مع شروق شمس يوم الأحد تبدأ رحله الموت، أو ما يطلق عليها البعض "معركة القصاص"، يستعد الأولتراس الأهلاوي بتجهيز أنفسهم ولكن هذه المره ليس للتشجيع، فالتحطيم هذا اليوم غايتهم فجميع أعضاء الأولترس من كافة محافظات الجمهورية تبدأ رحلتهم بعد فجر اليوم، بالتجمع في ال7 صباحاً أمام مسجد الفتح بميدان رمسيس، استعداداً للإنطلاق نحو مدينة الأسكندرية. وتحديداً استاد "برج العرب" وذلك لاقتحامة وتحطيمه أعتراضاً علي إقامة مباره السوبر المحلي على أرضه بعد أن أتخذت مجموعات الأولتراس قرارها النهائي بإيقاف مسابقة الدوري وإلغاء مباراة السوبر حتي الأخذ بقصاص شهداء مذبحة بورسعيد ال74، قائلين "لن يمر الدوري الا علي جثثنا، انتظروا حمام دم جديد في برج العرب"، أو كما جاء علي لسان المتحدث الرسمي بإسمهم "إذا كان قدر الموت تأجل ل 7 شهور فيوم الأحد كل منا سيذهب إلى الموت". تاريخ طويل من الصراع بين "الأولتراس " و "الداخليه" منذ ان تم تأسيسه في فبراير عام 2007 علي غرار مجموعات الألتراس البرازيلي والأوربي علي يد مجموعة من الشباب المنتمين إلى النادي الأهلي والمفارقة أن أول نشاط للأولتراس كان في مبارة للأهلي وأنبي في أبريل من نفس العام، وحينها أصبح الأولتراس شيئاً أساسياً في جميع مباريات الأهلي في الداخل والخارج، وكان الاحتكاك الأول بينهم وبين وزارة " الداخلية " خلال أحدي رحلاتهم وراء ناديهم " الأهلي" الى محافظة أسيوط والتي قام الأمن بإلقاء القبض علي 11 عضو منهم لعدة أيام وكان هذا التصرف هو الشرارة الأولي التي اشعلت نيران العداء بين الأولتراس والداخليه. ومع بداية ثورة يناير، ودور الأولتراس الحيوي فيها، وانتقامهم من الداخليه كما أعلنوا أكثر من مرة نجح الأولتراس في كسب ود الشارع المصري وبعدها بدأت الحرب سجال بين الجانبين، فخلال مبارة الأهلي أمام فريق " كيما أسوان " في كأس مصر بأستاد القاهرة والتي قامت جماهير الأهلي بقيادة الأولتراس بإستفزاز قوات الأمن ودارت بينهم حرب شوارع في محيط إستاد القاهرة تسببت في أصابه المئات من الجانبين بالأضافة الى عشرات المعتقلين من شباب الأولتراس. وكانت الموقعه الثانية بينهم حينما أنضمت مجموعات الأولتراس الى الثوار في ميدان التحرير للضغط على "المجلس العسكري" لتسليم السلطة وخلال أحداث " محمد محمود " في بداية الشهر الثاني من عام 2012 والتي سقط فيها قتلي بالعشرات بجانب مئات المصابين من الجانبين. وفي الأول من فبراير من هذا العام تعرض الأولتراس الأهلاوي لواحدة من أبشع الحوادث في تاريخ الكرة المصري والعالمية، حين سقط داخل أستاد بورسعيد 74 شهيداً من شباب الأولتراس غدراً علي يد البلطجية وفي ظل الغياب الأمني الغريب. ووجه الأولتراس الإتهام ل " الداخليه " بأنها وراء تسهيل مهمة المشاركين في تنفيذ تلك المذبحة انتقاماً من مشاركاتهم في أحداث محمد محمود، وكانت النتيجة توقف النشاط الكروي المحلي في مصر حتي اليوم إلي أن جاء قرار اتحاد الكرة الأخير بتأجيل الدوري شهرا حتي هدوء الأجواء في الشارع المصري. ولكم فى القصاص حياة يأولي الألباب لعلكم تتقون، ضحايا مجزرة بورسعيد دمائهم في رقابنا جميعا الحديث عن دورى وسوبر قبل تحقيق القصاص وضمان الأمن استهتار بالدماء.. تلك كانت أبرز كلمات الدكتور عبدالمنعم ابو الفتوح عبر موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" قبل ساعات قليلة من مباراة السوبر بين فريقي الأهلي وانبي مساء اليوم بإستاد برج العرب بالإسكندرية. بعد انتفاضة شباب الالتراس الأهلاوي والوايت نايتس الزملكاوي الأخيرة واقتحامهم لتدريبات النادي الأهلي ومقر إتحاد الكرة اعتراضا منهم علي قرار عودة الدوري، قبل القصاص لدماء الشهداء في مذبحة بورسعيد، حتي جاء قرار اللجنة التنفيذية بالإتحاد المصري لكرة القدم برئاسة عامر حسين، بتأجيل انطلاق بطولة الدوري المصري الممتاز شهرا كاملا حتي السابع عشر من أكتوبر المقبل. خلال الساعات الأخيرة ترددت الأنباء عن إلغاء مباراة السوبر المصري نتيجة هذا الجو العام المشحون بالغضب والثورة ضد القائمين علي شئون الرياضة في مصر وجاء قرار اللاعب محمد أبو تريكة الأخير بالإنسحاب من مباراة السوبر ليزيد من الأمور سوءاً وبين هذا وذاك وهؤلاء يبقي التساؤل القائم من يفرض كلمته في لقاء الليلة "الألتراس أم قوات الامن؟". العميد محمود قطري، الخبير الأمني يشير إلي أن العداء بين قوات الشرطة وشباب الألتراس قائم منذ أكثر من عشرين عاماً نتيجة نظرة العداء القديمة والإحتقار التي يمارسها ضباط وأفراد الشرطة تجاه المواطنين "ألتراس كانوا ام مواطنيين عاديين"، رغم أن هؤلاء المجموعات ما هم إلا انعكاساً للكم العريض من شباب الشعب المصري المندفع الذي تنظر إليه الشرطة نظرة دونية بغيضة. وأكد "قطري" أن تلك المباراة إذا ما تمت بدون تهديدات من قبل الأشباب الألتراس فإنها ستمر بسلامة وخير ليس نتيجة قوة ضباط الشرطة ولكن نظراً لأن الجماهير المصرية قد أخذت العظة مما حدث في استاد بورسعيد التي راح ضحيتها نحو 74 شابا من خيرة شباب مصر بعد مباراة كرة قدم. أما في حالة تصميم شباب الألتراس علي اقتحام الاستاد فإن الأمر سيكون في منتهي الخطورة وستحدث حينها معركة حامية الوطيس بين "الداخلية" و"الألتراس"، موضحاً أن رجال الشرطة لن يقفوا أمام المصريين لضربهم والتعامل الأمني معهم بقوة مثلما حدث أمام السفارة السورية بالقاهرة منذ أيام ولكنها فقط ستكتفي بفض الشغب بالهراوات وخراطيم المياة وقنابل الغاز المسيلة للدموع. ومن جانبه وصف قرار إقامة مباراة للسوبر في هذا التوقيت بالخاطئ وغير المدروس، مما يدل علي أن الحلول الأمنية للقضايا المصرية مازالت جارية وهو نفس الأساليب القديمة التي كان يعتنقها النظام المباركي المخلوع علي حد قوله طبقا لنظرية "محدش يلوي دراعي" وبدعاوي الحفاظ علي هيبة الدولة التي يطلق عليها "قطري" خيبة الدولة، خاصة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير التي جاءت بفكر ثوري جديد، في فترة ما بعد التغيير التي لابد من تطبيقه في الشارع المصري وكافة مؤسسات وهيئات الدولة. ومن ثم كان علي الدولة أن تتفاوض مسبقاً مع هؤلاء الشباب الغاضب من أجل استرضائهم ومعرفة مطالبهم قبل الدخول في الحل الأمني، واصفاً موقف اللاعب محمد أبو تريكة، نجم النادي الأهلي الذي قرر الانسحاب من مباراة السوبر المحلي تضامناً مع شهداء بورسعيد بالقرار الوطني المثالي الذي صدر وفقاً لوجدانه وتدينه الشديد وبالتالي فإن هذه تمثل بطولة منه في ظل عشرات الدماء التي ذهبت هدراً في مباراة الأهلي والمصري . في المقابل نفي اللواء عبدالمنعم كاطو، الخبير العسكري تدخل قوات الجيش لتامين مباراة اليوم بين فريقي الأهلي وانبي من أجل ابعاد القوات المسلحة عن الإحتكاك ومواطن الشغب والقلاقل والتوترات بين المصريين بعضهم البعض في ظل وجود كثافة أمنية شديدة من قبل وزارة الداخلية. وفي حالة تدخل القوات المسلحة في تأمين المباراة فقد وصف "كاطو" ذلك بأنه نوع من الغباء السياسي لدي قادة الجيش الذي لا يتوقع منهم مثل هذه القرارات المتسرعة. وعلي صعيد أخر استبعد اللواء سامح سيف اليزل، مدير مركز الجمهورية للدراسات الأمنية والإستراتيجية، إصدار الرئيس محمد مرسي قرارا جمهورياً بإلغاء مباراة السوبر كما تردد مؤخراً عبر صفحات ومواقع التواصل الإجتماعي "الفيس بوك، تويتر" وبعض المواقع الإخبارية، مشيراً أن "مرسي" هادئ هدوء الإخوان ولن يتسرع في ذلك وسيترك الأمور لقوات الداخلية التي تمتلك القدرة علي تأمين الإستاد واللاعبين حتي تمر المباراة بسلام. كما ناشد الدكتور علاء صادق الرئيس محمد مرسى بسرعة حقن دماء المصريين والغاء او تأجيل مباراة السوبر قبل سقوط ضحايا او اصابات قبل المباراة وهي كارثة يتحملها مرسى وحده". وأضاف "صادق" أنه تم تأجيل الدورى شهرا ومن ثم فلا يجد عيباً أو خطئاً اذا تم تأجيل السوبر لمدة شهر ايضا ، متهما القائمين على إدارة شئون الرياضة والإعلام فى مصر الآن بانهم مجموعة من البلطجية وإذا كان المخلوع "مبارك" يتحمل مسئولية قتل واصابة الشباب فى الثورة، والمشير "طنطاوى" يتحمل مسئولية قتلهم فى ماسبيرو ومحمد محمود والقصر العينى ، فلاشك أن "مرسى" سيتحمل كارثة السوبر إن وقعت". جاء هذا عبر تصريحاته عبر موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" حيث قال إن الرئيس محمد مرسى اهتم بكل قطاعات مصر الا الرياضة وهذه مصيبة كل رؤساء مصر منذ عهد عبد الناصر حتي الآن ،مشيراً أن غفلة المسؤلين عن كارثة السوبر اليوم مسألة اكبر من الرياضة. ومن جهته نفي الكابتن سيد عبد الحفيظ، مدير جهاز الكرة بالنادي الأهلي ما يتردد عن عقد لاعبى انبى والاهلى جلسة داخل الفندق للمطالبة بتأجيل السوبر المصرى قائلاً "لم نجلس مع لاعبى انبى والمباراة فى موعدها وجاهزون لتحقيق الفوز".