على باب مدرسة «خطاب الخاصة» بمنطقة أرض اللواء، وقف طابور نسائى طويل، لا تتحدث فيه النساء عن رأيهن الخاص، نعم أو لا، الحديث الرئيسى عن التزوير، هل هو حقيقى أم لا، لكن كلمة الفصل أعلنتها السيدات الواقفات جميعهن فى نَفس واحد: «مش هنسمح بالتزوير مهما حصل.. إحنا جاهزين لأى تجاوز». نجوى محمد، سيدة ثلاثينية أعلنتها للواقفات بوضوح: «الستات أشرس من الرجالة، إحنا شايلين مسئولية الولاد والبيت والشغل، ومسئولية صوتنا كمان، أقل حاجة هعملها لو فيه تزوير هعلّى صوتى وأفضح المزورين، عشان اللى ورايا ياخدوا بالهم، لازم القاضى يقدم نفسه والورقة تكون مختومة». طابور السيدات الذى كان أكثر تنظيماً من طابور الرجال حظى بفرصة أفضل فى التصويت السريع، «لو فيه مخالفة مش هسكت ولا هتحرج، أمال أنا نازلة ليه؟ مفيش فرصة للتزوير، وإلا ماكناش نزلنا أصلاً»، قالتها وفاء، السيدة الأربعينية، التى حرصت على «توضيب بيتها وتحضير الطعام قبل الاستفتاء بيوم، كى لا يكون لديها ما يعطلها عن التصويت من الصباح الباكر». داليا، شابة عشرينية، كانت بين الواقفات، تعجبت من فكرة أن تقول لقاضٍ «ورينى بطاقتك» فآثرت السلامة، وقالت: «مش هسأل القاضى عن حاجة، ومش هشوف بطاقته، مش معقول كل واحد هيدخل يقوله ورينى بطاقتك، شوف كام واحد بيدخل، أنا شوفت على النت عدد القضاة اللى فى لجنتى، وأسماءهم، ولما هدخل من غير ما أسأل هحاول أتأكد»، لكن نجوى سرعان ما ردت عليها قائلة: «مفيش حاجة اسمها كده، ده حقك، ولازم تشوفى الاسم والمهنة، افرضى مش قاضى؟!». نجوى التى تعمل مدرسة فسرت سرعة دخول السيدات وخروجهن عن الرجال بأن القائمين على الانتخابات يهابون السيدات؛ لأن لهن مواقف حادة وأصواتاً عالية، تقول: «معدناش حزب كنبة، ومش عاوزين تزوير».