30 يونيو: هدفها بناء الإنسان والتنمية في مصر    عمرو أديب في ذكرى 30 يونيو: لولا تدخل الرئيس السيسي كان زمنا لاجئين    «ملوك الشهر».. 5 أبراج محظوظة في يوليو 2024 (تعرف عليهم)    محمد الباز يقدم " الحياة اليوم "بداية من الأربعاء القادم    في أول أعمال ألبومه الجديد.. أحمد بتشان يطرح «مش سوا» | فيديو    مدير دار إقامة كبار الفنانين ينفي انتقال عواطف حلمي للإقامة بالدار    من هنا جاءت فكرة صناعة سجادة الصلاة.. عالم أزهرى يوضح بقناة الناس    تعاون بين الصحة العالمية واليابان لدعم علاج مصابي غزة بالمستشفيات المصرية    علاج ضربة الشمس، وأسبابها وأعراضها وطرق الوقاية منها    ذكرى رأس السنة الهجرية 1446ه.. تعرف على ترتيب الأشهر    تيديسكو مدرب بلجيكا: سنقدم ما بوسعنا أمام فرنسا    وزير الري: الزيادة السكانية وتغير المناخ أبرز التحديات أمام قطاع المياه بمصر    رئيس الوزراء: توقيع 29 اتفاقية مع الجانب الأوروبي بقيمة 49 مليار يورو    أمين الفتوى: التحايل على التأمين الصحي حرام وأكل مال بالباطل    هل تعاني من عاصفة الغدة الدرقية؟.. أسباب واعراض المرض    فيديو.. حكم نزول دم بعد انتهاء الحيض؟.. عضو بالعالمى للفتوى تجيب    اعرف الإجازات الرسمية خلال شهر يوليو 2024    جامعة القاهرة تهنئ الرئيس والشعب المصري بثورة 30 يونيو    أبوالغيط يبحث مع وزير خارجية الصومال الأوضاع في بلاده    محافظ الإسكندرية يطلق حملة "من بدري أمان" للكشف المبكر وعلاج الأورام السرطانية    هل الصلاة في المساجد التي بها أضرحة حلال أو حرام؟..الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هيكل: مرسي فوجئ بالوضع بعد توليه الحكم.. وأمريكا تعاملت مع الربيع العربي بسياسة "طي البساط"
البلد في "صدمة الأمر الواقع".. ومرسي ليست لديه حلول واكتشف أن صورة الإخوان أقل مما قدر
نشر في الوطن يوم 03 - 01 - 2013

أبحر الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في الوضع الأقليمي، والتعيرات الدولية، متناولا كل ما يحدث في العالم العربي من اضطرابات، من تونس إلى مصر وسوريا العراق وليبيا، وهل هذا محض صدف أم أنها مؤامرة ومخطط.
بدأ هيكل حديثه اليوم، في برنامج "مصر أين.. وإلى أين؟" على فضائية "سي بي سي" مع الإعلامية لميس الحديدي، بآخر التطورات على الساحة الداخلية، وتوابع الدستور والفرقة السياسية في الشارع المصري، منسحبا منها إلى توصيف لإدارة الرئيس مرسي للمرحلة، مبرزا بعض ملامح القصور فيها.
هل ترى أن عناصر التفاؤل أقوى في العام الجديد أم التشاؤم؟
* طبيعة الحياة هي الأمل، لا يمكن أن يشعر أحد بيأس لأنه بذلك يخطئ في حق الحياة، البعض قد يتعثر لكن السياق العام في التاريخ كله يكون إلى الأمام، في هذه اللحظة قد نكون متعثرين لكننا لا بد وأن نأتي لمرحلة هزيمة اليأس.
ما قراءتك لخطاب مرسي أمام مجلس الشورى؟
* البلد في حالة تسمى ب"صدمة الأمر الواقع"، الذي لم يكن أحد مستعد له، وأكثر تشبيه لذلك حينما تم تدريبنا على الحرب، ومشينا على الطريق الساحلي مع كتيبة إسرائيلية والعساكر بيغنوا بحماس، وعندما وصلنا منطقة ما قبل منطقة "الحمام" بدأ الضرب على جنود جدد غير مستعدة، فبالتالي حدث حالة "صدمة الأمر الواقع"، أعتقد أننا في مصر مفاجئين ولدينا صدمة الأمر الواقع ونثور ضد أشياء لا تعجبنا ولم يعلم أحد الحقيقة، وعندما نلجأ إلى الحقيقة جميعنا نقوم بإلقاء اللوم على بعضنا، لذا فصدمة الأمر الواقع دائما مخيفة.
لا أريد أن أظلم مرسي، لكنني أظن أنه مفاجأ مما يرى، وبالتالي ليست لديه حلول ولم يعط لنفسه وقتا يدرس طبيعة الظروف والتحديات التي أمامه، حينما تشاهدين خطابه فهو خطاب موجه إلى من هو أمامه، ومن وجهة نظري هو خطاب حاط بشكوك كثيرة، والعالم الخارجي مندهش من أدائه، أنا كنت منتظر أن يكون لدى الإخوان كفاءة أكثر من ذلك، وأن لديهم في الخفاء من هم أفضل مما نراه، لذا فهو اكتشف أن الصورة أقل مما قدر.
الشعوب تريد أن تعرف الحقيقة فقط، من أهم مشاهد في العالم مشهد تشرشل حينما قال ليس لدي ما أقدمه سوى الدم والدموع، لذا ثار عليه الشعب، كنت أتمنى أن يقف الرئيس مرسي ويقول الحقيقة عندما شاهد الخلافات بين الإخوان وجبهة الإنقاذ الوطني، وأجد القيادات غير متفقة ولديها رغبة في الإقصاء.
نحن أمام سلفيين سوف ينقسموا على أنفسهم، وإخوان سينقسمون على نفسهم، وأيضا جبهة إنقاذ سوف تنقسم، لأن ليس هناك إطار من الحقيقة المرئية يخلص البلد من الحيرة.
هل ترى أن هذا الخطاب كان موجها للداخل بصراحة أم عينه على الخارج؟
* حينما نكون موجودين ولم نر صورة كاملة لما أمامنا نستسهل ما نرى، أما بالنسبة للداخل لم يرَ مرسي بما فيه الكفاية، كنت أتمنى أن يجرى مشاورات لكن ليست بهذه الطريقة.
ماذا ترى عن ضمان مرسي لاستقلال القضاء؟
* لانزال نتكلم في المحفوظ والمألوف من العبارات الجاهزة المعلبة، ولابد وأن ندرك أن هذه المرحلة تقتضي خطابا جديدا. مثلا أنا لا أنتصر للقطاع الخاص، لكن أنت لديك، كسلطة، التلفزيون المصري والإذاعة المصرية أرضية تصل للجميع، وأيضا الصحف القومية ووزارة الإعلام ووكالة أنباء الشرق الأوسط، ولديك أكثر من 90% من ملكية وسائل الإعلام، ما الذي يجعلك تضيق ب 10% للنظر للخارج إذا تحدثت بأن هؤلاء يسيطرون على الإعلام، أنا غير منحاز إلى هؤلاء، لكن العالم الخارجي جميعه ينظر إلى التجربة الحيوية بحرية الرأي والديمقراطية، ولا أستطيع أن أنكر وجود مزيد من الحيوية في هذه ال 10% من القنوات الخاصة، لماذا لم تنافس الجرائد الخاصة، العبقرية هي إتقان العمل وشيء آخر غيره ألا وهو الموهبة، أنت لديك مدافع لكن لم تضرب، ما مشكلتك.
ماذا يراد بالإعلام الخاص؟
* الإعلام لديه سطوة الحضور الدائم والمنتظم، ليس عندنا فقط بل في كل مكان، بما لهما من تأثير مقلق، فبلا جدال هذه الحيوية تطلق سلطة لا يريد أن يزعجها أحد، وتريد أن تقوم بعملها دون محاسبة من أحد، نحن نخبر الآخرين ونفتح الملفات ونقول آراء ونبحث عن حقائق، هذه هى وظيفة الإعلام، أنا مسؤول أن يكون قارئي ملما بأطراف جميع المشكلات التي تجري أمامه، لكن عادة السلطة تضيق بهذا، فجزء من هذا الإعلام أصبح صناعة، والصناعة أصبح بها رأس مال كبير، هل وضعت قواعد للقنوات الخاصة وأحد خالفها؟ لابد من وضع حدود ومعايير للأمن القومي ومعايير للأخلاق ومعايير للدستور، معايير الأخلاق يحددها العصر الذي نعيشه، كل الناس تولد بتربية وبيئة معينة، ومعايير الأخلاق لا تقنن، فهي عرف للقاعدة والسلوك، ولا يمكن لأحد أن يضعه في قانون.
هل هذه القوانين الجديدة ستُركِّع الإعلام الخاص؟
* هذا الموضوع الاقتراب منه محمي بجمهوره، ومحمي بأخلاق مجتمع يرفض أن تغلق نافذة واحدة، جزء أساسي في الأخلاق خارج القانون.
هل تشعر أن هناك ترصد على الإعلام الخاص؟
* أشعر بأن هناك قلق، وأشعر بعدم فهم لرسالة الإعلام، وعدم تقييم بالحساب، إذا لم تكن قادراً على المنافسة ب 90% ضد 10% فتلك كارثة، فهي خاضعة للقانون العام، لا يريد أحد أن ترصد حركته، كل شخص يريد أن يشتغل بمنأى عن الرقابة، نحن غير مدركين أن هذا أصبح عالم واحد بنفس المؤثرات والأجواء.
ماذا عن حديث مرسي عن فلسطين وسوريا؟
* لم يعجبني خطاب الرئيس عن فلسطين، شعرت إن الكلمة الحاسمة عند التيار الإسلامي هي "القدس"، واعتبرت أن ذلك قصور، ونسبته إلى كاتب الخطاب، الرئيس يأتي له الخطاب ويقرأه لكنه في بعض الأحيان يكون مشغولا، فالتيار الإسلامي تكون قضية القدس بالنسبة له هي نقطة ركيزته.
عندما طلب مني جمال عبد الناصر أن أكون وزيرا لأول مرة عام 1956، وكنت شابا ورفضت، اندهش، قلت له أحسن لك يكون لديك طرف خارج السلطة قادر على الحوار معك دون حواجز، ويساعدك على بلورة أفكارك، جمال عبد الناصر عمره ماقال لي شيء في الكتابات، يوم التنحي عام 67 قال لي شمس بدران يكتبها، فقلتله أنا مش عاوز شمس بدران يكتب الخطاب، لأن عندي اعتراضات عليه، فإذا أردت شمس بدران فلك ما شئت، وفي الآخر تم وضع زكريا محي الدين.
ظهر حديث عن اليهود وعودتهم؟
* ليس هناك شيء يسمى تعويضات اليهود على الإطلاق، مصر لم تدفع شيئا بعد كامب ديفيد، أتمنى ممن يتحدثون أن يأتوا بوثائق التحقيقات عن اتفاقية "لافون"، والتي كان بها وزير الدفاع وموشى ديان رتبوا عملية تخريب في مصر تعتمد على اليهود المصريين، وجاءت عملية أخرى بقيادة "سابير"، قالوا فيها نرجوكم لا تقتربوا من الجالية اليهودية، كل العائلات اليهودية لم تحمل جنسيات مصرية، فجميعهم جنسيات إنجليزية وفرنسية وسويسرية، بعض الوزراء الإسرائيليين هالهم ما يحدث مع اليهود في مصر، وقالوا هذه الجالية مستقرة ابعدوا عنهم لا تنظموا بينهم شبكات تجسس.
بالنسبة للوضع الاقتصادي في مصر.. لدينا رسائل متضاربة بين الواقع وبين ما يقوله الرئيس؟
* هذا جزء من عدم نقل الواقع والحقيقة، نحن في واقع اقتصادي شديد الخطورة، والعالم الاقتصادي والبنك المركزي والخبراء شهدوا على ذلك، وجزء من هذه الأزمة سببها خطاب مرسي، عندما وقف أمام مجلس الشورى وتحدث بتفاؤل عن هذا الموضوع بدا أن الرئيس لا يرى الصورة على حقيقتها.
الناس قالت إنك مطمئن، لكن هو عنده العوامل تغلب إن المسألة هاتتحل بالتفاؤل، لكنه أعطى رسالة خطأ في وقت خطأ، كان لابد وأن يجلس كاتب الخطاب مع المسؤول عن البنك المركزي قبل كتابة الخطاب، ويجلس أيضا مع الاقتصاديين، أوضاعنا جميعها لا تحتمل الهواة، الناس أعطوا لمرسي الأغلبية، بعد أن وصلت للسلطة إذا فأنت مسؤول عن الحقيقة، الخطأ الأساسي أن مرسي لم يقدم للناس تصوراته بمفاتيح الحل للظروف التي نواجهها، هذه هي المشكلة.
ماذا يجرى في العالم العربي.. هل كل الثورات صدفة أم مخطط؟
* كل الدول فى الدنيا لديها مقاصد عليا وإسترايجية وطريقة في الوصول إلى هذه الأهداف، الأقوياء هم من يرسمون الإستراتيجيات، فمن يملك التخطيط هو من يملك القوى، في كل الصراعات الذي يبدأ هو طالب الشيء لا يوجد ضعيف يقوم بعمل إستراتيجية، وهناك أقوياء فى العالم يسعون للسيطرة عليه، ويسعون لتحقيق أكبر قدر ممكن من المصالح لشعوبهم، وهذا هو منطق الأشياء والحياة الإنسانية على مستوى الأفراد، الشعوب القوية لا تغير إستراتيجيتها، فعلى سبيل المثال أمريكا لا تغير إستراتيجيتها، فهي تخرج إلى خارج محيطها وتزحف حيث تجد لها مصالح، لذا فالقوى الأمريكية بدأت تدخل في صراع سواء على مستوى العقيدة أو المستوى العسكري، مع الاتحاد السوفيتي مثلا، في الحرب الباردة، تواجه الاثنان في إطار عالمي، وانتصرت قوة الشعوب في النهاية، وهذه المعركة انتهت بهزيمة الشيوعية السوفيتية وإن بقيت الدولة الروسية في حدودها.
في هذه الفترة سياسة أمريكا سارت بمنطق "طي البساط" كما قال "دالاس"، أي أن هذه الأرض التي زحفت عليها الشيوعية لابد وأن تنزاح في الحرب الباردة، وأنهم حصلوا على مكاسب ولابد وأن يتم "طي البساط"، عندما انتهت هذه المرحلة وانطوى البساط، وأصبحنا في مرحلة جديدة.
نحن عودنا الناس إن العالم الخارجي ليس موجوداً، العالم أوسع من الأرياف، الغرب لا يزال يطلب مطالبه الطبيعية في السيطرة، فعلى سبيل المثال ما حدث في العراق يعتبر نوعا من "طي البساط".
عندما أتى أوباما كانت المشاكل كبيرة للغاية، قال أوباما نحن أمام صراع طويل ونحن لم نستطع نتكلف بكل هذه التكاليف، نحن نريد مشاركة الآخرين لنا، الرئيس أوباما رفض فكرة إعادة ترسيم الحدود لأنها بلا جدوى، فلم تعد هناك حدود سياسية، لكن تقسيم مصالح، وإعادة تقسيم الحدود الجغرافية يتم على أساس شركات البترول في المقام الأول، وأنظمة الحكم العربية لم تكن متسقة مع عصر يحترم قيم الحرية، وكان التصور أن المنطقة مقبلة على التغيير بشكل غير محدد، ولا أعتقد أنه كانت هناك مساعدات لثورات الربيع العربي. مثلا، أتوقع استقلال جنوب السودان منذ وقت بعيد، نظرا لاختلاف الدين بين المنطقتين.
وفي نوفمبر 2010 اجتمعت لجنة "الحكماء ال12" من كل العالم، وقالت إننا نواجه تهديدات غير محددة، ليست لها حدود سياسية وجغرافية، ولأول مرة نواجه تهديد ليس لقوى ممثلة على الأرض لكنها متسربة وفاعلة مؤثرة علينا، ونحن نواجه أنظمة تستحق أن تذهب، كيف نواجهها؟ حيث لن نستطيع تكوين حلف مشابه لحلف بغداد ويستلزم طريقة مختلفة تسمى "الباب المفتوح"، ومعناها أنه سوف تنشأ أشياء لم نستطيع أن نتنبأ بها، ومن واجبنا أن نتحسب لها، وليس لدينا قوات لمواجهتها، الحلف تكون له مسؤولية موجهة للجنوب بالدرجة الأولى من باكستان والخليج، ومن يستطيع من دول الحلف عليه أن يتقدم طبقا لإستراتيجية الباب المفتوح لإتمام المهمة.
هل تركت تجربة العراق تذكارا أو ندبة عن الأحداث الجارية؟
* هناك تجربتان لهما أهمية. التجربة التركية، حيث إن الإسلام موضوع مركزي في أي حرب على ما هو قادم، وفي تركيا أدرك الناتو أهمية الإسلام المنظم.
أما العراق؛ اكتشفوا أهمية الفرقة الداخلية التي يصنعها اختلاف المذاهب الدينية.
في مؤتمر لشبونة قدروا مخاطرهم وأهدافهم، في أن سياسة الباب المفتوح تكمل مهمة "طي البساط" في كل ما يتعلق بالحرب الباردة، والبترول على سبيل المثال يمثل لهم أهمية كبيرة في وقت الحرب الباردة، حيث البترول الليبي وأهميته لأوروبا الغربية دون الحاجة إلى قناة السويس، وذلك اختفى في الحرب الباردة، لذا فجميعنا استفدنا من الحرب الباردة.
ببساطة فرنسا وإيطاليا كلفتا بشمال إفريقيا من أول ليبيا وحتى المغرب، والأمريكان كلفوا بمصر وإسرائيل والسعودية، ما يكفي لأن نؤدي بدورنا في هذا الإطار، وتركيا الأقرب إلى سوريا ولبنان ومنطقة الشام، الخطة الموجودة بسياسة الباب المفتوح وعملية طي البساط، والأقرب إلى ساحة العمليات.
أعتقد أن كل العالم كان يدرك أن النظم شاخت لدرجة لا تستطيع أن تبقى، فنحن في عصر السماوات المفتوحة، حتى فكرة الاستقلال حدود مرسومة مابقاش ينفع.
كان هناك مساعدات لقيام هذه الثورات؟
* أعتقد أن ناس رأوا أن هناك منطقة مقبلة على التغييرات أكثر مما هو طبيعي لايمكن تتسق مع أي عصر يحترم قيم حرية أو منطق، العصر الحديث جاء بأدوات تحريك يستطيع أن يتصور أنه يتحرك لكن في أي اتجاه لا نعلم.
الحدود السياسية العراقية تضع طوائف لا سبيل إلى الحياة بعدها، عادة الأوطان لا تحتوي كل هذه التناقضات، فعلى سبيل المثال بلجيكا لا تستطيع أن تستقر لوجود وحدتين متناقضتين، ولدينا بلاد تنشأ بظروف سياسية، فهناك مشكلة في العالم العربي كبيرة، وهى أن الحدود التي نشأت بعد الخلافة العثمانية كانت عشوائية، الدخول في عملية تطابق الديموغرافيا سوف يؤدي إلى مشاكل قوية.
تركيا في تركيبتها بها علويون وأكراد، أوباما ضرب مثل بالسعودية وقال إن ذلك من الممكن أن يؤثر في السعودية، كل المغرب العربي لدينا مشكلة قوية به، على سبيل المثال المغرب كله عربي والجزء الآخر من البربر، السودان دولة جديدة عملتها الاكتشافات الجغرافية فالشمال كان إسلامي عربي والجنوب كان حركته إلى الدول الإفريقية لكن ذلك تم العدول عنه، لا يستطيع أحد أن يتحمل تبعة الجغرافيا والحدود المصرية.
أخبار متعلقة
هيكل: كان لابد أن يجلس كاتب خطاب الرئيس مع اقتصاديين.. أوضاعنا لا تحتمل الهواة
هيكل: أوروبا أرادات لتركيا أن تتدخل في المنطقة العربية بعد خروج مصر من المعادلة
هيكل: غياب مصر أفقد المنطقة العربية اتجاهها.. ولن تستطيع تركيا أن تحل محلها
هيكل: أمريكا كانت تخطط لإحلال عمر سليمان محل مبارك.. لكن الجماهير حسمت الأمر
هيكل: إسرائيل تتدخل في تطورات الوضع السوري بشكل "يرعبني"
هيكل: الغرب استخدم سياسة "الباب المفتوح" تجاه الشرق الأوسط لتحقيق أطماعهم
هيكل: كانت هناك مقدمات ل"الربيع العربي".. ولا أعتقد أنه تم بمساعدات خارجية
هيكل: مرسي تحدث بتفاؤل عن الاقتصاد.. وبدا كأنه لا يرى الصورة على حقيقتها
هيكل يستنكر خطاب الرئيس عن فلسطين.. ويؤكد: قضية القدس "نقطة ركيزة" بالنسبة للتيار الإسلامي
هيكل: الشعوب القوية تغير إستراتيجياتها خارج حدودها وتزحف نحو مصالحها
هيكل: إذا لم يستطع الإعلام الحكومي منافسة 10% "إعلام خاص" فهذه "كارثة"
هيكل: يجب وضع معايير للأمن القومي والأخلاق حسب العصر أولا ثم نحاسب الإعلامي بموجبها
هيكل ل"الحكومة": لديكي 90% من ملكية وسائل الإعلام فلماذا تضيقي بالقنوات الخاصة
هيكل: مرسي اكتشف أن صورة الإخوان أقل مما قدره
هيكل: خطابات "مرسي" معلّبة ومحفوظة والمرحلة تقتضي عبارات جديدة
هيكل: مصر تعيش الآن حالة "صدمة الأمر الواقع"
هيكل: الإخوان والسلفيون وجبهة الإنقاذ سوف ينقسموا على أنفسهم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.