دافع الرئيس الإسلامي، أمس السبت، بقوة عن أدائه خلال المائة يوم الأولي منذ توليه السلطة، مواجها بجسارة، الانتقادات حول أنه لم ينجز سوى القليل، ومع ذلك أقر الرئيس بأن حكومته لم تحقق كل وعوده وأن هناك الكثير من العمل ينتظرها. وعلقت صحيفة "واشنطن بوست" على خطاب الرئيس أمس، أمام جمهور من عشرات الآلاف في أكبر ستاد رياضي بالعاصمة، بأنه استخدم خطابه الذي استمر لمدة ساعتين تقريبا لرصد ما حقق من إنجازات منذ توليه السلطة في يونيو الماضي كأول رئيس مصري منتخب بإرادة حرة. وألمحت الصحيفة إلى أن المعارضين يقولون أن مرسي لم ينجز ما كان يمكنه إنجازه منذ فوزه بالانتخابات, كما اتهموا حزب الرئيس من الإخوان المسلمين بمحاكاة النظام السابق في ملاحقة المعارضة وملأ المناصب الحكومية بالموالين لهم. وقالت "واشنطن بوست" أن حدث السبت لم يتضمن استعراضا عسكريا كجزء من الاحتفال السنوي بذكرى حرب أكتوبر 1973 بين مصر وإسرائيل وحسب، بل كان استعراضا للقوى أيضا لجماعة الإخوان المسلمين، حيث احتشد أنصارها في الاستاد ومنحوا الرئيس ترحيبا صاخبا. ونوهت الصحيفة إلى أن مرسي أقر في خطابه أنه لم يحقق وعوده الرئيسية بالكامل وهي مشكلة القمامة، والتكدس المروري، وأزمة الطاقة، ولكنه أكد أن تلك المشكلات شهدت تحسنا خلال المائة يوم الأولى له مثل الحد من الزحام المروري في القاهرة. ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن مرسي ورث قائمة طويلة من الأزمات المحلية، يتصدر الاقتصاد المتدهور مقدمتها، كما أخذت السياحة وهي صناعة وطنية ومصدر رئيسي للدخل ضربة قوية نتيجة عدم الاستقرار السياسي الذي أعقب الثورة، فضلا عن تضاؤل الاستثمار الأجنبي. وقالت الصحيفة إن مرسي كان قد وعد بإصلاح برنامج الدعم المستمر منذ عقود والذي يقتطع جزءا كبيرا من الميزانية، ومع ذلك طلبت مصر من صندوق النقد الدولي بقيمة 4.8 مليار دولار للمساعدة في تعزيز الاقتصاد، ويقول مسئولون إن صندوق النقد الدولي طالب مصر بإعادة هيكلة نظام الدعم كأحد شروط الحصول على القرض. واستعرضت الصحيفة أهم ما ورد بخطاب الرئيس خاصة فيما يتعلق بتعهده بالالتزام بالقوانين المصرفية الإسلامية، ورفض الفائدة على القرض، بالإضافة إلى حديثه عن اتخاذ الحكومة إجراءات صارمة ضد "مافيا" من العاملين بقطاع البترول الذين كانوا يستقطعون ملايين الدولارات في صفقات فاسدة. وأشارت الصحيفة إلى أن أنصار مرسي وحتى معارضيه من الليبراليين والعلمانيين يعترفون بفضله في تهميش دور الجيش سياسيا بعد توليه الحكم بفترة قصيرة، حيث انتزع سلطته في الجهاز التنفيذي للبلاد بعدما أجبر عدد من الجنرالات الذين خدموا في عهد مبارك على التقاعد بعد قيادتهم للمرحلة الانتقالية. وذكرت الصحيفة أن بعض معارضي مرسي أعربوا عن خيبة أملهم بسبب بطء وتيرة الإصلاح, مؤكدين أنهم يرون ظلالا من الماضي في أسلوبه في الحكم. ونقلت الصحيفة عن محمد عبد العزيز، محامي حقوقي، أنه يجد سياسات مرسي مثل سياسات مبارك، ولكن بمدخل إسلام، فالنظام الاقتصادي والخطاب لم يتغير، متهما مرسي بالتخلي عن أهداف الثورة من حرية وعدل ومساواة اجتماعية. واختتمت "واشنطن بوست" بالإشارة إلى استنكار عبد العزيز من إطلاق سراح الجهاديين الإسلاميين من السجون، في حين لا يزال هناك الآلاف من الثوار الذين حوكموا عسكريا في السجون، معربا عن استيائه من عدم توفير العلاج لبعض مصابي الثورة.