كتب - وائل الغول وهاني عبد الراضي عملت جماعة الإخوان المسلمون منذ ان زرع "حسن البنا" بذرتها الاولى في الأرض السياسية المصرية منذ اكثر من ثمانين عاما على ان تكوين شبكة اخوانية دائمة التواصل و ذات طابع عالمى ، ومن ثم تطورت فكرة جماعة الاخوان المسلمون لتصل إلى حد تأسيس تنظيم دولي، سعت الجماعة كثيرا نحو إخفاؤه وإنكار وجوده في ظل النظام السابق الذي كان ينظر إلى جماعة الإخوان على انها جماعة محظور عليها العمل السياسي ولكن مع انطلاق شرارة ثورة 25 يناير ولحاق الجماعة بركب الثورة وتمكن الاخوان من تحقيق مكاسب سياسية بفضل تلك الثورة، وبعد ان كانت هذه الجماعة محظور عليها العمل السياسي اصبحت تعمل بشكل علني واسست حزب الحرية و العدالة الذى اصبح الان حزب الاغلبية بل باتت الجماعة تتحدث عن تنظيمها الدولي الذى طالما نفوا وجود او تحدثوا عن حله دون ادنى حرج معلنة سيطرتها على دول الربيع العربى. الاحزاب اليسارية من جانبها انقسمت حول موقفها من هذا التنظيم و الاعلان عن وجوده الان فمنهم من ابدى تخوفا شديدا منه و منهم من يرى انه لا حاجة للدخول فى مناوشات جانبية مع الجماعة و ان الجماعة لم تحكم بعد زمام امورها داخل مصر حتى تبحث الشأن الدولى . وفي اطار هذا السياق علق رفعت السعيد عضو المجلس الرئاسي لحزب التجمع على اعلان الجماعة عن التنظيم الدولى قائلا "الان فقط تعلمون اننى كنت على حق"و اضاف السعيد بان التنظيم العالى للاخوان المسلمين كان تنظيما مستترا لكنه سوف يظهر على الساحة السياسية الدولية الن و بقوة بفضل وصوله للحكم فى كبرى دول الشرق الاوسط مصر واستطرد السعيد قائلا"اخذوا ينفوا و ينفوا ان لديهم تنظيم دولى او عالمى و الان فقط ظهر الحق"، مضيفا بان الاشكالية ليست في رغبتهم في العمل الدولي بل الأهم هو النظر إلى ما يهدفون إليه من هذا العمل، موضحا ان الفرق بين التنظيم العالمى للاخوان وبين الملتقيات والمنظمات الدولية يتمثل فى مبدأ السمع و الطاعة الذى يلتزم به جميع الاعضاء تجاه مرشد الجماعة، محذرا من استقواء الاخوان بتنظيمهم العالمى لدعم ركائز حكمهم داخل مصر فى ظل وجود ترسانة هائلة من الاموال تدعم هذا التنظيم خاصة فى اندونيسيا و ماليزيا و بعض الدول التى ينشط بها هذا التنظيم. وشدد السعيد على ان موقفه من جماعة الإخوان لم يتغير وانه يكرر دائما تحذيراته منهم ولكن البعض يتهمه بانه يتجنى على الجامعة فتسير الايام وتثبت صحة حديث . وابدى مصطفى الجمال، القيادى بالحزب الاشتراكى المصرى، تخوفا شديدا من هذا التنظيم العالمى، وبرر الجمال تخوفاته بان هذا التنظيم سرى بانه يشبه التنظيمات الماسونية فلا تعلم من هم و لا ماذا يناقشون و لا النتائج التى توصلوا اليها. واضاف الجمال بان التنظيم الدولى للاخوان لديه اتصالات باجهزة مخابرات اجنبية فقد ايد اعضاء الجماعة العدوان الثلاثى على مصر فى عام 56 كما هاجم المرشد الاسبق للجماعة عمر التلمسانى، جمال عبد الناصر بسبب مشروع السد العالى ,ونوه الجمال الى ان هذا التنظيم قائم على اسس مالية فى المقام الاول فهو يمتلك موارد مالية ضخمة للغاية ,وتوقع الجمال لجواء الرئيس محمد مرسى الى التنظيم العالمى لمساعدته فى فتح استثمارات جديدة فى البلاد لتحقيق ما وعد به فى 100 يوم و الذى سوف يعجز عن تحقيقه الا بمساعدات مالية ضخمة من التنظيم. واشار الجمال الى ان صدمة الانتخابات التشريعية الليبية قد تلقى بظلالها على اجتماعات التنظيم العالمى الذى حاول تكوين محور اخوانى يتكون من حكومة حماس فى غزة ومصر وتونس و يربط بينهم ليبيا و لكن الاخيرة قد كسرت هذه السلسة، وحذر الجمال من تدخلات التنظيم العالمى فى الشئون المصرية لان مكتب الارشاد الذى يحكم مصر الان هو مجرد عضو هذا التنظيم الذى قد يحاول فرض رؤية لمصر ما بعد الثورة على الرئيس محمد مرسى، رافضا اى تدخلات من قبل تنظيمات او مؤسسات فى صناعة القرار السياسى فى مصر . ومن جانبه قال عبد الغفار شكر، وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، ان مسألة وجود تنظيم دولي لجماعة الإخوان هو أمر معروف ولا يمكن ان ينكره أحد وهذه الحقيقة هي واحدة من اهم نقاط الضعف في جماعة الإخوان فمن يحكم مصر يجب ان تكون مصر هي الحد الاقص لطموحاته، مشيرا الى ان هذه المناوشات مع جماعة الاخوان المسلمين لاحاجة اليها الان، رافضا التعليق على ظهور هذا التنظيم الان، مؤكدا على ان الشان المصرى لم يستتب لهم حتى نتحدث عن تنظيمهم العالمى. واشار عماد عطية القيادى بحزب التحالف الشعبى الى ان جماعات الاسلام السياسى وعلى رأسها جماعة الاخوان المسلمين استطاعت السيطرة على اغلبية دول الربيع العربى فحققت اغلبية فى مصر و اغلبية اقل فى تونس ,واكد عطية على ان التنظيم الدولى للجماعة هو امر واقع و معروف، مشيرا الى انه قد يأتى فى اطار التنسيق بين المنظمات ذات الافكار و المعتقدات المتشابهة فهناك الملتقى الليبرالى العالمى الذى يجمع الاحزاب الليبرالية و كذلك الامر للاحزاب الاشتراكية و الشيوعية، واضاف عطية بان تخوفه من التنظيم العالمى للجماعة بسبب فكرة السمع و الطاعة التى يلتزم بها اعضاء الجماعة فنجد العضو ملزم بتنفيذ اراء و توجيهات قياداته و على رأسهم مكتب الارشاد و المرشد العام للجماعة . و يرى محمد سليمان امين الاعلام بحزب الكرامة ان الشأن المصرى الان اهم من الحديث عن التنظيم العالمى للجماعة,مبديا تحفظه تجاه الحديث عن تدخلات من قبل هذا التنظيم فى الشان الداخلى المصرى او صناعة القرار السياسى لمصر ما بعد ثورة 25 يناير,و نوه سليمان الى ان اهتمام الجماعة الان هو بالشأن المصرى و عدم استقرار الامور للرئيس محمد مرسى فى الحكم الان فى ظل صراعات مع المجلس العسكرى ومؤسسات القضاء الان ,مشيرا الى وجود ارتباك داخل الجماعة الان و تضارب فى القرارات و الاراء,مستبعدا لجواء الجماعة الى التنظيم الدولى من اجل تطبيق برنامج ال100 يوم للرئيس محمد مرسى .