كتب - فاطمة الجيلاني و إسراء حسني تضرر الجميع من أزمة انقطاع الكهرباء بداية من المواطن العادي حتى البورصة المصرية التي بلغت خسائرها 800 مليون جنيه والمستشفيات 90 مليون جنيه، فضلا عن مترو الأنفاق الذي بلغت خسائره 200 ألف جنيه، إنما بالنسبة لتجار الكشافات الكهربائية والمولدات فلا شك أنهم حققوا أرباحا ومكاسبا طائلة لم يحققوها من قبل، فهم من استطاعوا أن يفوزوا بمكاسب كبيرة عوضتهم عما خسروه في عام ونصف مضى من عمر الثورة. فأكد أحد تجار المولدات الكهربائية يدعى سيد بحر أن الإقبال على شراء المولدات الكهربائية هذه الأيام زاد بشكل كبير جدا، مضيفا أن الكمية المتوفرة قليلة جدا بالنسبة لزيادة الطلب بسبب سحب كميات كبيرة من المولدات الكهربائية من السوق المصرية من قبل الفلسطينيون والليبيون كعادتهم كل عام. وهذا ما جعل الاسكندرية شبه خالية من المولدات بسبب الكمية المسحوبة منهم, فالآن لا يوجد مولدات كافية تغطي الطلب مما أدى إلى زيادة أسعارها للضعف , وأشار أن المستهلك على استعداد لدفع الضعف ليحصل على مولد بسبب النقص الشديد في الاسواق المصرية فشارع " الجمهورية" وهو يعد اكبر سوق لبيع المولدات ولكنه الآن شبه خالي منها وارجع ذلك لعدم توفير المولدات الكهربائية من قبل الشركات المستوردة. وأضاف أن أكبر طلب يكون على المولد واحد كيلو الذي سعره نحو 350 جنيها وأصبح في ظل الأزمة الجارية 850 جنيها وهذا المولد للاحتياجات الصغيرة فقط ويليه المولد المتوسط وسعره 1050 جنيها، وصار 2000 جنيه ويلبي احتياجات منزل كامل ويحتاج من (10 إلى 14) لتر بنزين ليعمل ولكنه لم يعد متوفر كباقي المولدات منذ أزمة انقطاع الكهرباء. وأكد "بحر" أن الإقبال يزيد على المولدات الصيني لأنها منتشرة وتعمل جيدا وتستوردها شركة الأمير للمولدات الكهربائية وشركة هوندا ايضا، موضحاأان هذه المولدات شديدة الخطورة اذا تم استخدامها بصورة خاطئة وأعطى مثال اذا تركت تعمل بدون بنزين أو تم تسريب بنزين منه ربما تؤدي للأنفجار. أما عيسى ابراهيم تاجر ومستورد مولدات كهربائية فقد جاء كلامه عكس ما قاله بحر حيث أكد أن الفلسطينيين لم يسحبوا هذا العام كميات كبيرة من المولدات لأن الرئيس مرسي وفر لهم الكهرباء بشكل دائم ولم يعودوا بحاجة للمولدات، بينما أشار أن الليبيون يسحبونها بشكل طبيعي كل عام . وأضاف أن المصريين هم من يعانون من انقطاع الكهرباء، مما أدى إلى إقبالهم غير المسبوق على المولدات وهو ما عجل باختفائها من السوق، مشيراً إلى أنه هنا تكمن الخطورة لأن المستشفيات والمصانع والمؤسسات في حاجة لمولدات كثيرة حتى لا تتعرض لخسارة كبيرة, والمولدات غير متوفرة لتلبية احتياجتهم والكهرباء مستمرة في الانقطاع اليومي وأوضح ان سبب ندرة المولدات في هذه الفترة هو أن المستوردون يخشون من الأنفلات الأمني مما يؤدي لسرقة بضائعهم ويخسرون اموالهم , غير أن رسوم الجمارك ومصاريف الشحن زادت بنسبة كبيرة . ومن جهة اخرى هناك على الأرصفة بائعون يتجولون أو يجلسون ببضائعهم بالكشافات الكهربائية وعليهم ازدحام شديد من المواطنيين لكي ينيرو بيوتهم ولكي يحقق البائع مكسبه ويزيد دخله. أحمد "24 عام" جاء من بلدته بالفيوم ليبيع على أحد أرصفة القاهرة منذ شهريين الكشافات وبضائع أخرى قليلة الثمن حتى حدثت مشكلة انقطاع الكهرباء التي علق عليها قائلا " الحمد لله " لأنها فتحت عليه باب رزق لم يكن متوقعه وبالرغم من رفع تجار الكشافات الكبار اسعارها ولكنه حقق مكسب لا بأس به. وأكد هشام محمد "45 عام" أنه كل يوم يزيد كمية البضائع ويحقق مكاسب طيبة من بيع الكشافات وبالرغم من ذلك هو لا يتمنى أن تستمر الكهرباء في الانقطاع لأن المواطنين يعانون من نقطاعها بشكل كبير . واستفاد محمد موسى "31 عام" المريض بفيرس C من المكاسب التي حققها من الكشافات في علاجه بجانب أنه يعول أسرة وله طفليين يحتاجون لكثير من المال بصفة يومية , وأوضح أنه لا يبيع الكشافات بسعر رخيص لأنها فرصة له لتحقيق مكاسب تكفيه هو وأسرته وعلق " هذه الفرص تأتي مره واحدة ".