هيمن الحدث المصري علي أحاديث المسئولين ووسائل الإعلام الغربية, إلي تصدر خطاب التحرير الذي ألقاه الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي أمام الحشود في ميدان التحرير أمس الأول علي تعليقات الصحف الغربية والمسئولين الغربيين. فعن مستقبل العلاقات التي كانت شائكة خلال فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك, استبعد ممثل ولي الفقيه في مؤسسة الشهيد الايرانية إقامة علاقات بين بلاده ومصر في الوقت الراهن. وقال حجة الاسلام محمد حسن رحيميان في تصريح لوكالة مهر للانباء نشرته أمس إن أوضاع مصر الراهنة لا تسمح بإقامة علاقات دبلوماسية رسمية وسريعة, ولكنه قال: نحن علي يقين بأن فوز محمد مرسي بمنصب الرئيس في مصر سوف يساعد علي تعزيز هذه العلاقات في المستقبل القريب. وأضاف رحيميان أن فوز مرسي يدفع البلدين للتقارب بعضهما مع البعض, لأن إيران ومصر لهما مكانة بالغة الاهمية في العالم الاسلامي. وأوضح أنه نظرا لما حققته الثورة الاسلامية في ايران من انجازات, فإن اعداء الاسلام لا يسمحون بأن تتم مثل هذه الثورات في العالم الاسلامي وتصل الي مبتغاها, وهذا ما نراه الآن في مصر من التفافات وتآمرات علي الثورة المصرية. وكانت مصادر إعلامية في الرئاسة المصرية قد نفت الاسبوع الماضي أن يكون الرئيس المنتخب مرسي قد اجري مقابلة مع وكالة فارس الايرانية للأنباء قال فيها ان تعزيز العلاقات مع إيران سيحقق التوازن الاستراتيجي في المنطقة. وفي حديث دبلوماسي حمل في طياته مشاعر الأرق الاقتصادي, هنأت مدير عام صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد الرئيس مرسي علي انتخابه, مشيرة إلي أن انتخابه يمثل خطوة مهمة إلي الامام في المرحلة الانتقالية في مصر. وقال متحدث باسم الصندوق في وقت متأخر من مساء أمس الأول إن لاجارد بحثت مع الرئيس مرسي الوضع الاقتصادي في مصر وأفضل السبل التي يمكن أن يساعد بها الصندوق مصر في الفترة المقبلة, مؤكدة أن الصندوق يقف علي أهبة الاستعداد لدعم مصر ويتطلع إلي العمل عن كثب مع السلطات المصرية. وعلي الرغم من هذه التصريحات, فإنه لم يتم وضع جدول زمني لزيارة طاقم صندوق النقد الدولي لمصر لمناقشة قرض الصندوق الذي تبلغ قيمته3.2 مليار دولار امريكي. وعن هذه النقطة, قال المتحدث باسم الصندوق إن هذا سيعتمد علي تشكيل الحكومة. وعلي صعيد تعليقات وسائل الإعلام العالمية, ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أمس أن الرئيس المنتخب تنتظره مهمة شاقة متمثلة في النهوض بالاقتصاد المصري الضعيف وقيادة الدولة في فترة صعبة. وقالت الصحيفة إن نشأة الرئيس المصري الجديد والقيم التي تربي عليها كابن فلاح في دلتا النيل خدمته جيدا في دراسته وحياته الاسرية وانضمامه لجماعة الاخوان المسلمين حتي توليه منصب الرئاسة, إلا أن هذه القيم- وفقا للصحيفة- قد تعيق قدرته علي مواجهة التحديات الكثيرة التي تنتظره وتلبية مطالب ثورة25 يناير. وأشارت إلي أن مرسي سيواجه إلي جانب حكومته الجاري تشكيلها مهام عديدة منها إحياء الاقتصاد المتداعي في مصر ورفع مستوي البنية التحتية وإصلاح بيروقراطيتها, بالإضافة إلي وجود قوي سياسية تتمني له الفشل. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الرئيس المصري الجديد ينبغي أن يكون قادرا علي اتخاذ خطوات ضرورية للتغيير قد وعد بها الثورة المصرية, كما ان بعض البنود في سيرته الذاتية توحي انه قد يبرز كشخصية قيادية تتمكن من تحقيق طموحات المصريين الذين انتخبوه. ومن جانبها, توقعت صحيفة لوس انجلوس تايمز الأمريكية أن يحدث تغيير في سياسة مصر الخارجية, لكن هذا التغيير لن يمس جوهر العلاقات الخارجية علي الاقل في المدي القصير, لأن البلاد لا تحتمل كلفة أي توتر في العلاقات مع الولاياتالمتحدة أو الغضب الدولي إذا تخلت عن اتفاقية كامب ديفيد عام1979 مع اسرائيل. وقالت الصحيفة إن سياسة مصر الخارجية في ظل أول رئيس إسلامي هي عرضة للتغيير في الفحوي ولكن ليس الجوهر, علي الأقل في المدي القصير, لأن الحكومة الجديدة لا تستطيع تحمل كلفة توتر العلاقات مع الولاياتالمتحدة, فالرئيس محمد مرسي يواجه أزمات داخلية واجتماعية ومالية يتوقع أن تطغي علي الشئون الخارجية خلال الأشهر المقبلة, ورغم الهجمات الشعبية علي واشنطن إلا أن مرسي في أمس الحاجة إلي الاستثمارات الغربية والإقليمية للتخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت أكبر الدول العربية سكانا. في الوقت نفسه, قالت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية إن فوز مرسي برئاسة مصر يمثل تحديا لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما, وذلك لأن نظرة الرئيس الإسلامي للعالم الخارجي كانت دائما محل خلاف مع واشنطن. ونقلت الصحيفة عن إريك تراجر المحلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدني قوله: إن الرئيس المصري المنتخب الذي تلقي تعليمه بالولاياتالمتحدة, سيشكل تحديا كبيرا لمصالح الولاياتالمتحدة الرئيسية في المنطقة, مضيفا أن جدول أعمال جماعة الإخوان المسلمين يروج للديمقراطية ولكن عداءه تجاه إسرائيل سيضع السلام في منطقة الشرق الاوسط في خطر. وأضاف تراجر: أن إدارة الرئيس الأمريكي أوباما فضلت التعاون مع جماعة الإخوان المسلمين بدلا من وضع مجموعة من الشروط للتعاون معهم وذلك للحفاظ علي المصالح الأمريكية الرئيسية. ومن أنقرة سيد عبد المجيد: أولت وسائل الاعلام المحلية اهتماما كبيرا بخطاب مرسي, وجاءت عناوين مليونية تسليم السلطة ولحظات تاريخية يعيشها المصريون لتحتل صدر الصفحات الاولي من الصحف التركية الصادرة أمس.