"إيه اللي وداهم هناك".. منطق كثيرا ما كنا نسمعه من قبل شيوخ السلفيين وأرباب جماعة الاخوان المسلمين، ممن خاضوا في أعراض المصريين بعد حادثة سحل وانتهاك كرامة إحدي المصريات المعتصمات في ميدان التحرير، خلال أحداث مجلس الوزراء والقصر العيني وشارع محمد محمود في مثل هذا اليوم من العام الماضي واقتحام قوات الشرطة العسكرية للميدان وفض اعتصام المصابين وأهالي الشهداء وشباب الثورة بالقوة في أقل من نصف ساعة، بعد أيام طويلة من الإعتكاف بالميدان لإسقاط حكم العسكر وادع هؤلاء المتأسلمون أن من يتواجدون بالشارع والميدان ليسوا سوي بلطجية وخونة وعملاء وفلول وأجندات. وسط هذا الجو المشحون بالغضب والثورة ضد الظلم والإستبداد العسكري تطاولت البدلة الميري علي عرض مصر بشكل فج لا يمت لأخلاقيات العسكرية بصلة، خاصة حينما قامت تلك القوات المسلحة بسحل الناشطات وتعذيبهن داخل مبني مجلس الوزراء ومجلس الشعب وطرحهن أرضا وعلي رأسهن ماما خديجة، أم الثوار في ساحة الميدان الذي شهد في مثل هذا اليوم من العام الماضي علي واقعة تعرية فتاة التحرير من ملابسها بعد سحلها أرضاً علي مشهد ومرأي من العالم أجمع. ست البنات، لا أتحدث هنا عن قصة الكاتب والروائي أمين يوسف غراب التي وضع لها السيناريو السينمائي في أوائل الستينيات وقام ببطولته الفنان الكبير عبدالمنعم ابراهيم وسامية رشدي من إخراج حسام الدين مصطفي، ولكن كان هذا هو اللقب الذي منحوه للفتاة المصرية تقديرا لصمودها أمام بطش الجيش، بعد واقعة السحل والتعرية العسكرية التي كشفت عن عوراتها أمام عدسات الإعلام المرئي والمقروء ، بما يفضح من سياسات المجلس العسكري الباطنة ووجهه الحقيقي تجاه المصريين المطالبين بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وحينما حاول الصحفي حسن شاهين الدفاع عنها وتخليصها من بين أنياب الشرطة العسكرية انهالوا عليه بالضرب والركل بالبيادة والعصا الكهربائية هو الاخر ولم يسلم من ركلاتهم حتي صار شعار المجلس العسكري حينئذ "كرامة المصري تحت جزمتنا". وخرجت العديد من الصفحات التي تعلن عن غضبها واستيائها الشديد من جراء ما تعرضت له تلك الفتاة علي يد وأقدام قوات الجيش المصري، فجاءت صفحة "احنا اسفين يا ست البنات" لتعتذر لكل فتاة مصرية خرجت في الثورة فسحلت وتعرت وأهدرت حقوقها وكل امرأة خذلناها في الإتيان بحقوقها الضائعة . ولا تخجلين يا بنت مصر الأصيلة لأن من اعتدي عليك قد اعتدي علينا جميعا وذكراك حاضر وحاضرنا نحن ثأر، نعم ثأر ونار علي كل من باع وخان واستهان بشرفنا وعرضنا، ولن نميز بين شرف وأخر لأننا جميعا مصريين نعش علي شرف واحد وقلب واحد وروح وأرض واحدة.