كتب - ياسمين سمرة وأميرة الرفاعي يحدد الأمريكيون الخط الذي تسير عليه العلاقات الأمريكية العربية رغم مخاوف العرب من فوز المرشح الجمهوري، ميت رومني، الذي يعلن ولائه صراحة لإسرائيل، وميولهم لأوباما صاحب "الكاريزما" الفريدة، إلا أن خبراء يؤكدون أن السياسة الأمريكية تجاه العرب لن تتغير رغم تباين الملامح التي رسمها كل من الرئيس أوباما الديمقراطي، ورومني الجمهوري. في هذا السياق يقول الدكتور طارق فهمي، خبير بمركز دراسات الشرق الأوسط وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن المناظرات الثلاث بين رومني وأوباما أغفلت النقاش حول القضية الفلسطينية، فيما اختلف حديث كلا المرشحين عن إسرائيل. ويضيف "فهمي" أن حديث أوباما عن القضية الفلسطينية يبرز عدم وجود رؤية لديه لحلها وأنه ليس لديه مفاوضات جديدة، مؤكدا أن أوباما حتى وإن لم يكن لديه طرح خلال مناظراته فلديه الكثير من الحلول خلال الفترة القادمة إن أصبح رئيسا لأنه غير ملتزم بالبرنامج الانتخابي في الفترة الثانية كالتزام أي مرشح في فترته الانتخابية الأولى. ويستطرد "فهمي" قائلا أن أوباما من أسوأ الشخصيات التي حكمت أمريكا حيث أحبط محاولات العالم الإسلامي، ولكن على الرغم من ذلك مازال العالم العربي يميل أكثر إلى أوباما، وقال أن رومني هو الخيار الأسوأ لأنه يميل للمعسكر الصهيوني اليهودي. من جانبه يعلق الدكتور فتحي المراغي، أستاذ الشئون الإيرانية بجامعة عين شمس، على المناظرة الثالثة والأخيرة بين رومني وأوباما قائلا: "إن رومني يعبر عن الحزب الذي ينتمي إليه، فالجمهوري دائما يسعى إلى مناهضة الشرق الأوسط والنظر للمصلحة الأمريكية فقط، أما أوباما يريد إخضاع الشرق الأوسط وإيران لأمريكا لإدخالها في المنظومة العالمية". ويؤكد "المراغي" أن حديث رومني يعبر عن شخص خارج السلطة حيث يكون دائما متشدداً في مواقفه لإرضاء الناخبين، وقال أن سياسة أمريكا الخارجية لن تتغير بتغير رئيسها وإن تغيرت كلماتهم ومواقفهم وقراراتهم في مناظراتهم. وفيما يخص الملف الإيراني يؤكد "المراغي" أن أوباما لم يتخذ موقفا حاسما ورومني لن يستطيع أن ينفذ ما قاله خلال مناظراته، معللا أن ما حدث في عهد أوباما لم يختلف عن سياسة جورج بوش وكذلك لن يختلف رومني كثيرا عن أوباما فالسياسة الأمريكية واحدة لا تتبع توجه الرئيس وإنما الكونجرس ومجلس الشيوخ الأمريكي. ويشير إلى أن حديث رومني عن إمكانية التدخل العسكري إن لم تتوقف إيران عن الاستمرار في برنامجها النووي ما هو إلا دعاية إعلامية لحملته ليكسب بها أصوات الناخبين، مشيرا إلى أن التدخل العسكري في إيران ضد السياسة الأمريكية وهو آخر خياراتهم. من جانبه، يقول السفير جمال بيومي، رئيس اتحاد المستثمرين العرب، أنه لا يجب أخذ تصريحات كلا من أوباما ورومني، مرشحا الرئاسة الأمريكية وما يطلقاه من شعارات أو تهديدات في المناظرات على محمل الجد لأنها من قبيل ال"شو" – الاستعراض – والدعاية للحملة الانتخابية لكليهما، موضحا أن السياسات التي أعلنا عنها تجاه الشرق الأوسط بصفة عامة ومصر بصفة خاصة لا تثير قلقه رغم التخوفات العربية من فوز رومني، المرشح الجمهوري. ويوضح رئيس اتحاد المستثمرين العرب أن مصر تحصل على مساعدات من الولاياتالمتحدة منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وطالما كانت مشروطة، مشددا على أهمية أن تتماشى الشروط مع الأولويات الوطنية وأن تكون لصالح مصر مثل حماية حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير وتطبيق الديمقراطية وخلافه.