أفردت مجلة "دير شبيجل" الألمانية إحدى افتتاحياتها والتي جاءت بعنوان "مخاوف من حرب شرسة في الشرق الأوسط" للحديث عن التصعيد التركي السوري و تهديد امتداد الحرب السورية إلى دول الجوار. وقالت الصحيفة أن سقوط ضحايا في تركيا، والقصف في لبنان والمناوشات على الحدود مع الأردن، ينذر بأنه أصبح جليا أن الحرب في سوريا بدأت تتسلل إلى داخل الدول المجاورة، بل وكلما طال أمد الأزمة، كلما تفاقم خطر التصعيد الإقليمي الكبير. وأشارت الصحيفة إلى أن الأحداث في الأيام الأخيرة أوضحت كيف يمكن أن ينتهي العنف في سوريا بسرعة شديدة إلى حرب إقليمية. فقد اضطر رجب طيب أردوجان، رئيس الوزراء التركي، إلى التصرف هذه المرة بعد أن لقى خمسة مدنيين أتراك حتفهم من جراء سقوط قذائف مورتر السورية على الأراضي التركية. وقالت "دير شبيجل" أن الانتقام العسكري التركي من النظام السوري أذهل المجتمع الدولي. ورأت الصحيفة أن تركيا تجاوزت في أفعالها ولكن بحرص فقد ردت على الهجمات المتكررة من الجانب السوري ببعض طلقات المدفعية وليس بالصواريخ. كما اعتبرت الصحيفة أن إذن السماح بالقيام بعمليات عسكرية الذي حصل عليه أردوجان من البرلمان لا يقصد به سوى الترهيب. وأضافت الصحيفة أنه ليس هناك أي نية واضحة لإعلان حرب شاملة على الأقل في الوقت الراهن، رغم إدانة مجلس الأمن للهجوم السوري على الأراضي التركية ودعوته للجانبين بضبط النفس. وحذرت "دير شبيجل" من أن استمرار الحرب الأهلية في سوريا، سيتسبب في وقوع المزيد من الأحداث التي وقعت هذا الأسبوع خاصة في تركيا ولبنان، لافتة إلى أن جزءا كبيرا من منطقة الحدود حول سوريا أصبح بالفعل منطقة حرب. وذكرت الصحيفة أن المجتمع الدولي قد حذر من خطورة التدخل العسكري على إشعال حرب إقليمية، ولكنه بات الآن ملزما على بحث هذا الشأن الذي أصبح واضحا على نحو متزايد أنه هو الحقيقة, سواء تدخل المجتمع الدولي أم لا. واختتمت الصحيفة مؤكدة على أن جميع دول الجوار السوري تضررت من جراء الحرب الأهلية إلا أن تركيا ولبنان كانتا الأكثر تضررا.