من منا يعرف أن تمثال الحرية الموجود بالولاياتالمتحدةالأمريكية هو تمثال ذات ملامح مصرية قام صاحبه فريدريك أوغست بارتولدي بعمل تعديلات لملامحه كي تناسب أمريكا بعد قيام الخديوي إسماعيل برفض مشروع بارتولدي بعمل تمثال لإمرأة مصرية تضع طرحة وتاج علي رأسها ورافعة بيدها شعلة ووضعه في مدخل قناة السويس بأسم "مصر تجلي النور إلي أسيا" نظراً لتكاليفه الباهظة، مما حرم مصر من هذا المشروع الذي كان سيعود بأكبر الأثر علي مصر وحبس الفتاة المصرية التي تطالب الحرية بأمريكا ،واليوم يمر علينا ذكري ميلاد النحات فريدريك أوغست بارتولدي . ولد بارتولدي في 2 أغسطس 1824 في مدينة كولمار في اقليم الألزاس الفرنسي ، توجه إلي باريس ليكمل دراسته في العمارة والرسم ، كانت أولي أعماله نصب الجنرال " جون راب" في كولمار حاز بعدها علي نجاح كبير . قام بعمل رحلة طويلة إلي مصر واليمن بعد دراسته العمارة وخاصة عند سماعه بمشروع قناة السويس ، وفي مصر طرات له فكرة وجود منارة ضخمة علي مدخل القناة لإرشاد السفن علي هيئة آلهة الحرية في المثيولوجيا الرومانية وتصمم بارتدائها ملابس فلاحة مصرية ترفع يدها حاملة شعلة يخرج منها ضوء لإرشاد السفن فتكونت فكرته عندما كان في رحلة إلى مدينة الأقصر وأعجب بشدة جمال اثارها القديمة ، وعندما عرض تلك الفكرة علي الخديوي إسماعيل عام 1867 رحب بالفكرة في بداية الأمر وبعدها لم يتم تنفيذها لارتفاع التكاليف ، وهنا قام اوغست بإعادة تنقيحه وقدمته فرنسا هدية للأمريكيين عام 1886 وتحول من مشروع فاشل في مصر إلي أشهر تمثال في الولاياتالمتحدة . وهذا ما أكده كلا من الفنانان التشكيليان محمد عبلة ، عمر الفيوم في تصريحات ل الوادي أن تمثال الحرية كان من المفترض ان يكون بمصر لكن الحرب الأهلية الأمريكية لم تسنح لمصر هذه الفرصة نظراً لتعذر الخديو إسماعيل في تمويل هذا العمل ، فعند النظر له ستجد الملامح الشرقية والمصرية فيه . من بين أعماله أسد بلفور في مدينة بلفور في فرنسا والذي يعد من أشهر أعماله ، توفي أوغست في 4 أكتوبر عام 1904.