نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه ان رئيس مصر الاسلامي الجديد دافع بقوة يوم السبت عن أدائه في أول 100 يوم له في منصبه، مقوضا الانتقادات الموجهة له انه لم يحقق شيء يذكر حتى مع اقراره بأن إدارته لم تف بجميع وعوده وأن هناك الكثير من العمل ينتظرنا. و تحدث أمام حشد من عشرات الآلاف في القاهرة في اكبر ستاد رياضي، و استخدم محمد مرسي كلمته التي استمرت لما يقرب من ساعة لتوضيح الإنجازات التي تحققت منذ توليه السلطة في أواخر يونيو كأول رئيس لمصر يتم انتخابه بحرية. قال "هذه الأمة، وهؤلاء الناس، هذا الجيش،و المؤسسة، و الرئيس، و أبناء مصر - نحن جميعا نتحرك الآن نحو هدف واحد: مصر جديدة".
ويقول النقاد ان مرسي لم يحقق كل ما كان يمكن أن يقوم به منذ الفوز بالانتخابات، ويتهمون الرئيس الإخواني بمحاكاة النظام السابق من خلال ملاحقة النقاد وحشو المناصب الحكومية بالموالين. و كان حدث يوم السبت، والذي شمل عرضا عسكريا كجزء من حفل بمناسبة ذكرى حرب عام 1973 بين مصر وإسرائيل، استعراض أيضا لقوة لجماعة الإخوان المسلمين، الحركة الإسلامية التي ظهرت كأقوى مجموعة سياسية في البلاد منذ انتفاضة العام الماضي التي أطاحت بالزعيم حسني مبارك. وتجمع أنصار الإخوان بمدرجات الملعب وأعطوا الرئيس ترحيبا صاخبا. و كان مرسي يلوح للجمهور كما انه كان مدفوعا حول المسار لدى وصوله.
في كلمته، اعترف مرسي الذي لم يحقق تماما وعوده الرئيسية لإصلاح مشكلة القمامة في مصر، ومشاكل المرور وأزمة الكهرباء. لكنه قال إن العديد من القضايا الأساسية المبينة لإصلاحها في أول 100 يوم له في منصبه - مثل خفض تكدس حركة المرور المعروف بالقاهرة ، قد أظهر تحسنا. لدى توليه منصبه في أواخر يونيو ، ورث مرسي قائمة طويلة من الأزمات الداخلية، مع تصدر اقتصاد البلاد المنحدر القائمة. وقد لاقت صناعة السياحة في البلاد، مصدرا رئيسيا للدخل، ضربة كبيرة نتيجة لعدم الاستقرار السياسي بعد الانتفاضة، في حين تضاءل الاستثمار الأجنبي.
وقد طلبت مصر من صندوق النقد الدولي للحصول على قرض 4.8 مليار دولار للمساعدة في تعزيز الاقتصاد، يقول مسؤولون ان صندوق النقد الدولي طلب من مصر إعادة هيكلة نظام الدعم لها باعتبارها شرط للحصول على القرض. كما اكد مجددا انه سيلتزم بالقوانين المصرفية الإسلامية التي لا تقبل فائدة على القرض، وقال للحشد هاتفا "اننا سوف نجوع قبل أن نأكل من اموال الفائدة." وقال ان حكومته اتخذت إجراءات صارمة ضد "مافيا" من الموظفين العاملين في وزارة البترول الذين كانوا ينهبون الملايين من الدولارات في صفقات فاسدة.
اشاد أنصار مرسي، والمعارضين الليبراليين وحتى العلمانيين، بفضله في تهميش الجيش سياسيا بعد وقت قصير من توليه منصبه من خلال إجبار عدد من كبار الجنرالات الذين خدموا تحت حكم مبارك على التقاعد. و بينما سعى مرسي إلى إبراز إنجازاته، يقول مرسي ميتر، وهو موقع يتتبع أول 100 يوم للرئيس في منصبه، ان الرئيس قد أوفي بخمسة وعود فقط من 64 وعود. و يعبر بعض النقاد عن إحباطهم من بطء وتيرة الإصلاح في عهد مرسي ، ويقولون أنهم يرون ظلال الماضي في أسلوبه الحاكم. وقال محمد عبد العزيز، محامي حقوق الإنسان "أرى ان سياساته تشبه سياسات مبارك، ولكن ذات طابع إسلامي. انها نفس السياسة الاقتصادية و نفس اللغة." كما اتهم مرسي بالتخلي عن أهداف الثورة من الحرية والعدالة والمساواة الاجتماعية.
