شددت المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان، في بيان لها اليوم الجمعة، على ضرورة عودة جسور الثقة بين الجمعيات الأهلية وكلا من المواطنين والمسئولين، بعدما عصفت بها أزمة التمويل الأجنبي، فيما عقدت الجمعية المصرية للتنمية العلمية والتكنولوجية، أمس الأربعاء، ورشة عمل لتكريم عدد من قيادات العمل الأهلي في مصر على جهودهم في التنمية المجتمعية والصحية والبيئية والتعليمة، كأول تحرك إيجابي للجمعيات بعد الأزمة. أكد حسن الشامي رئيس الجمعية المصرية للتنمية العلمية والتكنولوجية، أن عددا محدودا من الجمعيات يحصل على تمويل أجنبي بينما الجمعيات الأهلية في مصر يزيد عددها على 36 ألف جمعية ومؤسسة خاصة، وتواجه حالياً مناخاً من التشكيك والهجوم عليها بدعوى التربح وتحقيق مصالح خاصة من خلال التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني، وإتهامها بتنفيذ أجندة أجنبية لا تراعي مصالح البلاد، فيما يبذل القائمون عليها جهودا كبيرة من أجل النهوض بمجتمعاتهم المحلية وتشجيع المواطنين علي الانضمام في العمل التطوعي دون انتظار لمقابل ويدفعهم رغبة في خدمة بلدهم ومجتمعاتهم المحلية. وأوضح الشامي أن الجمعية تبنت مبادرات عديدة لتنمية المجتمع المحلي وتقديم الخدمات التعليمية والصحية والبيئية بالجهود الذاتية دون اعتماد على تمويل خارجي في ظل انسحاب الدولة من تقديم هذه الخدمات الآن. وانتقد عز الدين فرغل رئيس الإتحاد الإقليمي للجمعيات الأهلية والمؤسسات بالقاهرة، القانون رقم 84 لسنة 2002 المنظم لعمل الجمعيات الأهلية والذي يحد من وجهة نظره من نشاطها ويفرض سيطرة مديريات الشئون الاجتماعية بالمحافظات علي الجمعيات الأهلية وطالب بسرعة تعديل القانون وتبسيط إجراءات الحصول على المنح والتبرعات لتمويل الأنشطة لخدمة التنمية الصحية والبيئية والتعليمية. وأكد فرغل أن العمل التطوعي في الجمعيات يواجه مشكلة انصراف الموطنين عنه في ظل الأزمات المعيشية التي تحيط بهم مثل البطالة وارتفاع الأسعار ونقص الخدمات الصحية وتدني مستوى التعليم وانتشار الدروس الخصوصية في كل المراحل التعليمية. وأشاد مختار الشريف عضو مجلس أمناء الجمعية بالعمل التطوعي في مصر الذي شهد ازدهار كبيرا في الماضي حيث تم تأسيس العديد من المستشفيات الخيرية والمبرات الصحية وجامعة القاهرة وعدد كبير من المدارس بجهود ذاتية أهلية دون تحميل الدولة أية تكاليف. وأضاف ياسر عثمان مدير مكتبة القاهرة الكبري أن وزارة الثقافة تقوم بدور كبير في مساندة الجمعيات الجادة لنشر الوعي الثقافي بين المواطنين ومساندة الجهود الأهلية في هذا المجال. واشار شفيع شلبي رئيس المركز العربي للإنتاج الوثائقي أن جمعية أنصار التمثيل والسينما منذ العشرينات أسست عشرات الإذاعات الخاصة في مصر والتي أحدثت نهضة ثقافية كبيرة في مصر وكانت رائدة في المنطقة العربية والعالم كله. وانتقد شلبي الوضع الحالي للإعلام المصري الذى وصفه بأنه أصبح تابعا ومتخلفا عن الإعلام في دول عديدة أقل منا في المنطقة. وطالب الجمعيات الأهلية المصرية والإتحاد العام للجمعيات بضرورة المبادرة في إنشاء قناة فضائية خاصة وإذاعة خاصة لخدمة العمل الأهلي ونشر ثقافة العمل التطوعي والعودة للريادة الإعلامية مرة أخرى.