عامين كاملين وأهالي المنطقة الحدودية برفح خارج الخدمة تماما، بعد أن قطعت كافة شبكات الاتصالات المحمولة المصرية خدمتها بأوامر سيادية عن كافة مدن وقى المنطقة الشرقية الحدودية برفح ، دون الالتفات أو الاكتراث بمصالح المواطنين الذين توقفت حياتهم ومعاملاتهم التجارية وغيرها بفضل قطع شبكات المحمول المصرية، بدعوى الأمن القومي المصري. وقد سمح قطع تغطية شبكات المحمول المصرية عن مناطق شرق ووسط سيناء إلى توغل تغطية شبكات الاتصالات الإسرائيلية " أورانج وسيليكوم" تكون وسيلة الاتصالات الوحيدة للمواطنين المصريين من سكان المنطقة الشرقية بدءا من رفح شرقا مرورا بمناطق الماسورة والمهدية والبث ووادي العمر بوسط سيناء وصولا إلى طابا ونويبع بجنوب سيناء، وهو الذي يعد خطرا داهما على الأمن القومي المصري، وخاصة على شباب سيناء الذين أصبحوا في مرمى استهداف جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، حيث يتلقى العديد من الشباب اتصالات من قادة امني إسرائيليون يتحدثون العربية بطلاقة ويعرضون عليهم التعاون معهم مقابل الحصول على ملايين الدولارات والحصول أيضا على تأشيرات وجنسيات دولا أوربية على رأسها أمريكا وألمانيا وكندا وايطاليا. ومن هنا بدأت أصوات أهالي رفح تتعالى، معلنة عن غضبها واستنكارها لما تقوم به الحكومة المصرية الجديدة من السير على نفس نهج وطريق الحكومات السابقة في عصر الرئيس المخلوع حسني مبارك التي عزلت سيناء عن الوطن الأم مصر لنحو 30 عاما، وتجاهل أبناء سيناء وتهميشهم والتعامل معهم على أنهم مواطنون من الدرجة السادسة، دون الانتباه إلى إنهم هم حراس المنطقة الشرقية التي تعد البوابة الأهم لمصر والتي يقيم خلفا عدو إسرائيلي يتربص بها وبأهلها وبشبابها وبأرضها أيضا،وكانت الوقفة الاحتجاجية الأولى التي دعا لها أبناء مدينة رفح وقرى الحدود الشرقية بشر ووسط سيناء والتي أقيمت بمنطقة الماسورة برفح، حيث وقف الجميع أمام احد الأبراج التابعة لإحدى شركات المحمول المصرية ليغبروا عن احتجاجهم واستنكارهم لحرمانهم من حق أصيل لهم يكفله لهم الدستور ويمنحه لهم حق المواطنة كمواطنين مصرين يقيمون على الأراضي المصرية في سيناء. الوقفة الاحتجاجية السلمية دعا لها الشيخ إبراهيم المنيعي أحد وجهاء قبيلة "السواركة" رفح ورئيس اتحاد قبائل سيناء، بحضور البرلماني السابق الشيخ عيسى الخرافين والشيخ ناصر أبو عكر من وجهاء عائلة "العكور" والشيخ عارف أبو عكر، وحشد كبير من أهالي وسكان مدينة رفح والمنطقة الحدودية الشرقية بشما سيناء. وقال الشيخ إبراهيم المنيعى"أبو أشرف" في كلمة وجهها للحكومة المصرية وعلى رئسها الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء، قالا: أن أبناء المنطقة الحدودية يخرجون اليوم للاحتجاج على حرمانهم من حق أصيل لهم وهو التمتع بخدمة الاتصالات عبر شبكات الهواتف المحمولة المصرية، كسائر أبناء الشعب المصري في كافة محافظات مص بصورة سلمية، وبدون القيام بقطع الطريق الدولي رفح - العريش أو إحراق إطارات السيارات أو أي نشئ قد يؤدي إلى توتر في المنطقة الحدودية ، علما بأنه لا أحد يمنعهم من ذلك، انتظار إلى ما ستسفر عنه هذه الوقفة الاحتجاجية التي نوجه من خلالها إنذارا للحكومة المصرية ولكافة الأجهزة والوزارات المعنية لتصحيح الأوضاع والسعي فورا لإعادة خدمة الاتصالات إلى رفح والمناطق المحيطة بها. وحذر"المنيعي" من تجاهل مطالب المواطنين وعدم الالتفات لها، حيث سيبق إهمال هذه المطالب من قبل كافة المسؤولين الذين طرقنا ابوابهم واتصلنا بهم بكافة الطرق والوسائل ، ونؤكد لهم جميعا ان لكل فعل رد فعل ، وأن الصبر له حدود، والمرة القادمة سوف يعلن أبناء المنطقة الحدودية العصيان المدني بعدم دفع فواتير الكهرباء ولا المياة ولا الضرائب. وقال المنيعي إن الدولة التي لا تحترم مواطنيها هي دولة غير جديرة بالاحترام، وأنه من المعيب أن يستخدم المصريون الشبكات الإسرائيلية لإنهاء مصالحهم التجارة والتواصل مع أهلهم وذويهم، في حين تقطع الشبكات المصرية تغطيتها عن الأراضي المصرية في سيناء التي تعد صمام أمن وأمان مصر، واعتبر أنه من حق أبناء مدينة رفح توافر الشبكات مثل باقي محافظات الجمهورية وباقي مدن شمال سيناء، مؤكدا على أنه قد ثبت بالأدلة القاطعة أن أبناء سيناء خارج حسابات السيد الرئيس، الذي طالبناه خلال زياراته الثلاثة لسيناء بالاهتمام بأهل المنطقة الحدودية وإعادة تغطية شبكات الاتصالات إليهم إلا أن شيئا من هذا لم يحدث، بالرغم من إعادة التغطية للمنطقة الحدودية برفح خلال زيارة الرئيس لها سابقا، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق. وقال البرلماني السابق ورئيس جمعية المجاهدين السابق الشيخ عيسي الخرافين: إن لم يتم توافر شبكة الأنصال بشكل دائم ومستمر وبدون انقطاع فسوف نقوم نحن أبناء مدينه رفح بإزالة كافة الأعمدة والأبراج الخاصة بشبكات الاتصالات المحمولة تماما من المنطقة الحدودية، مؤكدا على أن توافر شبكة الاتصالات هو حق من حقوق الفرد على ألدوله وليس هبة أو منة منها. وأكد الشيخ "الخرافين" أن أبناء رفح سيمنحون الحكومة والمسؤولين مهلة لمدة شهرين حتى رجوع شبكات المحمول بشكل منتظم، وإلا إنهم سوف يفاجئون بردود قاسية وصادمة لا تخطر لهم على بال أبدا ، مستنكرا حرمان أبناء رفح من القيام بالاتصال لإنهاء معاملاتهم التجارية والاطمئنان على أبناءهم وذويهم، والاتصال بالخدمات الهامة من إسعاف ومستشفيات في حالة إصابة أيا من المواطنين بخطر، أو وقوع حادثة ما بالمنطقة. فيما أكد الناشط في شؤون القبائل الشيخ "ناصر أبو عكر" أنه وعدد من وجهاء القبائل سبق وتقدموا بعدة طلبات لمختلف المسؤولين سواء بمحافظة شمال سيناء أو بالقاهرة، لإعادة تغطية شبكات المحمول المصرية لمنطقة الحدود برفح، إلا أن أحدا فيهم لم يهتم بالأمر ولم يتم الرد على ما تقدمنا به من مطالب تعد حقا أصيلا من حقوق المواطنين المصريين بسيناء. وقال الشيخ " أبو عكر" إنه من المحزن أن المواطن المصري بالمنطقة الحدودية بشمال سيناء كلما توجه إلى جهة بمنطقة الحدود يفاجأ باختفاء تغطية الشبكات المصرية ففي شمال مدينة رفح توجد شبكة "جوا" الفلسطينية التي تبث خدمتها من قطاع غزة، وفي الوسط توجد شكات إسرائيلية هي "اورانج وسيليكوم" وفي الجنوب إضافة للشبكات الإسرائيلية توجد شبكة "أمنية وزين" الأردنية لجانب عدد من الشبكات السعودية في نويبع. مشيرا إلى أن المواطنين المصريين المقيمين على الشريط الحدودي بطول 220 كم ،لا تتوافر لديهم أي تغطية لشبكات الاتصالات المصرية سواء الأرضية أو المحمولة، وهو ما يزيد من معاناتهم، ويعزز انفصالهم عن السيادة المصرية ويجعلهم خارج التغطية المصرية، مطالبا الحكومة المصرية بسرعة الانتباه لهذا الخطر الذي يداهم سيناء ومواطنيها وسرعة إعادة تغطية الشبكات المصرية للمنطقة.