بعد زيارة وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، للقاهرة أول أمس ولقائها بالرئيس محمد مرسي والمشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة وتصريحاتها الأخيرة بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستدعم تلك الديمقراطية التي تتبناها دول الربيع العربي وعلي رأسهم مصر، لبناء مستقبل هذه البلد العريقة. ووجهت السفارة الأمريكية لممثلي الكنائس والنشطاء الأقباط، دعوة لمقابلتهم والوزيرة، ولكن حدث انقسام بين الاقباط في قبول تلك الدعوة حيث رفضت "الأرثوذكسية" وبررت رفضها اللقاء بأنها ترفض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية، بينما أكدت الكنيسة الكاثوليكية أنها حضرت لمواجهة "كلينتون" ورفضها لمحاولات قطع المعونة الأمريكية عن مصر. في الوقت ذاته قاطع نشطاء ورجال اعمال ونواب سابقون اللقاء، وأبرزهم المهندس نجيب ساويرس، جورجيت قلينى والمهندس مايكل منير والدكتور عماد جاد، بينما حضر كل من الدكتورة ليلى تكلا والمهندس يوسف سيدهم والبعض الاخر رفض مقابلة كلينتون لدعم الولاياتالمتحدة للتيار الاسلامي. بداية قال القمص صليب متى ساويرس، كاهن كنيسة مارجرجس بشبرا ان امريكا لا تسعى الا لمصلحتها اولا ولا يهمها اقباط ولا مصريين في مصر ولكن لهما مخططات واستراتيجيات تسعى لتحقيقها نرفض التدخل في شئوننا الداخلية لأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تساعد اتجاه سياسي معين ضد باقي التيارات كما انها تتعمل بشكل نفعي مع العالم كله فهي لا تسعى للخير للاقباط انما تبحث عن مصالحها. ورفض الدكتور جورج اسحاق الناشط السياسي محاولة امريكا لمقابلة الاقباط كفصيل منفصل عن المجتمع شيء غير مقبول لانهم جزء من المجتمع، واضاف اسحاق اننا نرحب لزيارتها للمصريين ككل دون محاولة تقسيم المصريين الى فصائل واكد ان ما تفعله امريكا هو محاولة للتدخل في شؤون مصر دون النظر الى مشاكل الاقباط، كما رفض اسحاق الحديث عن موقف الكنيسة من زيارة "هيلاري كلينتون" وتبريره رفضها. فيما أوضح المفكر القبطي جمال اسعد عبدالملاك ان الاقباط ضد التدخل الخارجي وخاصة الامريكى في الشان المصري بحجة حل مشاكل الاقباط لان مشاكل الاقباط في مصر لن تحل الا على ارض مصر باعتبار انها جزء من مشاكل المجتمع المصري ولا تحتاج الى التدخل الامريكي. واكد عبد الملاك ان معظم من رفض مقابلة كلينتون كان له موقف مضاد من قبل ولكن هذا القرار جاء نابع من فكرة سياسية لان امريكا لن تحمي الاقباط ولن تحل مشاكلهم، ورفض فكرة استدعاء الاقباط على انهم اقليات بالمجتمع وليسوا من نسيج المجتمع خاصة بعد دعم امريكا لتيار الاخوان المسلمين في مصر، واضاف ان موقف الرفض الذى اتخذه الاخوان هو موقف جاء بعد قناعتهم ان امريكا تقف بجانبهم وتساعدهم والتي تتدخل في حل مشاكل الاقباط. ومن جهته اكد ايمن عبد الغني القيادي بجماعة الاخوان المسلمين ان موقف الكنيسة من رفضها لمقابلة وزيرة الخارجية الامريكية هو امر يخص الكنيسة ومن حقها رفض الدعوة، ولكن هي حاولت مقابلة مختلف اطياف المجتمع وكل القوى الوطنية كنوع من التواصل مع المجتمع المصري والامريكان حريصين على ذلك دائما لترسيخ العلاقات المصرية الامريكية. واعلن عبدالغني رفضه التعامل مع الاقباط على انهم اقليات بالمجتمع انما كفئة لا يمكن الاغفال عنها. ومن جانبه قال المستشار طارق البشري ان موقف الكنيسة من مقابلة وزيرة الخارجية الامريكية موقف وطني ويحترم لان الدعوة للقاء لمناقشة امور بعينها تكون على اساس وطني وليس اساس ديني. واضاف ان الاقباط عندما اتخذوا هذا الموقف من امريكا لن يفكروا في اثارة السلبية انما نابع من موقفهم الوطني تجاه مصر، خاصة ان الامريكان يريدون دائما حدوث فرقا وفصائل في المجتمع لتحقيق مصالحهم الخاصة، واكد ان ما فعلته امريكا هو محاولة للتدخل في السياسات والتاثير على الموقف واحداث فتنة طائفية. واضاف الدكتور محمد سعيد قدري المحلل السياسي ان الامريكان لديهم اعتقاد خاطيء ان المسيحين فئة مضطهدة في مصر وهذا الانطباع جاء نتيجة بعض المسيحيين المهاجرين الى الولاياتالمتحدة الذين يحاولوا نشر هذه الفكرة، واكد ان موقف الكنيسة كان سليم وشيء يحسب لهم خاصة انهم يشعرون انهم مقبلين على نوع من الديمقراطية ولديهم احساس انهم حصلوا على حقوقهم، ولا يوجد مبرر ان يقف الاقباط وراء اي جهة خارجية او امريكية للحصول علي حقوقهم لأن الموقف اصبح يحتوي على المزيد من الحرية الآن وظهر ذلك في اتجاه الاقباط للمشاركة بالاحزاب والحركات كأي مواطن مصري. واوضح الدكتور عبدالخبير عطا استاذ العلوم السياسية ان امريكا دائما كانت تلتقي برموز الكنيسة بمصر ولم تعترض الكنيسة من قبل ولكن رفضهم هذه المرة جاء نتيجة اعتقادهم ان امريكا تخلت عن قضية الاقباط في مصر بسبب توطيد العلاقة بين امريكا والاخوان المسلمين وهذا ليس صحيح، واضاف ان زيارة الوزيرة الامريكية لمصر جاء لمقابلة الرئيس المصري وليس الاخوان المسلمين وبعض الليبراليين والقوى الوطنية ايضا وحدث توضيح من جانبها ان امريكا تشجع التحول الديمقراطي الذي حدث في مصر وليس تشجيعا للاخوان. واضاف عطا ان هناك بعض الرموز المسيحية التي حاولت لعب دور سياسي ضد التيار الاسلامي وبخاصة اقباط المهجر الذين اتهموا امريكا بتمويل الاخوان المسلمين في مصر، واعتبرها عطا ان يحدث هو محاولة للضغط على امريكا لعدم مساندة الاخوان في مصر. واكد ان موقف الاقباط يعتبر ضد الامن القومي المصري وهذه ليست ديمقراطية ولا ليبرالية انما مواقف هيستيرية لا تقوم على موقف ولكنها تهدد ثوابت الامن القومي. واضاف ان الارادة الامريكية تعرف جيدا مصالحها ودائما تضحي بمن لا يتقابلون معها خاصة اذا كان موقفهم ضعيف لانها دائما تسعى للتعامل مع فصيل قوي لحماية مصالحها فلا يعنيهم ليبراليين ولا اقباط ولا غيرهم وحدث قبل ذلك وضحت امريكا باقباط "العراق، سوريا" لانهم وقفوا ضد مصالحها.