كتب - ربيع السعدني وريم عيد وناهد الجندي "شخص لم ينجح في إدارة وزارة فكيف يصلح لرئاسة حكومة".. عبارة ترددت كثيرا علي لسان العديد من قيادات وزارة الزراعة وخبراء الموارد المائية والري، مؤكدين أن ميوله الإخوانية وثقافة الإختيار العشوائية من قبل قيادات حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين واستمرار سياسة أهل الثقة علي حساب الكفاءات . الأمر الذي طرح العديد من التساؤلات حول "رئيس الحكومة الجديد ومدي علاقته بالجماعة من عدمه وهل يمتلك الصلاحيات الكافية التي تؤهله لرئاسة وزراء مصر في ظل أول رئيس مدني منتخب في الوقت الذي استبعدت فيه العديد من الكفاءات في القانون والإقتصاد والسياسة "؟ بداية وصف الدكتور إمام الجمسي، أستاذ الإقتصاد الزراعي السابق بمركز البحوث الزراعية أن تكليف الرئيس محمد مرسي للدكتور هشام قنديل برئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة بالقرار غير المدروس الذي يحتاج إلي اعادة نظر بشكل عاجل لأنه كان أحد الموظفين عند الدكتور محمود أبو زيد، وزير الموارد المائية والري الأسبق، مشيرا أن الرئيس محمد مرسي صام دهرا ونطق "قنديلاً". واستنكر "الجمسي" تولي "قنديل" للحكومة رغم وجود أكثر من عشرة آلاف أستاذ بحوث زراعية يسدون عين الشمس علي حد قوله ومن ثم فإن الإختيار جاء بناءا علي فكرة الإنتماء الفكري لجماعة الإخوان المسلمين بما يحقق مطالبهم وينفذ تعليمات قادة الجماعة، وأوامر المرشد العام ورئيس الوزراء الأصلي المهندس خيرت الشاطر الذي سيدير الوزارة من وراء ستار "قنديل"، حيث لا يسود منطق ولا عقل أو كفاءة . وأضاف إن "قنديل" لا يستطيع إدارة وزارة فكيف يتم الدفع به لرئاسة وزراء مصر، مؤكدا أن البلاد لا تتحمل تجارب أخري . وتسائل أستاذ الاقتصاد الزراعي عن خبرات وزير الموارد المائية والري التي من المفترض أن تلك الوزارة إحدي مدخلات الزراعة، فتلك وزارة هندسية وليست فنية أو إدارية، مشيرا إلي تجربة المهندس عبدالعظيم ابو العطا حينما أتي به الرئيس أنور السادات وزيرا للزراعة، في السادس من أبريل عام 1978، أحد أهم خبراء مصر في مجاله، عمل دراسة تعد مرجعاً عن الموارد المائية المصرية، وحصر نسبة المياه في مصر، بما فيها مياه النيل والآبار الجوفية والمطر ومياه الصرفين الزراعي والصناعي ورغم تلك الكفاءات إلا أنها لم تشفع له عند "السادات" الذي أطاح به من الوزارة في الخامس من أكتوبر عام 1978. وقال "الجمسي" إن ثقافة الحزب الوطني المنحل مازالت سائدة في اختيار القيادات في مصر واستبعاد من يسعون نحو الاصلاح واتنمية والنهضة والبناء رغبة في السلطة والكرسي، متسائلا ما المانع من بقاء الدكتور كمال الجنزوري في رئاسة الوزراء حتي انتهاء فترة المائة يوم الأولي من حكمه من أجل النهوض بالبلاد خلال تلك الفترة؟ الجدير بالذكر ان "قنديل" كان يشغل منصب وزير الموارد المائية والري في حكومتي "شرف" و"الجنزوري" واستمر فى منصبه منذ الحادي والعشرين من يوليو 2011، وحتى 2012، وعضويته لمجلس وزراء شئون المياه في دول حوض النيل. وحصل "قنديل" على درجتي الماجستير والدكتوراه من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وشغل العديد من المناصب، آخرها كبير خبراء الموارد المائية بالبنك الأفريقي للتنمية بتونس، فضلا عن مشاركته في أعمال مبادرة حوض النيل، وعضويته للرقابة بلهيئة المصرية ، السودانية المشتركة لمياه النيل. ولم يرد د.حسين العطفي، وزير الموارد المائية والري السابق، التعليق علي قرار الرئيس مرسي واكتفي بدعوة "ربنا يولي من يصلح" . واشار الدكتور خليل المالكي، أستاذ المبيدات بمركز البحوث الزراعية-رئيس لجنة مبيدات الآفات الأسبق بوزارة الزراعة علي ان تولي د.هشام قنديل لرئاسة الوزارء سببه الرئيسي انتماءه لجماعة الاخوان المسلمين. واستنكر "المالكي" تصريحات الرئيس من قبل عن تشكيل حكومة تكنوقراط، موضحا أن الوزارة مليئة بالعلماء ذوي الخبرة والكفاءة ولا ينتمون لاي حزب سياسي، ومن ثم فأين هم من التقدير لهم؟ واضاف ان الوضع الاقتصادي والسياسي للبلد لايحتمل تشكيل حكومة حزبية علي الاطلاق، مشيرا إلي انه علي الرغم من ذلك الا ان الاقاويل التي تدور حوله بنجاح ادارته اثنا توليه الوزارة. فيما أكد د.صلاح سليمان، نائب رئيس لجنة مبيدات الآفات بوزارة الزراعة، وخبير المبيدات الدولي، علي انه تردد كثيرا صلة قرابته بالمهندس خيرت الشاطر السبب الرئيسي في صعوده لرئاسة الحكومة في عهد الدكتور محمد مرسي، تلبية لطلب الاخوان المسلمين. واستنكر "سليمان" ترشحه لرئاسة الوزارء وقال ان هناك من هم اكفأ منه بمراحل أمثال د. محمود ابو زيد، والدكتور محمد البرادعي، واختتم حديثه "للوادي" قائلا "كفانا مصالح.. ولابد وأن تعلو مصلحة مصر العليا فوق مصلحة الأحزاب والجماعات والإنتماءات الدينية. ومن جهته، أعرب د. صفوت عبدالدايم، خبير المياه ومستشار وزاره الرى عن سعادته بقرار "مرسى"بتعين "قنديل" رئيسا للحكومة، مؤكدا أنه من خلال تعامله معه فى وزاره الموارد المائية والري، فإنه يمتلك المؤشرات الحقيقية التى تؤهله لتشكيل حكومة مصرية بروح الثورة. واضاف "عبدالدائم"بأن "قنديل"يتميز بكفائته وقدرته على التعامل مع الناس وزكائه فهو شخق ذو خلق وواسع القدرات وعند تكليف قنديل فى العمل كانوا يتمسكون به وعندما درس الاخير فى امريكا طالبت منه البقاء وكنت على علم بهذا العرض جيدا ومنذ عام ونصف كان "قنديل" المسؤول عن ملف حوض النيل وخلال العام ونصف الماضيان، حتي تقلصت المشكلات التى استمرت بين مصر ودول حوض النيل، وعن الوقفات الاحتجاجية التى قام بها عمال وزارة الرى وطالبوا بإطاحة هشام قنديل وزير الوزارة، قال صفوت عبدالدايم أن جميع الوزارات تتعرض يوميا لوقفات احتجاجية ليست وزارة الرى بالأخص، وكل شخص يتصدر مسؤولية معينة علينا الوقوف بجانبه، وأن نبنى مصر بالحب والتعاون ليس بالهدم. وأشار "عبدالدائم" إلي أن الرسول عليه الصلاه والسلام عندما دعي للطهى كان اول من شارك وجمع الحطب واختار اصعب المهام صلي الله عليه وسلم. فيما قال د.عبدالفتاح مطاوع، رئيس قطاع مياه النيل بوزاره الموارد المائية والرى، بأن رئيس الحكومة الحالى "شخصية عادية جدا"، ولا استطيع الحكم عليه او المبادرة بمؤشرات عمله الا بعد تشكيل الحكومة المصرية ومعرفة الاشخاص الذين يتولون المناصب فيها. وعن حال مصر بعد تولى د.هشام قنديل رئيس وزراء مصر قال "مطاوع" كل شئ سيتضح بعد تشكيل الحكومة.