أخذت قضية مقتل الطالب الايطالى جوليو ريجينى منحى جديداً بعد خطاب وزير الخارجية الإيطالي "باولو جينتيلوني"، شديد اللهجة، قائلاً امام مجلس النواب:"إن الحكومة ستتخذ اجراءات وصفها "بالفورية والمتناسبة" ضد مصر ما لم تتعاون السلطات المصرية بشكل كامل في جهود البحث عن حقيقة مقتل الطالب الايطالي جوليو رجيني في القاهرة يناير الماضي". مطالبات سابقة ولم تكن تهديدات وزير الخارجية الإيطالي لمصر هي الأولى، حيث سبق وطالب في مارس 2016، مصر بمزيد من التعاون في التحقيق بقضية مقتل الطالب وإلا ستتخذ روما الخطوات المقبلة واشتعلت ردود الفعل عقب إعلان وزارة الداخلية المصرية عن العثور على قتلة الطالب الإيطالي ريجيي. وقال "جينتيلوني"، في حواره مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا": "في مواجهة فقر التعاون، سوف نسلك الإجراءات الممكنة، ولكننا نأمل في أن تجد العلاقات بين مصر وإيطاليا طريقًا للتحسينات اللازمة، وإذا لم يحدث هذا، أكرر، سنكون مستعدين للنظر في العواقب"، رافضًا القصص التي تقدمها الحكومة المصرية لتفسير سبب مقتل "ريجيني"، 28 عامًا، على حد وصف وكالة "أنسا" للأنباء. مطالب أهل ريجيني ومن جهته طالبا والدا الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، اليوم الثلاثاء، السلطات في روما برد قوي إذا لم تكشف مصر الحقيقة بشأن مقتل ابنهما، كما هددت والدته بأولا ريجيني بأنها قد تنشر صورة لجثة ابنها ليرى العالم ما حدث له في مصر، إذا لم يتم الكشف عن القتلة. وقالت في أول مؤتمر صحفي تعقده الأسرة منذ العثور على جثة ريجيني على جانب طريق سريع قرب القاهرة في الثالث من فبراير: "عرفته فقط من أرنبة أنفه، أي شيء آخر فيه لم يكن هو"، متابعةً: "إذا اتضح أن الخامس من أبريل مجرد نفض لليد، فنحن نتوقع ردا قويا من حكومتنا، نتوقع ردا قويا حقا". وكان الطالب الإيطالي «ريجيني»، "28 عاما"، اختفى في ال25 من يناير، وعثر على جثته التي بدت عليها آثار تعذيب وصفتها النيابة الإيطالية بالوحشية في ترعة على طريق مصر إسكندرية الصحراوي في الثالث فبراير. وقالت جماعات حقوقية إن آثار التعذيب على جثته تشير إلى أن قوات الأمن المصرية قتلته، وهو اتهام تنفيه القاهرة بشدة، كما أنه من المقرر أن يزور مسئولون مصريون روما في الخامس من أبريل لبحث تطورات التحقيق. سحب السفير الإيطالي وفي السياق نفسه، أشار رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الإيطالي لويجي مانكوني، الذي شارك أيضا في المؤتمر الصحفي، إلى أن الحكومة يجب أن تستدعي السفير الإيطالي من القاهرة، وأن تعلن مصر بلدا غير آمن للزائرين إذا لم يفض التحقيق إلى شيء. وقال مانكوني وهو عضو في الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء ماتيو رينتسي: "لا يتوجب قطع العلاقات.. لكن يجب أن تخضع لمراجعة كبيرة جدا"، فيما أعرب كلوديو والد ريجيني، عن تأييده لهذه الدعوة. بيان الداخلية وفي مارس 2016، قالت وزارة الداخلية إن الشرطة عثرت على حقيبة فيها متعلقات ريجيني بحوزة شقيقة زعيم عصابة إجرامية قتل أفرادها الخمسة في تبادل لإطلاق النار في القاهرة، ولم يقتنع المسئولون الإيطاليون بأن ذلك هو ما جرى، وقالت أسرة ريجيني إن من الواضح أن ابنها لم يقتل لهدف إجرامي. وسائل ضغط ووفقًا للتصريحات الإيطالية الأخيرة، التي صدرت في المؤتمر الصحفي لأسرة الطالب الإيطالي، يقول أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي العام، أنه سبق لمسؤوليين إيطاليين التهديد في حالة عدم تعاون مصر مع السلطات الإيطالية في كشف ملابسات حادث وقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني. أشار إلى أن التصعيدات تكمن في توجه إيطاليا إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جينيف، وذلك من أجل إصدار قرار لجنة تقصى حقائق مستقلة دولية حول هذا الحادث. وأضاف أستاذ القانون الدولي العام، إن إيطاليًا ستلجأ أيضًا إلى البرلمان الأوروبي لتصعيد الأمر هناك، مُستندةً على «القرار العاجل» الذي صدر عن البرلمان الأوروبي في 10 مارس، مُرتئيًا أنه طالما لا توجد أية خشية على البيانات والمعلومات التي طلبتها السلطات الإيطالية من مصر، من أن تمس الأمن الوطني للدولة، لا تُعد سرية للدولة، مؤكدًا أن العلاقات المصرية الخاصة مع إيطاليا تستوجب فعل ذلك. وتابع قائلًا:"وفي كل الأحوال فإن مصر ليست ملزمة إلا بتوفير المعلومات التي توجد تحت تصرفها، وبصورة معقوله، وإن المعلومات المُصَنَفَة على أنها «سرية»، فعلى مصر إيجاد توازن بين مصلحتها في عدم الإفصاح عن بعض المعلومات، وأهمية تبادل المعلومات والبيانات من جهة أخرى.