اهتمت مواقع ألمانية بحالة الرواج التي تشهدها جماعة الإخوان المسلمين، حيث ذكرت تحليلات نقلتها مواقع إخبارية ألمانية، أن جماعة الإخوان المسلمين لم تكن منذ بداية الثورة في المشهد السياسي، حيث اكتفت بمراقبة الأحداث من بعيد، وأضافت أن هناك حالة من الانقسامات عصفت بجماعة الإخوان المسلمين بعد الثورة، وهذا ما تحاول الجماعة إخفاؤه، علاوة علي أن بعضهم يسعون وراء تحقيق أهدافهم بالقوة والعنف مثل الذراع العسكري لحركة حماس. وقال موقع "فرانكفورتر روندشاو" الألماني إلي أن جماعة الإخوان المسلمين لم تكن في المشهد السياسي منذ اللحظة الأولي، حينما دعي نشطاء وشباب الفيسبوك لما يسمي ب "يوم الغضب" اكتفت الجماعة بمراقبة الأحداث من بعيد وبمرور الوقت واشتعال فتيل الثورة سمح لهم بالنزول بكامل قوتهم للميدان. إلا أن موقع "دي فيلت" الألماني قد أشار إلي أن الإخوان المسلمين كانوا جزءا لا يتجزء من الثورة. وذكر "دير شبيجل" الألماني أن جماعة الإخوان المسلمين هي حركة جماهيرية إسلامية أنشئت في مصر عام 1928 علي يد حسن البنا مؤسس الجماعة، وسرعان ما انتشر فكرها في جميع أنحاء العالم الإسلامي، ويعمل أعضائها بالعمل الخيري ويجاهدون في سبيل الله من أجل تحقيق فكرة الدولة الإسلامية، إلا أن بعض الأخوة يسعون وراء أهدافهم باستخدام القوة والعنف مثل الذراع العسكري لحركة حماس الفلسطينية. وأضاف موقع"جوته إنستيتيوت" الألماني أن جماعة الإخوان المسلمين من أكبر حركات المعارضة الأكثر تنظيما، ففي مطلع الثمانينات ابتعدت الجماعة عن استخدام القوة والعنف وحاولت الإستفادة من الفرص القليلة التي كانت معروضة من النظام حينها للمشاركة في الحياة السياسية، ومنذ ذلك الوقت انخرطت الجماعة في العمل السياسي. وتشير مجلة "تحرير" (مجلة أكاديمية الصحفيين العرب-الألمان) إلى أنه بسقوط نظام مبارك حدثت إنقسامات داخل جماعة الإخوان المسلمين خاصة بين شباب الجماعة، فالبعض يؤيد أفكار الجماعة والبعض الأخر يطالب بالإصلاح غير راضيين عن شوري الجماعة، مطالبين بمزيد من الإنفتاح والإستماع إلي أراءهم، مما يهددهم بالاستبعاد من صفوف جماعة الإخوان،أما عن غالبية الشباب فهم ملتزمون بما يأخذه شوري الجماعة من قرارات. وتضيف مجلة "تحرير" أن الإخوان المسلمين يظهرون أمام الناس بأنهم يد واحدة ولا يوجد بينهم خلاف، إلا أن الحقيقة أنهم منقسمون داخليا، وفي السياق ذاته أوضحت مجلة "تحرير" أن حزب الحرية والعدالة الذي أسسته جماعة الإخوان المسلمين لا يعكس فكر الشباب المنقلب علي الجماعة، والجدير بالذكر أن حزب الحرية والعدالة تأسس في 6 يونيو 2011 وهو ذو مرجعية إسلامية ويتبني أيدولوجية الإسلام السياسي، وهو نابع من جماعة الإخوان المسلمين. رصدت مجلة "تحرير" رأي عبد الرحمن حسام (23) عام،فهو شأنه كشأن غالبية شباب الجماعة، حيث رفض فكرة تأسيس حزب لجماعته ولكنه في نفس الوقت لا ينتقد صناع القرار داخل جماعة الإخوان المسلمين،ولد في منزل ينتمي جميع أفراده للإخوان المسلمين كما قضي والده سنوات في السجن في ظل النظام السابق الذي كانت تلاحقهم فيه المخاطر. ونقلا عن موقع "فوكس" الألماني، قالت أن الإسلاميين حققوا إنتصارا ساحقا في أول إنتخابات برلمانية حرة ونزيها، وطبقا للنتائج التي أعلنتها اللجنة العليا للإنتخابات فإن الاسلاميين (جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفي) قد حصلوا علي 70,4% من نسبة التمثيل في البرلمان، مشيرا إلي أن هذا أول وأقوي إنتصار تحققه القوي الإسلامية، وكما أعلنت اللجنة العليا للإنتخابات فقد حصل حزب جماعة الإخوان المسلمين وحلفائهم علي 45,7% أي 228 مقعدا، مشيرا إلي أنهم يميلون للإسلام الوسطي كما يصرحون. وصرح موقع "تاجيس شاو"الألماني أن القوي الإسلامية حققت فوزا كبيرا متمثلة في حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، والذي حصل علي أغلبية بنسبة 47% وكذلك حزب النور السلفي المتطرف الذي حصل علي 24%،ومن يشكل الحكومة هو المجلس العسكري وليس البرلمان. وأوضح "دير شبيجل" الألماني أن هناك تخوف من جانب إسرائيل بوصول الإسلاميين للحكم خاصة جماعة الإخوان المسلمين التي حصلت علي أغلبية في البرلمان، وتساءلت عن مصير معاهدة كامب ديفيد موقف الجماعة منها. وفي هذا السياق صرح محمود غزلان، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين ل"دير شبيجل" أنه لابد علينا أولا أن نعيد التفكير في هذه المعاهدة مرة أخري وأن نسأل الشعب وهو صاحب قرار الإستمرار في المعاهدة أم إلغائها،مشيرا إلي إمكانية طرح هذه القضية في جلسة من جلسات مجلس الشعب للتصويت علي المعاهدة من حيث الرفض أو القبول. وطبقا لما نقله موقع"فوكس" الألماني فإن جماعة الإخوان المسلمين تسعي وراء السلطة وعينها علي قصر الرئاسة، بالرغم من أنها قد أعلنت فيما سبق عن عدم وجود نية للدفع بمرشح في إنتخابات الرئاسة. وتعليقا علي قرار استبعاد اللجنة العليا للإنتخابات لعشرة مرشحين لرئاسة الجمهورية من أصل 23 مرشح فقد نقل "دويتش فيله" الألماني، أن الأوضاع لا تزال في مصر مبهمة وغير واضحة في حين أنه لم يبق سوي القليل علي إنتخابات الرئاسة المقرر لها أن تقام يومي 23 و 24 مايو، فقد تظاهر الآلاف احتجاجا علي قرار استبعاد اللجنة العليا للانتخابات لبعض المرشحين، وبالنسبة لاستبعاد خيرت الشاطر مرشح جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة فقد أشار "دويتش فيله" أن هذا القرار جاء علي خلفية الأحكام القضائية التي أخذها المهندس خيرت الشاطر في عهد النظام السابق بسبب القضايا التي إتهم فيها، مما اضطر الجماعة للدفع بمحمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة والمرشح الإحتياطي واصفا هذه الخطوة ب"الماكرة"، مشيرا إلي أن مصر ستشهد أول إنتخابات حرة لإختيار أول رئيس جمهورية بعد ثورة 25 يناير.