شهدت دائرة شبرا الخيمة، بالقليوبية، إحدى محافظات المرحلة الثانية من الاستفتاء على مشروع الدستور، تجاوزات وانتهاكات أثناء سير عملية التصويت، منها استخدام دعاية دينية للتأثير على الناخبين للموافقة عليه، ووضع دعاية للتصويت ب«نعم» أمام اللجان، وتنظيم عمليات نقل جماعى للمواطنين، إضافة إلى رفض بعض القضاة إشهار تحقيق الشخصية الخاص بهم. ورصدت «الوطن» عدداً من سيارات «الميكروباص» وعليها ملصقات للتصويت ب«نعم» على مشروع الدستور، تتولى نقل جماعى للمواطنين فى منطقة الكابلات، إضافة إلى انتشار «التوك توك» بالقرب من محيط لجان الاقتراع، وتحمل لافتات تدعو المواطنين للموافقة على مشروع الدستور. ووزع عدد من أنصار حزب الحرية والعدالة، وجماعة الإخوان المسلمين، مطبوعات على بُعد أمتار من اللجان الانتخابية لدعوة المواطنين للتصويت ب«نعم»، وتضمنت بعض الإيحاءات الدينية منها: «أنا هقول نعم.. لأن جميع علماء المسلمين فى مصر بيقولوا نعم.. شوف انت بقى مين اللى بيقول لأ». وحملت بعض اللافتات صوراً لعدد من شيوخ السلفيين الذين يؤيدون مشروع الدستور. واستمراراً لاختراق عملية الصمت الانتخابى استعان أنصار الإخوان، ب«التوك توك»، وسيارات النقل، لدعوة المواطنين للتصويت ب«نعم»، عبر مكبرات الصوت، وإذاعة أغنية تتضمن كلماتها: «الدستور أول خطاوينا.. وبداية لتحقيق أمانينا.. من أسوان للنوبة لسينا.. كله يشارك فى الدستور.. نعم نعم للدستور». ولوحظ منذ الساعات الأولى من بدء عملية التصويت، وجود عدد كبير من الأتوبيسات أمام لجنتى هارون الرشيد، والسلام الابتدائية، ونجيب محفوظ، ينزل منها الناخبون للإدلاء بأصواتهم، وبسؤالهم أوضحوا أن جماعة الإخوان وفرت لهم هذه الأتوبيسات، ودعاهم البعض للتصويت ب«نعم للدستور». وشكلت أمانة حزب الحرية والعدالة بشرق شبرا الخيمة عدة لجان إلكترونية على بُعد أمتار معدودة من المقار الانتخابية بالمنطقة، لاستخراج أرقام اللجان للناخبين، مع حثهم على التصويت ب«نعم»، فى ظل صمت أمنى على الوضع. وأبلغ أحد المواطنين يدعى محمد أحمد «محاسب - 40 سنة» قوات الأمن المرابطة أمام أبواب المقار الانتخابية بمخالفة حزب الحرية والعدالة للصمت الانتخابى، والدعاية للتصويت ب«نعم» على الدستور، إلا أنه فوجئ برد الضابط المسئول عن تأمين اللجنة: «مالناش دعوة، إحنا بنأمن اللجنة وبس». وفى اللجنة رقم 8 بمدرسة 23 يوليو، رفض المستشار رئيس اللجنة إظهار بطاقة تحقيق الشخصية الخاصة به، للتعرف على شخصيته، بعد مطالبة بعد الناخبين بذلك، مما أدى لنشوب مشادات كلامية، فى ظل إصرار القاضى على موقفه، فيما رصدت «الوطن» وقوف رئيسى لجنتى 47 و48 بمدرسة ميت نما الإعدادية المشتركة، خارج اللجنتين، فى ظل استمرار عملية التصويت تحت إشراف الموظفين والمندوبين داخل اللجنتين. من جانبهم، أزال مسئولو حى شبرا الخيمة أول، اللافتات الدعائية التى تدعو «للموافقة على الدستور من أجل الاستقرار»، أمام مدرسة عمرو بن العاص بشارع الملاح، أحد المجمعات التصويتية الكبيرة بالدائرة، وذلك بعد مطالبة مراقبين لقوات الشرطة القائمة على تأمين اللجنة بإزالة تلك اللافتات. وشهدت مدرسة عثمان بن عفان ازدحاماً شديداً من قبل الناخبات، وامتد طابور السيدات أمام اللجنة لعشرات الأمتار، فى ظل بطء عملية التصويت، وأرجع خالد عبدالمنعم، مندوب حزب الحرية والعدالة فى اللجنة، هذا البطء، إلى وجود عدد كبير من السيدات كبار السن ضمن الناخبات.