فى ذكرى ميلاده المائة التى تمر علينا اليوم، قرررت المؤسسة الثقافية الرسمية ان لا تزعجه فى حياته الأخرى وان يمر علينا يولد ميلاده مرور الكرام متناسية ابنائها كعادتها..هذا لايهم لانه لو كان قيد الحياة لرفض الاحتفال أيضا لانه فضل ان يعيش بعيداً عن "صخب العاصمة" بحسب كلمات موسى صبرى عنه فى مجلة "آخر ساعة بتاريخ 2 نوفمبر 1983"، حيث قال عنها " اخترت الإسكندرية مسرحاً لأحداث العديد من أعمالي، رغم أن تيار الهجرة إلى القاهرة من جميع أنحاء الدولة لا ينقطع، ولكنني سبحت عكس هذا التيار فهاجرت بمحض اختياري من القاهرة حيث كنت أشغل وظيفة "معيد" بكلية العلوم بجامعتها، وانتقلت إلى الإسكندرية التي انبهرت بجمالها، وشغلت وظيفة "معيد" بكلية العلوم عند إنشاء جامعتها عام 1942. ولقد كتبت معظم أعمالى فى هذه المدينة، وأفضِّل الكتابة في كازينو يطل على البحر حيث يكون الهواء في ذروة نقائه". ولد الكاتب يوسف عز الدين عيسى 17 في يوليو 1914، وتخرج في كلية العلوم من جامعة القاهرة، وعين معيد فيها عام 1938، بدأت ميوله الأدبية منذ صغره فكتب الشعر وهو في العاشرة من عمره، وقدم للإذاعة الكثير من الأعمال الأدبية حوال 400 عمل ونال جائزة الدولة لدوره في "أن تحولت الدراما الإذاعية علي يديه إلي أدب رفيع " ومنها تمثيلية بعنوان عجلة الأيام عام 1940 وأعمال كثيرة من بينها جماعة من المساكين، الغد المجهول، الجمجمة، الزنبقة المسكينة، سيكوسيتا وغيرهم من بواكر أعماله وهو أول من كتب المسلسل الإذاعي علي مستوى مصر والعالم العربي "عدو البشر" 1955 ثم "المملوك الشارد" و"عواصف" و"العسل المر" و"اليوم المفقود" و"لا تلوموا الخريف" ومئات الأعمال الرفيعة. كتب الرواية والقصة القصيرة والمسرحية التي كسرت المقال التقليدي للرواية العربية وعلي سبيل المثال "الواجهة" ، "الرجل الذي باع رأسه"، "لا تلوموا تاخريف"، "التمثال"، "عين الصقر"، "ثلاث ورود وشمعة"، "نريد الحياة و مسرحيات أخري"، مجموعة قصص "ليلة العاصفة" ومسرحيات مثل "البيت وقصص أخرى"، "هل هو اله" وغيرها من الأعمال وقد نال جائزة الدولة التقديرية في الأدب سنة 1987، وهو أول من نالها من خارج القاهرة هذا بخلاف مقالاته التي أخذت شكل عواميد إسبوعية في جريدة الأهرام وكتب مقالات تحليلية في أكبر الجرائد المصرية والعربية مثل الفجر وعالم الفكر وغيرهم. سافر عام 1948، إلى إنجلترا في بعثة دراسية وحصل على شهادة الدكتوراه، وفي نفس الوقت لم ينقطع يوسف عز الدين عن الكتابة فقد ألف وهو في إنجلترا تمثيليات أذاعتها إذاعة ال(بي بي سي) البريطانية في برنامجها الثالث ومنها: خطاب إلى الله،هذه الدنيا، شجرة الياسمين. وكان يصله خطاب شكر من الإذاعة البريطانية التي أعجبتها كتاباته. فظل يكتب حتى آخر ايامه ونشرت له جريدة الأهرام 3 قصص بعد رحيله، إلى جانب تاريخه الحافل بالقصص والشعر والأدب فهو كاتب مقال مشهور نشر الكثير من مقالاته في جريدة الأهرام ,الأخبار. وله أكثر من مائة مقال في الأهرام في أبواب ثابتة مثل:من مفكرة يوسف عز الدين عيسى،مع الفكر والخيال،أسبوعيات. وذلك بالإضافة إلى الكثير من المقالات التي نشرتها العديد من الجرائد والمجلات المصرية والعربية مثل مجلة "الفجر" القطرية ودراسات تحليلية في الأدب والعلوم في مجلة "عالم الفكر" مثل "عالم ويليام فوكنر" و"الخيال العلمي عند جول فيرن" و"النهاية المأساوية لفيرجينيا ولف" و"عالم النمل"، وغيرها من المقالات. كان الدكتور يوسف رئيسا لنادي القصة، عضوا في المجلس الأعلي للثقافة وله الفضل في إنشاء قسم المسرح بآداب الإسكندرية، كما أنشأ قسم علم الحيوان في جامعة طنطا. وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 1986، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي مرتين، وسام الجمهورية، واختير أفضل شخصية أدبية على مستوى الجمهورية المصرية لعامي 1998، و1999، وسام فارس الأدب 1999. رحل عن دنيانا في سبتمبر من عام 1999، تاركاً إرثا أدبيا كبيراً.