الصحيفة: مواقف أوباما الحذرة تجاه التحرك الروسي في أوكرانيا اختبار لمصداقية بلاده وتحدِ لسياسته الخارجية نشرت صحيفة «الإندبندنت»البريطانية افتتاحية تقول فيها إن أسلوب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحذر تجاه الأحداث الجارية جعل السياسة الخارجية للولايات المتحدة تتراجع، وعن أوكرانيا أضافت الصحيفة «لا بد من أن يمسك أوباما بزمام الأمور». وترى الصحيفة في مقالها الافتتاحي، اليوم الثلاثاء، أن مواقف الإدارة الأمريكية بقيادة أوباما تترك انطباعًا بأن أمريكا تتراجع عالميًا، ثم تنتقد مواقف أوباما تجاه الضم الفعلي الروسي لشبه جزيرة القرم، والتعدي على الأراضي الأوكرانية، وخاصة أن ذلك بمثابة أكبر تحدِ لسياسة أوباما الخارجية، واختبار لمصداقية بلاده. وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك بمثابة مؤشرات لتزايد الحرب الباردة والمواجهات التي سادت بين روسياوأمريكا منذ النصف الثاني من القرن ال20، فيتعين على أوباما أن يعكس كل تلك التصورات، فأوباما يفكر بتروي قبل أن يتصرف، على عكس سابقه، وذلك يحترم، فلا شك أن أوباما على اتخاذ القرارات الصعبة، على حد تعبيرها. وتابعت «لكن لا يزال الانطباع أن أمريكا تراجعت عالميًا تحت إدارة أوباما قائمًا، ذلك فضلاً عن تخفيض وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هاجل، لميزانية البنتاجون، مما يشير إلى تدني مستويات القوات النظامية للولايات المتحدة منذ دخولها الحرب العالمية»، بحسب افتتاحية الصحيفة. وأضافت «الإندبندنت»أنه ليس فقط الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الذي يشعر بأن الولاياتالمتحدة ليست بقوتها كما كانت في الماضي، بل الصين وأي منافس محتمل للولايات المتحدة، لكن في مواجهة الأزمة الأوكرانية لا يصح أن تقود أمريكا الأوضاع من الخلف؛ فبطبيعة الحال روسيا لديها مصالح فريدة من نوعها في أوكرانيا، التي تقع على مفترق خط الصدع بين الشرق والغرب، لكن هذا لا يعني أنه يمكن ببساطة ضم أجزاء من البلاد، فيجب على أوباما أن يعلن وبصوت عالِ عن خطة عمل في حالة عدم تراجع موسكو عن اتجاهاتها في أوكرانيا. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة: «التدخل العسكري الغربي في أوكرانيا خيار غير وارد، كما يعلم بوتين، لكن ليس هناك ضمانًا بأن روسيا لن تدفع الثمن، فطرد روسيا من مجموعة الدول الثمانية سيكون مجرد بداية، ومن المحتمل فرض عقوبات قاسية ضد الأفراد والمؤسسات الروسية من جانب واشنطن وحلفائها، ويتضح ذلك جليًا في انخفاض سعر صرف الروبل الروسي، والأهم من ذلك كله أن يدرك أوباما أنه متأخر فبل فوات الآوان».