بعد أسبوعين فقط على مقتل 4 مواطنين فرنسيين من الديانة اليهودية خلال هجوم استهدف متجرا يهوديا بمدينة "فانسان" القريبة من باريس ، كشف المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا ، اليوم الثلاثاء ، عن تضاعف عدد الأعمال المعادية للسامية في فرنسا خلال عام 2014 بالمقارنة مع 2013 ، مع ارتفاع عدد الأعمال التي شملت عنفاً جسدياً بنسبة بلغت 130 %. وأعلن المجلس في تقريره السنوي أنه سجل 851 عملاً معادياً لليهود في فرنسا خلال 2014 مقابل 423 في 2013. وأضاف أن "هذه الأعمال المعادية للسامية تشكل 51 % من الأعمال العنصرية التي سجلت في فرنسا حيث لا يشكل اليهود سوى أقل من واحد % من السكان" ويقدر عددهم بما بين 500 و600 ألف شخص. وصدر تقرير المجلس قبيل زيارة للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى نصب ضحايا محرقة اليهود في باريس ، اليوم الثلاثاء ، لتكريم الضحايا من اليهود الفرنسيين الذين أبادهم الجيش النازي بين عامي 1939 و1945 ، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس". وأشار المجلس في تقريره الى "تزايد كبير جداً ومثير للقلق لعنف الأعمال المعادية للسامية". وقال ان ذلك يؤكد "استمرار ان لم يكن تزايد الأحكام المسبقة المعادية للسامية في فرنسا وفي بعض الاحيان تطرفها المتنامي الذي يسمح بالانتقال من الإهانة الى العنف ومن العنف الى الإرهاب". وعبرت هذه الهيئة التمثيلية ليهود فرنسا عن الأمل في ان "تتخذ اجراءات قاسية وصارمة في مجالات الوقاية والحماية والتعليم" للحد من تصاعد الأعمال المعادية للسامية في فرنسا. بدوره ، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في خطاب في نصب ضحايا محرقة اليهود في باريس، اليوم الثلاثاء، ليهود فرنسا، "مكانكم هنا بفرنسا. فرنسا وطنكم" ، وأضاف هولاند أن تصاعد الأعمال المعادية للسامية "أمر واقع لا يحتمل". وتابع: "تم تعزيز العقوبات ضد العنصرية ومعاداة اليهود في فرنسا، التي تضم أكبر مجموعة لليهود في أوروبا والثالثة في العالم بعد إسرائيل والولايات المتحدة". وللحيلولة دون تضاعف عمليات العنف التي تستهدف يهود فرنسا، أمر هولاند حكومة فالس باقتراح قانون جديد لمحاربة الأعمال المعادية للعنصرية والسامية، كاشفا بعض الخطوط العريضة لهذا القانون الذي يرتكز على ثلاثة محاور أساسية، أولا تكثيف الحراسة أمام المؤسسات الدينية والتربوية والتجارية اليهودية في فرنسا وحمايتها، ثانيا تعليم وشرح معنى المحرقة النازية في المدارس الفرنسية للتلاميذ، ثالثا محاربة التطرف وكل الأفكار المعادية للسامية والعنصرية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي ، وفقا لما ذكرته قناة فرانس 24 الإخبارية الفرنسية. وبلغ عدد اليهود الفرنسيين الذين قرروا الهجرة إلى إسرائيل مستوى قياسيا خلال 2014، مع هجرة أكثر من 7 آلاف يهودي فرنسي إلى إسرائيل، وفقا لما أعلنه رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا ، روجر كوكيرمان ، في وقت سابق وهو الرقم الذي من المتوقع أن يرتفع خلال العام الجاري ، على حد قوله.