«سجن الشركة»: الإعتصام مستمر للإسبوع العاشر .. والإدارة تقطع الكهرباء والمياه تغلق الأبواب على العمال فتحة في السور لتوصيل الأكل والمياه.. والمعتصمين: إحنا عايشين في «غربنيات جديد» «سجن جديد في الإسكندرية»، هكذا يبدو حال مقر شركة كارجيل الأمريكية للزيوت في الإسكندرية، فخلف جدران الشركة العالية وأبوابها المغلقة، يعتصم 76 عاملاً، منع الإدارة دخولهم وخروجهم، وتحيطهم بكاميرات المراقبة والأسلاك الشائكة، وتمنع زيارة أي وفود رسمية لمعرفة ماذا يحدث للعمال. عند زيارتك لبرج العرب بالاسكندرية يتبادر الى ذهنك شيئان استراحه المخلوع مبارك الذي كان يتخذه مقرا للتعافي قبل انتقاله الي استراحة شرم الشيخ .. وسجن "الغربنيات" حيث مقر احتجاز المعزول مرسي ولكن انضم اليهم سجن جديد او كما يطلق علية العمال "غربنيات كارجيل". حيث تحول جراج السيارات الخاص بالشركة الوطنيه للزيوت المملوكة لشركة كارجيل الامريكية الي سجن للمعتصمين داخله وتمنع الادارة دخول اي عامل اليه او الخروج وقامت الإدارة باضافه أسلاك شائكة إلى السور، بينما فتح العمال «فتحة» في الأسلاك، لتقوم الإدارة بتركيب كاميرات مراقبة لمتابعة «الفتحة» على مدار الساعة. ورغم إجراءات «سجن الشركة»، تمكنت «الوادي» من دخول المكان، ولقاء العمال. يقول العمال المعتصمين والبالغ عددهم 76 عامل:«الإدارة تمنع أي زائر لنا حتى وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان تم منعه من الدخول من البوابة الرئيسية»، ويضيف العمال "اضطرينا نفتح فتحة في السور زي شباك الزيارة في السجن عشان نتواصل مع اهلنا.. وطبعا تحت مراقبه الإدارة»، إلا أن الإدارة نصبت كاميرات مراقبة لمراقبة الفتحة. داخل الاعتصام يعيش العمال ظروفاً قاسية، وأول ما يلفت انتباهك داخل الشركة هو «جراكن» المياه التي يحرص عليها العمال. يقول ناصر عبد القادر(39سنة)، أحد العمال المعتصمين:«قطعوا عننا الكهرباء والميه وتم قطع الكهرباء والمياه عن الاعتصام فنقوم عبر "الفتحة" بمساعدة ذوينا بملئ "الجراكن" كل فترة، كي لا نموت عطشاً». أما المبيت فيقول اشرف فاروق "قمنا في بداية الاعتصام – قبل أن تحاصرنا الإدارة- بإدخال بعض البطاطين داخل الكرفانات لنبيت فيها». ويضيف اشرف:«خصصنا أماكن للصلاة، لأن الإدارة تحاصرنا في جراج المصنع، كما خصصنا أماكن أخرى لدورات المياه ، والمطبخ، وأطلقنا على الجراج اسم "غربنيات كارجيل». ويقول احمد شلبي -احد العمال المعتصمين" أنا مريض بالكبد ولا استطيع الخروج لاستكمال العلاج ومعنا بعض المعتصمين من ذوي الاحتياجات الخاصة، كانوا يبيتون معنا في ليالي الاعتصام الاولي لكننا طلبنا منهم الخروج خوفا عليهم». فتحي جاد الله، والد أحد العمال المعتصمين، فيقول للوادي، من أمام فتحة السور«أنا حاسس إن ابني مسجون .. انا بقيت بنام علي الأرض عشان ابقي زيه.. ابني هو العائل الوحيد لنا». ويضيف عم فتحي:«معظم أهالي العمال من إسكندرية وكفر الدوار ولا نستطيع الحضور يوميا، ونقوم بتجميع أنفسنا في يوم نتفق عليه ونزور المصنع كأننا نزور السجن، إحنا بنشيل العيال الصغيرة لحد الفتحة، عشان يشوفهم أهلهم المحبوسين جوا». ويحكي عم فتحي اول زيارة عبر الفتحة " في بداية الاعتصام كنا بنجيب أكل لعيالنا في حلل وأول يوم حاصروا المصنع وأضطرينا نتعامل مع الفتحة ملقيناش حل غير إننا نقلب الاكل في اكياس عشان نعرف نعديه للناس بدل ما يموتوا من الجوع». ويقول علاء عبد العليم رئيس النقابة المستقلة للعاملين إن:«طارق شعلان مدير اصول الشركة في اول اجتماع له بالعمال في شهر 7 الماضي قال إن الحكومة بصدد إصدار قوانين تقيد الحريات النقابية ومش حيبقي فيه نقابه مستقلة ولا حاجه». مضيفا أن الإدارة «قامت بفصل دفعه من العمال قبل يوم من الاستفتاء علي الدستور ودفعه أخري يوم إعلان النتيجة، وأضاف بان الإدارة ردت علي الاعتصام بتشغيل المصنع عبر عمال غير متعاقدين " من الباطن" مشيرا إلى تحرير أكثر من 41 مخالفة من قبل مديرية القوي العاملة تخص عدم اطلاع القوى العاملة علي الميزانية و عدم وجود معلومات عن العمال لديها وتشغيلهم دون التأمين عليهم». ابتكر العمال وسيلة جديدة لشحذ هممهم، حيث يطلقوت آلات التنبية في سيارات الشركة، لرفع الروح المعنوية، ويهتفون «يا ادارة احنا هنا ومش حنمشي».