انتقد الكاتب الصحفي الأمريكي ألبرت هانت، جولة المناظرات الأخيرة بين الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك أوباما والمرشح الرئاسي الجمهوري ميت رومني.. مشيرا إلى أنها فشلت في الكشف عن الرؤية والتوجهات الخاصة بكل من أوباما ورومني حول السياسات الأمريكية الخارجية المستقبلية ودور واشنطن من آخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط . وأعتبر ألبرت هانت المحرر التنفيذي أيضا لشبكة بلومبرج الإخبارية الأمريكية- في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نشرته اليوم الأثنين بموقعها الالكتروني أن المناظرة الأخيرة التي دارت حول السياسة الخارجية الاسبوع الماضي بين رومني وأوباما، فشلت في كشف النقاب عن الاختلافات بين أوباما ورمني. لافتا إلى أن رومني الذي يسعى لإثبات مؤهلاته ليكون الرئيس الأمريكي الجديد، اتفق إلى حد كبير مع مواقف إدارة أوباما الحالية حول الوضع في سوريا ومصر وباكستان، ولاسيما خطة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بحلول عام 2014، فضلا عن اللجوء لشن غارات جوية بواسطة الطائرات بدون طيار لمكافحة الإرهابيين، وفرض المزيد من العقوبات على إيران لتقويض برنامجها النووي المثير للجدل. ورأي الكاتب الأمريكي، أن هناك العديد من المؤشرات التي ترجح استمرار أوباما - في حال فوزه بفترة رئاسية ثانية - في نفس منهجه حول ملف السياسة الخارجية الأمريكية وأنه سيكون استمرارا للسنوات الأربع الماضية، وذلك على الرغم من غياب بعض المسئولين البارزين عن إدارته في المرحلة القادمة مثل وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي أعلن أوباما مؤخرا أنه يفضل بقاء هيلاري في منصبها إذا ما أعيد انتخابه لكنه قال إنها قررت "رغم توسله"، ألا تبقى في هذا المنصب ، وربما وزير الدفاع ليون بانيتا أيضا. وأشار الكاتب الصحفي الأمريكي ألبرت هانت في مقاله إلى أن هناك جدلا كبيرا يدور حاليا داخل دوائر الجمهوريين حول توجهات رومني حيال ملف الأمن القومي الأمريكي. لافتا إلى أن التيار الوسطي داخل الحزب الجمهوري يدعم توجهات رومني، بيد أن جناح المحافظين الجدد الذي يقوده كل من ديك تشيني ودونالد رامسفيلد، يهيمن على مستشاري رومني وأن بإمكانهما -تشيني ورامسفيلد- التأثير على قرارات المرشح الرئاسي عديم الخبرة بهذا المجال. وعلى صعيد منطقة الشرق الأوسط توقع الكاتب الأمريكي، أن سياسة رومني الخارجية وخاصة في منطقة الشرق الأوسط - في حال فوزه منصب الرئيس الأمريكي- ستكون عدائية تصادمية في الوقت نفسه الذي رجح أن تبقى سياسة أوباما على نفس المنوال دون تغير يذكر. وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن الملف النووي الإيراني والغارات الجوية على باكستان سيبقيان من أصعب الملفات التي تواجه الإدارة الأمريكية القادمة سواء في حال فوز أوباما بفترة رئاسية ثانية أو انتزاع رومني منصب الرئيس من أوباما، وأرجع ذلك إلى أن مستقبل الأمن القومي الأمريكي لا يمكن التوقع به. وأعتبر هانت في ختام مقاله، أن المرشحين كانا بعيدين كل البعد في مناظرتهما الأخيرة حول السياسة الخارجية عن تحديد المنهج الذي سينتهجه كل منهما مستقبلا بهذا الصدد.. معتبرا أن كل منهما حاول خلال أجوبته العودة للحديث عن الاقتصاد المحلي والوظائف، والحديث عن بناء أمريكا أكثر قوة في القرن الحادي والعشرين، وذلك بالتركيز على الحديث على تعزيز قطاع الرعاية الصحية وخفض الضرائب .