اعتبرت الحكومة الأردنية، أمس الأربعاء، أن وضع كاميرات مراقبة في المسجد الأقصى بالقدسالشرقيةالمحتلة، سيثبت أن إسرائيل هي من تقوم بخرق الوضع القائم، وذلك بعد أن اعتبرت مصادر إسرائيلية أن هذه الخطوة تصب في مصلحة الدولة العبرية. وقال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، إن "الكاميرات ستوثق وتثبت للعالم بأكمله بأن إسرائيل هي من تقوم بخرق الوضع القائم وأن ادعاءاتها بالحفاظ على الوضع القائم باطلة". وأضاف المومني، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا"، أن "الكاميرات التي سيتم تركيبها ستعمل على تغطية مسار اقتحامات المتطرفين وبالتالي وضع حد لهذه الاقتحامات". وأضاف أن "تركيب الكاميرات سيدحض مزاعم القوات الإسرائيلية التي طالما ادعت بأن الشعب الفلسطيني كان وراء تدخلاتهم المستفزة في شؤون المسجد الأقصى ووراء اقتحاماتهم المسلحة للمسجد الأقصى واعتدائهم على البشر والحجر". كانت صحيفة إسرائيلية نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي، الأحد الماضي، قوله إن الأردن وإسرائيل اتفقتا على تركيب كاميرات للمراقبة في المسجد الأقصى، قبل عيد الفصح الذي يحتفل به اليهود في أبريل. وأضاف المصدر السياسي الإسرائيلي أن"هذا الاتفاق يصب في مصلحة إسرائيل"، مشيرًا إلى أنه سيتم من خلال هذه الكاميرات توثيق "الإخلال بالأمن" الذي يقوم به الجانب الفلسطيني. وأوضح الوزير الأردني أن "عدم تركيب كاميرات داخل المساجد المسقوفة في المسجد الأقصى المبارك يعتبر بحد ذاته إثباتًا بأن الكاميرات أتت لمراقبة المتطرفين اليهود والشرطة الإسرائيلية وتوثيق اعتداءاتهم وليس لتصوير المصلين المسلمين". وأكد أن "المقاطع المصورة ستساعد الأردن وفلسطين على تقديم توثيق وإثباتات للدفاع عن المسجد الأقصى عبر المسارات القانونية والمحافل الدولية والقنوات الدبلوماسية". وتابع أن هذه الخطوة "ستمكن 1.7 مليار مسلم حول العالم من البقاء على اتصال مع المسجد الأقصى المبارك ومع المرابطين فيه ما سيعزز من وعيهم بما يدور داخل المسجد والتحديات التي يواجهها الأقصى والقائمون عليه وهذا الوعي قد يترجم لاحقًا لصور متعددة من الدعم للمسجد الأقصى وأهل القدس". ويأتي نصب الكاميرات بناءً على اقتراح العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني "لضمان المراقبة بكاميرات الفيديو وعلى مدار 24 ساعة لجميع مرافق الحرم القدسي". وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994 بإشراف المملكة الأردنية على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس. والحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين. ويخشى الفلسطينيون محاولة إسرائيل تغيير الوضع القائم منذ حرب 1967 والذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول الحرم القدسي في أي وقت في حين لا يسمح لليهود بذلك إلا في أوقات محددة ومن دون الصلاة هناك.