وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن القرار الذي أصدره الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي أمس بعودة البرلمان الذي قام بحله المجلس العسكري بأنه قرارًا جريئًا لإثبات سلطته بعد 10 أيام من توليه منصب رئيس الجمهورية. وأوضحت الصحيفة أن المجلس العسكري قام بحل البرلمان بناءًا على حكم المحكمة الدستورية بعدم دستورية جزء من القانون الذي أجريت بواسطته الانتخابات البرلمانية، مضيفةً أن المجلس العسكري ضمَّ السلطة التشريعية بعد حله البرلمان إليه، فضلاً عن تحديده سلطات الرئيس بشكل جادّ في خطوة اعتبرها البعض انقلابًا من المجلس العسكري؛ في محاولةٍ للحد من نفوذ الإخوان المسلمين الذين يسيطرون على نصف مقاعد مجلس الشعب تقريبًا. وأكدت الصحيفة أن قرار الرئيس أمس بتحديد فترة عمل مجلس الشعب إلى حين الانتهاء من كتابة الدستور الجديد ثم إجراء انتخابات برلمانية جديدة في غضون 60 يومًا يعد اعترافًا منه بحكم المحكمة الدستورية بضرورة إجراء انتخابات برلمانية جديدة. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن قرار الرئيس أمس يعدُّ محوريًّا بالنسبة للمراقبين الذين كانوا ينتظرون كيفية تعامل الحكومة الوليدة مع استيلاء المجلس العسكري على السلطة التنفيذية. وأشارت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إلى أن قرار الرئيس أمس دفعه إليه وعده السابق بإنعاش الاقتصاد المصري الضعيف، مضيفةً أنه وبدون برلمان داعم للرئيس أو سلطة عليا على الحكومة فإن مشروع النهضة الذي يتبنَّاه الرئيس سيكون في خطر من طغيان الأزمات المالية والاجتماعية والسياسية. من جانبها قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إنه لا يُعرف بعد ما إذا كان قرار الرئيس أمس بعودة البرلمان استند إلى نجاح المفاوضات مع المجلس العسكري أم بناءً على فشلها، ونقلت عن الخبير في شئون الحركات الإسلامية في جامعة دورهام الدكتور خليل العناني أنه وبغضِّ النظر عن الأسباب الكامنة وراء قرار الرئيس أمس فإن القرار يعدُّ خطوة جريئة ومهمة لإظهار قوته الرئاسية ويعكس شعور مرسي بالثقة في النفس، وأضاف أن السؤال الآن هو إلى أي مدى يستطيع الرئيس تحدي سلطة المجلس العسكري؟! وحذرت صحيفة "الفاينانشال تايمز" البريطانية من أية محاولة من قبل المجلس العسكري ضد الرئيس مرسي بعد قراره إعادة البرلمان المنتخب، مشيرةً إلى أن أية محاولة من هذا النوع خاصة بعد الترحيب الداخلي والخارجي الواسع بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية ستقابل بازدراء داخلي وخارجي؛ في الوقت الذي ينتظر فيه مرسي بعد أيام استقبال وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، فضلاً عن استعداده لتلبية دعوة الرئيس الأمريكي لزيارة الولاياتالمتحدة في سبتمبر القادم.