مبني ماسبيرو، والمؤسسات الصحفية القومية، كانت من المناطق المحرمة على الإخوان، سواء في الوصول لمنصب قيادي بها، أو حتى الظهور كضيوف، ولكن الصورة الآن تغيرت، واصبحت وزارة الإعلام من نصيب الإخوان بعد ما قيل عن الصفقة التي عقدت بين العسكري والإخوان، فهل يتمكن الإخوان من السيطرة على "الكنز" أو مبنى التليفزيون الذي ظل لعشرات السنوات يضطهدهم. جاء رد الكاتبة الصحفية" إقبال بركة" ليثير الدهشة عن سؤال" هل سيحاول الاخوان السيطرة على جهاز الاعلام فى مصر نظراً لعدم اتاحة الفرصة لتولي مناصب فى الدولة ورأت أن الاخوان لم يمارس عليهم الاضطهاد من قبل النظام البائد وتولوا مناصب فى الدولة حيث أن فى" مصوغات التعين" لم يأخذوا فى الحسبان إذا كان ذاك ينتمى إلى حزب أو جماعة فكل هذه أقاويل أبتدعها الاخوان حتى يستعطفوا قلوب الناس. وأضافت "بركة " أنهم سيسيطروا على الاعلام بكل قوتهم ؛ فهم يريدون السلطة بأى شكل وكان ذلك واضح في مجلس الشعب فقد كانت لهم الأغلبية ومسيطرون إلى درجة كبيرة وليس عندهم صبر بسبب شهوة في إمتلاك كل شىء داخل المجلس وحب السيطرة على كافة الامور أدى ذلك الى حل البرلمان . وأكدت" إقبال" على أن كل التصرفات تدل على شىء واحد هو أنهم سيطوعوا أجهزة الاعلام لسياستهم وأفكارهم وأدبياتهم. كما أوضحت إقبال بركة أن المؤسسات الصحفية من السهل جدا السيطرة عليها لأنها شبه حكومية فأغلب العاملين بها يغلب عليهم طابع الخوف على مناصبهم وأجورهم فيكون رد الفعل هو الاستسلام للواقع وتنفيذ كل ما يطلب منهم وسنشاهد معارضين لتلك السيطرة ولكنهم سيمثلوا أقلية. يقول محمد على ابراهيم رئيس تحرير جريدة الجمهورية وعضو مجلس الشورى سابقا أن الاخوان لا يحق لهم فرض السيطرة على المؤسسات الصحفية حتى إذا تولى أحد منهم منصب وزير الاعلام لان وزير الاعلام ليس من صلاحياته التحكم فيما ينشر في الجرائد وذلك من اختصاص مجلس الشورى. أسامة شرشر "أجعلوا الاعلام المحطة الاولى للتعبير عن فكركم" قال الاستاذ أسامة شرشر رئيس تحرير جريدة النهار المصرية أن الوضع تغير تماما فقد أحدثت ثورة 25 يناير تغيير جذري والكل يعلم ذلك تماماً فلا يمكن أن يسيطر الاخوان على كافة أجهزة الاعلام بل أنهم سوف يجعلوا الاعلام المحطة الاولى لهم للتعبير عن الفكر الإسلامي. وبرهن "شرشر" على الأفق الواسع للإخوان من خلال ممارسة الاخوان المسلمين داخل البرلمان في لجان الاعلام والثقافة والسياحة وكشفوا عن رؤيتهم في التعامل مع تلك القطاعات وكيف يمكن حل المشكلات والازمات بتلك القطاعات كانت تعطى دلالات ومؤشرات قوية لعملية الابداع والفكر في المجال السياحي والإعلامي. ويضيف "شرشر" أننا أمام محطة جديدة من تاريخ مصر وقد تعهد الرئيس محمد مرسي رئيس الجمهورية في خطابه بحماية الابداع وحرية الفكر والمثقفين والحفاظ على السياحة والعمل على تنشيطها. والمحافظة على مدنية الدولة والمواطنة ؛ فلنتركه يعمل ثم نحكم على ما سوف يقدمه . يري شريف عارف رئيس تحرير جريدة ميدان التحرير أن صلاحيات الرئيس محدودة ولا يستطيع من خلالها السيطرة على كل السلطات والسلطة التي يمتلكها هي تشكيل الحكومة فقط وليس له سلطة على الاعلام . وأعتقد "عارف" أن أسلوب السيطرة أمر صعب بعد ثورة 25 يناير وأن الرئيس محمد مرسي أمامه قضايا خطيرة للخروج بالوطن إلى بر الامان ومن الصعب السيطرة على وسائل الاعلام وكما أنه أكد في خطابه على احترامه للحريات والفكر والابداع. قال مصطفى رحومه صحفي بجريدة الوطن أن الاخوان سيسيطرون وذلك من خلال سعيهم إلى تقنين الحرية الممنوحة بشكل صوري لوسائل الاعلام وأن وزارة الاعلام سيسعون إلى الحصول عليها في التشكيل الجديد لحكومة الدكتور "مرسي"، ومن المفترض أن وسائل الاعلام التي تلعب دور كبير في تشكيل الرأي العام المصري وخاصة الفضائيات في ظل ارتفاع نسبة الامية بين المصريين سيجعل الاخوان يسعون للسيطرة عليها لعدم كشف عورتهم امام الرأي العام والفيصل لتلك التخوفات هو رؤية واضحة تطبق على أرض الواقع وأضاف "رحومه " أن اول صور السيطرة تمثلت في صورة قيام مجلس الشورى بالتدخل في معايير اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية بصورة تفتقد المهنية في الاختيار فقد تم مواجهته من خلال نقابة الصحفيين حيث دفعت نقابة الصحفيين المجلس لتغيير تلك القواعد وهو ما تم الاستجابة له وذلك قبل الانتخابات الرئاسية. وأوضح " رحومه" أن تصريحات الاخوان ورؤيتهم إلى القنوات الفضائية والصحف المستقلة في السنوات الماضية تثير الهواجس في نفوس الاعلاميين والصحفيين من القيام بتصفية الحسابات معها. وأستطرد "رحومه " قائلا بأنه إلى حد كبير أننا سنشهد تغييرات في القيادات والخطط والتصورات ولكن يعتقد أن يواجه مقاومة شرسة في حالة الاقتراب منها ولذا سيسعى الاخوان لعدم الاصطدام حاليا مع الامة والاعلام ولكن سيكون ذلك على المدى الطويل. قال أحمد السيد صحفي في موقع "كمين" من الطبيعي أن يلجأ الإخوان في هذه الفترة للسيطرة على الإعلام ,خاصة ان الاخوان يعانون من نقص شديد في الوجود والكوادر الاعلامية التي تتحدث بإسمهم في الميديا المصرية والاعلام الخاص على وجه التحديد , وبالرغم من وجود قناة وجريدة للحزب إلا أن المسئولين عنهم ليسوا من المحترفين والمهنيين الاحترافيين , ورأى "أحمد "أن بتولى محمد مرسي الرئاسة سيسيطر الاخوان على أدوات النظام الرئيسية وهى الآلة القمعية متمثلة في الشرطة لآن الجيش ليس معهم والآلة التوجيهية والتعلمية متمثلة في الاعلام والصحافة ولديهم رأس المال مما يسمح بذلك. وتابع إسلام حامد ، صحفي، ان هذا لن يحدث لانه وفقا لخطاب الدكتور محمد مرسي فإن ملامحه كانت تقوم على دعائم الدولة المدنية المتعددة الاطياف ولكن ربما بادرت وسائل الاعلام من تلقاء نفسها بتدعيم الخطاب الإخوانى الديني مسايرة للموقف. وطالب الإعلامي أيمن أبوزيد " معد برامج قناة النيل الدولية " العاملين في الاعلام والشعب ان يتحلى بالصبر وينتظر ماذا سيفعل الرئيس محمد مرسي حيث جاءه خطابه يحمل دلالات مبشرة باحترامه للإبداع و الفكر وحرية التعبير. وأضاف" أبوزيد " أنه لا يستطيع الحكم على الأفراد من خلال كلامهم فقط فهو ينتظر الفعل حتى يحكم ؛ حيث أكد الرئيس محمد مرسى في خطابه أنه سيشكل حكومة ائتلافيه تمثل أطياف الشعب، كما أكد في خطابه على حرية الاعلام وعدم المساس بحرية الرأي . فعلينا أن نرى تفعيل الكلام على أرض الواقع. وندد "أبوزيد" بالاسلوب الذى ينتهجه الاخوان فلديهم ميراث مخزون لدى من يعرفهم أنهم يتميزوا بكثرة الوعود التي يمر عليها الوقت ولم تنفذ . ويتمنى أيمن أبوزيد أن يصبح الاعلام ملك للشعب ويمارس الدور المطلوب منه ولا يتم تقيده وفرض السيطرة عليه. ومن جهتها قالت عبير حسين إعلامية بالتليفزيون المصري أنه لا يمكن السيطرة على الاعلام بأي شكل وإذا استطاعوا أن يسيطرو على الاعلام الحكومي فمن الصعب تحقيق ذلك في الاعلام الخاص مؤكدة أن الثورة العظيمة التي منحونا إياها الشباب الطاهر غيرت كل الشعب ولم يبقى أحد يخاف فقد كسروا حاجز الخوف الذى كان بداخلنا. وأشارت أمل عبد الكريم، صحفية، أن الاخوان سوف يمارسوا السيطرة وسيحاولوا الحد من الأعمال التي تحس على الرذيلة وبالتالي تقننين الاعمال الفنية ورقابتها وكل ذلك سيقابل برفض من جانب المعترضين وسيتمثل هذا الرفض فى وقفات احتجاجية تنادي بحرية الرأي والتعبير ولكن ستبقى بدون جدوى. وعن صور التغيير التي من الممكن ظهورها على الساحة الاعلامية اشارت إلى انه ستتمثل في تغيير رؤساء تحرير الصحف القومية ولن تشمل صور التغيير أن يكون الاعلام ذو طابع ديني فالإخوان يعرفون كافة أشكال الثقافة من شعر وأدب وانشاد . وأكد الدكتور علاء فؤاد أستاذ الصحافة بجامعة الازهر أنه من الطبيعي أن يتم السيطرة على الاعلام بكافة أشكاله، فالإخوان الان في مرحلة إعادة ترتيب البيت الداخلي بالنسبة لهم وخير دليل على ذلك نجاحهم في الانتخابات الرئاسية حيث جاءت النتيجة التي رأينها بفارق 1%؛ فقد استخدموا كافة وسائل الاعلام المتمثلة في التليفزيون والاذاعة والصحف بالإضافة إلى الدعاية والاتصال الجماهيري المتمثل في الندوات والمؤتمرات والمساجد لدعم مرشحهم وحشد أكبر عدد ممكن من المؤيدين. وشهد "علاء" بذكاء الاخوان فكانوا منظمون بدرجة فائقة كما أنهم يعملوا الان على تنظيم أوراق الدولة لأنهم يريدون أن تصبح مصر دولة متكاملة ، ويريدوها في المقدمة دائما ويريدوها مدينة فاضله. ويتوقع أن ذلك سوف ينعكس بالإيجاب وليس بالسلب على الاعلام المصري. وعن صور التغير التي سوف تظهر على الاعلام تتمثل في تحسين المواد الاعلامية التي يتم عرضها في القنوات العربية للتساوي مع ما يقدم في الاعلام الغربي. وكما سوف يتم العمل على تغير الصورة الذهنية لدى المشاهد الأجنبي عن الاسلام والمسلمين وتعريف الدول الاجنبية تعاليم الدين الإسلامي الصحيح . وعن صور التغير أيضا قاله أنه سوف تتمثل في اقصاء الاعلاميين الموالين للنظام السابق . ويضيف "علاء "أن هناك مؤشرات بأن الإعلامي الكبير حمدي قنديل سيتولى حقيبة الاعلام . وأوضحت الدكتورة ماجي الحلواني، عميد الإعلام سابقا تتفق في الرأي مع الاعلامي أيمن أبوزيد في أننا علينا أن نترك الامور إلى وقتها ولسنا بحاجة إلى أسلوب الاثارة؛ أو نتوقع ما سيفعله الرئيس القادم أو من سيتولى حقيبة الاعلام فتنصح "ماجي " بالتروي وعلينا أن لا نسبق الاحداث ونصدر أحكام ونحن لا نعلم الغيب كما أضافت الدكتورة "ماجي" أنه يجب أن نترك الرئيس المدني الاول المنتخب الذى جاء بناء على رغبة الجمهور والصندوق فعلينا احترام النتائج التي جاء بها الصندوق والعمل سويا لرفعة هذا الوطن وتقديم المساندة للرئيس حتى نبنى ما تم هدمه من الوطن. وأكدت عبير سعدي، عضو مجلس نقابة الصحفيين، على وجود محاولات للسيطرة على الاعلام من قبل مجلس الشوى الذى أراد أن يغير رؤساء الصحف القومية فمن الطبيعي الان أن يكون هناك محاولات للسيطرة على الاعلام المصري وسوف نصبح مفعول به بدلا من فاعل وتضيف السعدى على الصحفيين احترام الرأي العام الفترة القادم. مشيرة إلى أن النقابة سوف تعمل على إعادة ترتيب البيت الداخلي لنقابة الصحفيين حتى تستطيع الوقوف أمام أي سيطرة يتم فرضها على المؤسسات الصحفية في مصر، وستقوم النقابة بعقد المؤتمر السنوي للنقابة الذى سيتم مناقشة كل القصور التي تعانى منه المهنة مع التأكيد على اخلاقيات المهنة ومواثيق العمل الصحفي وعلينا العمل على التنظيم واسقاط كل التشريعات التي تقيد حرية التعبير والتي من شأنها قتل الحرية. وسوف يتم عمل تنظيم مشروع مجلس أعلى الاعلام بدل من المجلس الاعلى للصحافة للحفاظ على حقوق الصحفيين. ويري صلاح عبد الصبور نقيب الصحافيين الالكترونيين، المشهد الإعلامي المصري لا يقبل أي تدخل من أي فصيل سياسي أو يقبل بالسيطرة على الإعلام المصري، لأن الثورة المصرية في الأساس هي ثورة إعلام، والإعلاميين في مصر حققوا الكثير من الحريات؛ حيث استطاعوا اقتناصها من خلال معارك على مدار العقود الماضية، ولن يسمح الإعلامي أبدا بإهدار هذه الحقوق مهما كانت القوى التي تسعى لممارسة الضغط عليهم، والإخوان المسلمين إذا كانوا في خطتهم السيطرة على الإعلام فبالتأكيد سيدخلون معركة خاسرة بكل المقاييس. وأكد "عبد الصبور" على الدور الأساسي الذي لعبته الصحافة الالكترونية في افراز مساحات واسعة من الحريات لا يمكن أبدا أن تتنازل عنها. أعرب "عبد الصبور" عن رفضه للمساس بحرية الإعلام سواء من الدولة أو رأس المال، ويحارب بكل قوته أي شخص أو جهة تسعى لتكميم الأفواه أو السيطرة على حرية الإعلام والاعلاميين في مصر.