التقيتُ مع "البسطاء" قبل لقائي مع محلب رئيس الوزراء في الحلقة الأولي!! لاخلاف مع "أون تي في" وازدحام جدول المحطة انتهى بسحبي للبرنامج والتوقف عن إنتاجه وزيرة الإعلام لاتتدخل في برنامجي، وريهام السهلي انسحبت عقب وصولي، ويشرفني أن أكون بديلاً لها عمل مذيعاً في بي بي سي 1994، ثم انتقل إلي إذاعة بي بي سي العربية؛ ليقدم عدداً من البرامج التي اشتهر بها مثل"حكايات المقهى الإلكتروني" ، كما قدم برنامج "نقطة حوار"، الذي تطور ليصبح أول برنامج تفاعلي متعدد الوسائط، وقدم أيضا برنامج "سبعة وعشرة جرينتش" ، الذي أجريت عليه عدداً من الدراسات في بريطانيا والولايات المتحدة باعتباره أول برنامج تليفزيوني يدمج السوشيال ميديا "الإعلام الجماهيري أو الإجتماعي" في البث التليفزيوني التقليدي.. تولى مؤخراً تقديم برنامج علي التلفزيون المصري بعنوان "على أسم مصر" أنه الإعلامي حسام سكري والذي تحدث في حوار خاص ل " بوابة الوادي"، وإلى نص الحوار: - ما حقيقة خلافك مع قناة أون تي في؟ لا يوجد خلاف بيني وبين قناة أون تي في. - إذن فلماذا تم إلغاء برنامجك " الضيف الرابع"؟ توقف برنامج الضيف الرابع بعد أربعة أشهر من العمل، وفي إعتقادي أن إزدحام جدول المحطة بالبرامج كان وراء سلسلة من التأجيلات المتتالية، وإنشغال أطقمها بتغطيات حدثية مستمرة؛ انتهت بقيامي بسحب البرنامج والتوقف عن إنتاجه. - ما هي فكرة برنامج "علي أسم مصر".. كلمني عنه؟ الفكرة كما طورتها مع شركة ليو المنتجة، ومن خلال التصور الذي وضعته هاندميد ستوديوز كانت عمل برنامج يبدأ وينتهي بالمواطن البسيط وهمومه "على أسم مصر" هو وجبة يومية ممتعة تحصل فيها على آخر الأخبار، وتتجول فيها بين ربوع مصر، تناقش قضاياها وتغوص في العمق لتبحث عن حلول لمشاكلها. لم يحدث كثيراً في تاريخ التليفزيون -أي تليفزيون- أن بدأت حلقة منه بتقديم من مواطن بسيط كما حدث في "على أسم مصر" يوم الأربعاء الماضي، حيث أفتتح الحلقة عامل بسيط من مطعم في قلب القاهرة، وسيدة تبيع الخبز في الشارع.. جلس الإثنان على كرسي المذيع والمذيعة ورحبا بمشاهدي البرنامج وقدما نفسيهما "أنا أسمي الحاج محمدالشهير بشحته، وانا أسمي مبروكة، بنرحب بجمهور مصر في برنامج على أسم مصر". هذه اللحظة بالنسبة لي لحظة تاريخية ولقائي مع الحاج محمد ومبروكة في تاريخي المهني هو أهم لدي من لقائي مع بان كيمون الأمين العام للأمم المتحدة، وبرئيس وزراء بريطانيا توني بلير وبغيرهم من قادة ورؤساء. في الحلقة الأولى من "على أسم مصر" التقيت مع كثير من المصريين البسطاء في الشارع لمعرفة رأيهم في الأعلام، وقد ظهروا على الشاشة قبل لقائي رئيس وزراء مصر. هذه في رأيي لحظات فارقة وإعلان لميلاد مفهوم جديد لتليفزيون الدولة وليس الحكومة، تليفزيون الخدمة العامة للمواطن الذي يحترم ضيوفه من وزراء ومسؤولين ويساعدهم في الوصول للشارع، ويساعد المواطن في نقل همومه للحكومة وفي طرح أسئلته بجرأة ودون نفاق أو مسح جوخ.. تليفزيون يعامل المسؤول كمواطن ويعامل المواطن كصاحب حق. - كيف جاءت فكرة انتقالك إلى العمل بالتلفزيون المصري؟ فكرة عملي مع التليفزيون المصري تطورت بسرعة شديدة وبشكل مفاجيء . شركة ليو المنتجة للبرنامج اتصلت بي في الإسبوع السابق على إطلاق البرنامج، وفهمت منهم أنه تأخر في الظهور على الشاشة، وأن هناك بعض التحديات التي يطلبون مني مساعدتهم في التغلب عليها. سافرت من لندن للقاهرة، وقضيت يومين لمناقشة الفكرة، ووضع تصور للتغلب على العقبات التي تواجه إطلاق البرنامج، وانتهى لقائي مع السيد شريف الشناوي والسيد محمد عبد الوهاب بنهاية إيجابية واتفاق على رؤية متطورة للبرنامج من خلال عمل مشترك مع خبرات التليفزيون المصري. قررنا في نهاية لقائنا أن أحد أهم أهداف البرنامج هو دعم مجهودات العاملين في التليفزيون المصري من أجل إعادة ثقة المواطن في التليفزيون الوطني، وإعادة تعريف أهداف البرنامج ليصبح كما قالت الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام، برنامج المواطن المصري وليكون تليفزيون مصر خدمة للدولة، والشعب كما أخبرني رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب في لقائي معه. كما عقدت جلسات مطولة مع رئيس مجلس إدارة "هاندميد ستوديوز" لوضع تصور للتقارير التليفزيونية المصاحبة بحيث تكون عملاً بصريا ً ينقل صورة وإحساس المواطن في كافة أنحاء مصر، ويعكس همومه وقضاياه. خبرتي كمذيع في بي بي سي وكرئيس للمؤسسة لسنوات عديدة كانت مفيدة لأنها مؤسسة خدمة عامة تهدف لدعم جمهورها وليس للربح، وهدفي أن أنقل ما يناسب من هذه التجربة لجمهورنا وتليفزيوننا، وتطوير خدمة مهنية وإحترافية. - هل تعتبر نفسك بديلاً ل"ريهام السهلي" ،أو هل أنت راضٍ عن وصفك بأنك بديل لريهام السهلي؟ عندما وصلت القاهرة كان من المفترض أن أشارك الأستاذة ريهام في تقديم البرنامج ولكنها انسحبت بعد وصولى. وعموماً يشرفني أن أكون بديلا للأستاذة ريهام، ولأي صحفي أو إعلامي مصري تمنعه ظروفه من القيام بعمل وطني مثل المساهمة في إعادة تليفزيون مصر لأبناء مصر. وربما يعجب الكثيرون من أن يقرر إعلامي عاش خارج مصر معظم حياته، وله ارتباطات رسخها التواجد في لندن، أن يعود إلى بلده في ظرف أيام للمشاركة في برنامج على شاشتها الوطنية. بالنسبة لي لم أتردد. لقد صنعت أسمي خارج مصر، وساهمت في تطوير منظومتين إعلاميتين دوليتين. كما كنت الإعلامي العربي الوحيد الذي قدم تجارب متطورة في الإعلام التقليدي إذاعة وتليفزيون، وفي الأعلام الجديد مواقع، وخدمات رقمية، وتفاعلية على مستوى دولي. كما أنني ممارس للعمل الإعلامي قبل الإداري كمذيع وصحفي. ولكن المشاركة في تجربة مع التليفزيون المصري وحصولي على فرصة لنقل خبرات تعلمتها ونقلتها للعديدين بما يفيد مصر وإعلاميها وجمهورها؛ هو شرف ومهمة وطنية لا يمكن التردد في قبولها. - هل هناك إختلاف في برنامج "علي اسم مصر" مقارنة بما قدمته من برامج سابقه؟ بالتأكيد؛ "على أسم مصر" برنامج متنوع، أقدمه بالعامية المصرية لجمهور مصر وبذلك يختلف عن الطرح العربي من المحيط إلى الخليج الذي قدمته سابقاً؛ إضافة لهذا فهو برنامج توك شو أعمل على أن يكون مختلفاً عن كل ما قُدم من قبل بإدخال عناصر تقنية متطورة لخدمة الجمهور وبإدخال "السوشيال ميديا" كعنصر أساسي سيلاحظه الجمهورتدريجياً، وسيتحول إلى فقرة خاصة يشاهدونها بداية من الأسبوع المقبل. - هل هناك تحكمات من وزيرة الإعلام درية شرف الدين؟ إطلاقاً .التقيت بالدكتورة درية شرف الدين مرة واحدة يوم حواري مع رئيس الوزراء المصري المهندس ابراهيم محلب، ولم تضع أية قيود أو تفرض حدوداً لعملي. - وصلت إلى القنوات الفضائية قائمة من الجيش بأسماء ضيوف الخبراء والإستراتجيينلإستضافتهم.. فما رأيك في ذلك؟ لم أسمع بذلك، ولكن لا أرى ضيراً من أن تقوم أي هيئة في الدولة بعمل قائمة بأسماء ذوى الخبرات الذين يمكن الاستعانة بهم لتغطية الموضوعات المختلفة، وميزة ذلك هو مساعدة القنوات على الوصول للضيوف المناسبين والمعبرين عن وجهات النظر المتباينة، وتحقيق قدر من التنوع في العرض بدلاً من المجموعة المحدودة من الضيوف التي نشاهدها على كل القنوات. - وهل تعتبر ذلك تدخلا من الجيش في شؤون الإعلام؟ مساعدة القنوات بعرض أسماء ضيوف واقتراحات شيء جيد طالما أن المسألة ليست في إطار الفرض أو الإجبار من الدولة، أو هيئاتها. وأتمنى أن تقوم كل الهيئات بتقديم قوائم بأسماء من يمثلونها أو يقدمون وجهات نظر تشرح سياساتها.. أعتبر هذا مساهمة في تطوير الأداء عن طريق الوصول لطرح أكثر دقة لمختلف وجهات النظر.. المهم ألا تكون هذه محاولة لفرض ضيوف، وكما قلت لم أسمع بهذا الأمر، ولا أعلم مدى صحته كخبر، ولم تصلنى أية قوائم. - كيف تري الإعلام بعد 30 يونيو؟ لا أميل إلى التعميمات لكن إعلامنا بشكل عام يركز على السياسة الآنية، ويحتاج إلى قدر من التنوع والتوسع أكثر في عرض القضايا الإجتماعية. العالم واسع وفيه موضوعات أكثر بكثير مما نشغل الناس به. والطرح الذي أقدمه في "على أسم مصر"، يميل إلى محاولة تقديم حلولاً للمشاكل، وعمل طرح نقدي بناء يساعد المسؤولين ويبصرهم بإحتياجات المواطن. - هل تري أن هناك إعلاميون متحولون علي الساحة؟ هناك متحولون من كل مهنة وكل مجال. المسألة طبيعية ولا تقتصر على مصر أو على الإعلاميين. - ماذا يحتاج الإعلام المصري من أجل تطويره؟ يحتاج مزيدا من التدريب والمهنية وكثيراً من العمل لتوعية الجمهور بتقديم نماذج مختلفة من العمل الإعلامي، وقدر أكبر من التنوع في الطرح والآراء.