رفضت قيادات كنسية ونشطاء أقباط دعوة هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية، لعقد لقاء معهم مساء أمس فى فندق فورسيزونز، وذلك بعد يوم من تظاهر عشرات الحركات القبطية ضد زيارتها لمصر أمام مقر السفارة الأمريكية فى جاردن سيتى، ومبنى ماسبيرو، ومقر رئاسة الجمهورية بقصر العروبة، واعتبروا أن مغزى الزيارة إنما يأتى للتوافق بين الرئيس محمد مرسى والإدارة الأمريكية حول تشكيل الحكومة الجديدة. ومن أبرز الرافضين للقاء كلينتون، الدكتور صفوت البياضى، رئيس الطائفة الإنجيلية، والأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة ورئيس لجنة الإعلام فى المجمع المقدس، والدكتورة منى مكرم عبيد، أستاذة العلوم السياسية فى الجامعة الأمريكية، والدكتور عماد جاد، الباحث فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، والدكتور كميل صديق سكرتير المجلس الملى العام للكنيسة الأرثوذكسية فى الإسكندرية، ومايكل منير رئيس حزب «الحياة»، تحت التأسيس، ونجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان. وأرجع الدكتور صفوت البياضى، فى تصريحات ل«الوطن»، اعتذاره عن اللقاء لظروف خاصة به، فضلاً عن رفضه للاجتماع مع وزيرة الخارجية الأمريكية فى ظل الرفض القبطى لعقد هذا اللقاء. واكتفى الأنبا مرقس، بالتأكيد أنه اعتذر عن عدم حضور اللقاء دون إبداء أسباب، بينما أشار نجيب جبرائيل إلى أن النشطاء الأقباط رفضوا الدعوة التى وُجهت لهم لحضور اللقاء لأنهم لا يمكنهم الجلوس مع ممثلة دولة تتدخل فى الشئون الداخلية لمصر، ولا يمكن بحال من الأحوال تصديق أن واشنطن تدافع عن حقوق الأقباط، لأن هذا أمر غير مقبول، بل إنه «وهم زائف»، ودعا جميع القوى الوطنية إلى الامتناع عن مقابلة «كلينتون»، باعتبارها جاءت لتعبث بالسيادة المصرية. وأشار مايكل منير إلى أنه اعتذر عن اللقاء لأن الشأن الداخلى المصرى خط أحمر، وأوضح أن رفض جميع المصريين للتدخل الأمريكى هو ما دفعه للاعتذار عن مقابلة وزيرة الخارجية الأمريكية. وأوضح الدكتور عماد جاد، أنه رفض تلبية الدعوة لرفضه حضور لقاء طائفى لفصيل من المجتمع، وأشار إلى أن اللقاءات الأمريكية السابقة كانت تجرى فى حضور أطياف المجتمع وليس الأقباط فقط. وقال المستشار ممدوح رمزى، مساعد رئيس حزب «الإصلاح والتنمية»، إن هناك زواجاً عرفياً بين الإخوان والإدارة الأمريكية، ورفض ما سماه تعامل واشنطن مع الأقباط على أنهم جالية، وقال «بل هم مصريون يتمتعون بكامل الحقوق، وأمريكا أكثر بلاءً على القضية القبطية التى يتشدقون بالحديث عنها». وتوقع أن تكون كلينتون شكّلت مع الرئيس الحكومة الجديدة، على أن يعلن عنها خلال أيام، وأشار إلى أنه رفض اللقاء لعدم وجود أرضية للحوار بعد دعم الولاياتالمتحدة للتيارات الإسلامية فى المنطقة العربية، وخصوصاً الإخوان المسلمين فى مصر، هذا غير لقاء آن باترسون السفيرة الأمريكية فى القاهرة، مع حزب النور السلفى، وحزب الحرية والعدالة، دون أن تلتقى بالأحزاب المدنية. على جانب آخر، قال الدكتور سعيد اللاوندى الخبير فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن سبب رفض الأقباط لزيارة كلينتون، لدرجة تظاهرهم ضدها، هو شعورهم أن الولاياتالمتحدة بسياسة براجماتية تسعى لمصلحتها فقط، بدليل أنها كانت فى عهد النظام السابق ضد الإخوان المسلمين، وحالياً تتحدث معهم وتلتقيهم، وهو ما يكشف أن واشنطن تتلون على حسب مصلحتها. وأضاف ل«الوطن»: «بعد زيارة وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لمرسى مؤخراً أصدر الرئيس قراراً بعودة مجلس الشعب، مما جعل الأقباط وغيرهم يربطون بين الزيارة والقرار، رافضين التدخل الأمريكى فى الشئون الداخلية الخاصة واعتقادهم انحياز الولاياتالمتحدة للإخوان من أجل مصلحتها». وتابع «أحد الأسباب أيضاً هو تعامل النظام السابق مع الأقباط على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية وخشيتهم من تكرار ذلك مع الرئيس الجديد»، وطالب الأقباط والمواطنين عموماً بأن يتعاملوا مع الإسلاميين على أنهم تيار متباين وليس كتلة صماء قرارها متحد، فالسلفيون يختلفون عن الإخوان وعن الجماعة الإسلامية. وأوضح اللاوندى أنه لا يوجد سبب لمخاوف الأقباط من «مرسى» لأنه أعلن صراحة أنه رئيس لكل المصريين وأنه على مسافة واحدة من الجميع، وفى المقابل على الرئيس أن يعمل على إزالة مخاوفهم.