بعد مرور ما يزيد عن 20 يوماً منذ تسليم المجلس العسكري السلطة للرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى، ومع توليه زمام أمور الرئاسة زادت أمال المصريين فى تحقيق برنامج ال100 يوم التى وعد الرئيس بتنفيذه حينما يصل الى كرسى الرئاسة، كما وعد بتوفير الأمن والخبز والحياة الكريمة للمصريين، لكنه بدلا من أن يبدأ فى طرح برنامجه الرئاسى على الجمهور فى جدول زمنى محدد. طرح "الرئيس" برنامج أخر جديد فى حياته الرئاسية، ليفاجئنا ببرنامج إذاعى يطل علينا كل يوم خلال شهر رمضان الكريم لمدة 5 دقائق فقط عبر شبكة البرنامج العام يرد من خلالها على اسئلة الجمهور المنتقاه والتى تم جمعها فى ملف خاص من الجمهور سلمها فريق عمل البرنامج بين أيدى مسئولى الرئاسة لبحثها. وبالرغم من ذلك يظل هناك سؤال ملح علينا.. ماذا يحقق البرنامج الإذاعى من مصلحة للجمهور المصري البسيط؟ وهل تصلح الإذاعة ما أفسدته خطايا السياسة؟ ام هل يُحسِن البرنامج علاقة الرئيس بالمواطن المصري البسيط الذى يريد فقط قوت يومه؟ وبعد عرض أولى حلقات البرنامج الإذاعى الجديد مع بداية شهر رمضان، قامت "الوادى" باستطلاع آراء الجمهور فى هذه الإطلالة الإذاعية لأول رئيس مدني منتخب فى مصر، الغريب والعجيب في الامر ان الجمهور عند سؤاله عن البرنامج لم يهتموا فيما يكون الرئيس متواجد ببرنامج إذاعى او عدمه بل ان معظمهم كان متفاجئا وعندما طلبنا منهم ان يسئلوا الرئيس سؤالا الا انهم حولوه الى طلب، لكن الأهم إنهم جميعا اتفقوا على شئ واحد "الأفعال ياريس مرسى وليس برنامج إذاعى مانريده". فى البداية أبدى مصطفى محمد - طالب - يبلغ 18 عام اندهاشه عندما عرف ان الرئيس مرسى سوف يكون ضيف ال30 حلقة من هذا البرنامج الإذاعى قائلا "معقول رئيس الجمهورية فى برنامج إذاعى انا مش مصدق نفسي انتوا بتتكلموا جد" وحينما تأكد من صدق حديثنا رد فرحاً "يارب البرنامج ينجح". أما عم ربيع ذو الخمسينيات من عمره والذى يهتم بمشاكل الناس الغلابة على حسب تعبيره فهم مثله لايجدون العمل فقال "الناس عندها مشاكل كتير واتخنقت ياريت بقى يحلها بسرعة، احنا بنحب الرئيس مرسى وعلشان كده انتخبناه وفكرة البرنامج الإذاعى حلوة بس لازم يحل مشاكل الناس وأولهم الغلابة، لازم يلاقى حل للبطالة والاسكان وأنا نفسى أطلب منه مش اسئله عايزين معاشات كويسة للناس الغلابة ياريس". وأيد مصطفى أحمد، موظف، 24 عام، فكرة البرنامج الإذاعى وقال:"هى أول مرة تتعمل فكرة زى كده وحاجة كويسة من الرئيس" وعندما سئلناه عن رأيه فى اداء "مرسى" وعن فائدة البرنامج الإذاعى حتى الآن رد قائلا "الريس محتاج مجلس الشعب علشان يساعده والبرنامج هيساعد الرئيس فى تقريب وجهة نظره للشعب، لكن انا لو هاسأله هاسأله عن حاجات كتير بس أهم حاجة عايز اطلبها منه انه يقضى على البلطجة اللى فى البلد". كما أبدي هيثم فوزى، 23 سنة، صاحب محل فاكهة، ترحيبه بفكرة وجود رئيس جمهورية فى برنامج اذاعى مع الجمهور لكنه طالبه بالنظر لأحوال الشباب والبطالة التى ملأت المجتمع فقال كم كنت افضل د.مرسى أن يقدم البرنامج على التليفزيون وليس عبر الإذاعة فمعظمنا كشباب يشاهد التليفزيون ولا يستمع للإذاعة". فيما أيدت مريم دانيال، 32 عام، ربة منزل، إختيار مرسى الإذاعة عن التليفزيون لانها اقرب للمواطن البسيط فقالت "إن الاذاعة اقرب للمجتمع فى الوقت ده الدنيا رمضان والناس قاعدة فى البيت وهيخاطب كل فئات المجتمع وهى بتفطر فى البيت " . وأضافت "المهم اننا عايزين فعل بجد انا ممكن أسئلك دلوقتى وانت تجوبيني لكن احنا عايزين بلدنا تستقر عايزين الامن يرجع والنظافة ترجع والبرنامج الاذاعى فرصة كبيرة علشان مرسى يخاطب كل المجتمع فهو رئيس جمهورية بيمثل كل المصريين عايزين بلدنا ترجع احسن بجد". أما أم طه، بائعة الخضروات التي كانت تجلس وبجوارها راديو شبه محطم تستمع اليه نهارا وليلا فقالت "انا هيعمل ايه بكلامى لو سألته ولا لو قولته انا ببيع الخضار وعندى 5 عيال وساكنة بالايجار، بس احنا كل اللى عايزينه من مرسى حال البلد ينصلح وربنا يصلح منه ويبعد عنه ولاد الحرام". وفي ذات السياق قال عم محمد سيد، 33 عام، خادم مسجد، بعد أن قضى عمره فى خدمة الجيش "برنامج الرئيس الإذاعى معرفش عنه حاجة لانى بصراحة مش بصدق اى حاجة ، انا خدمت فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس أنور السادات وعشت أيام مبارك وماخدتش منهم حاجة وكنت بأنام فى الجامع، وبالتالي فلست مضطرا لطلب شيئا من الرئيس الجديد محمد مرسى بس نفسى احس انى عايش فى البلد دى بنى آدم له حقوق كما يؤدي واجباته ".