وسط أجواء ساخنة وملتهبة، عكس الطقس البارد والأمطار الغزيرة التي تشهدها مدن ومراكز وقرى محافظة البحيرة منذ يوم أمس، يتوجه صباح غد، 3 ملايين و341 ألفا و241 ناخبا وناخبة، للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على مشروع الدستور، أمام 916 لجنة على مستوى المحافظة، في ظل إجراءات أمنية مكثفة من القوات البحرية بالتنسيق مع قوات الشرطة. كانت الساعات القليلة الماضية شهدت تحركات مكثفة ومتسارعة من جانب قوى التيار الإسلامي خاصة جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، والدعوة السلفية وحزبها النور، لحشد المواطنين بالتصويت ب"نعم" على مسودة الدستور، من خلال مؤتمرات جماهيرية حاشدة في عدد من المدن والمراكز، شارك فيها الدكتور محمد البلتاجي، أمين عام الحرية والعدالة بالقاهرة، وعضو الجمعية التأسيسية للدستور، والدكتور محمد جمال حشمت، عضو الهيئة العليا للحرية والعدالة، والدكتور عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية وآخرون، أكدوا خلالها على أهمية الدستور المطروح للاستفتاء، وأن من يعارضونه لهم أغراض شخصية، وأن مصلحة الوطن في الموافقة على الدستور. في المقابل، كثفت جبهة الإنقاذ الوطني من فعالياتها في الساعات الأخيرة قبل الاستفتاء، من خلال مجموعة من المؤتمرات الجماهيرية الحاشدة رغم سوء الطقس والأمطار، حضرها الدكتور أحمد دراج، وكيل مؤسسي حزب الدستور، وصلاح عدلي، عضو الجمعية الوطنية للتغيير، والحزب الشيوعي المصري، ومحمد بشت، نقيب المحامين بكفر الشيخ، وعضو الأمانة العامة لحزب التجمع، شددوا خلالها على أن دستور الإخوان لن يمر وسيسقطه الشعب المصري، لأنه يكرس لهيمنة الجماعة على الدولة المصرية. كما شهدت الساعات القليلة الماضية وقوع عدة مناوشات تطورت إلى اعتداءات من جانب الإخوان على عدد من ممثلي وأنصار جبهة الإنقاذ الوطني، وتحديدا أعضاء التيار الشعبي والدستور، أثناء قيام المعارضين للدستور بتوزيع منشورات مناهضة لمسودة الدستور في أبو المطامير وإيتاي البارود، وقام الإخوان بالتعدي على سيارتين تابعتين للمعارضين ومنعهم من إكمال مهمتهم. في سياق متصل، قام عدد من السلفيين بمسجد "المكرمية" بدمنهور، بالتعدي على علاء الخيام، أمين حزب العدل والناشط السياسي، ووصفه ب"العلماني الكافر"، لمجرد أنه عارض أمام المسجد الذي دعا المواطنين إلى التصويت ب"نعم" على الدستور خلال خطبة الجمعة.