الزيارة كانت مقررة يوم 18.. وأشرقت شمس يوم 23ولم يأت الوفد.. واضح أنهم زاروا رئيس المباحث والمأمور ليطمئنوا أننا لا نعذبهم فجأة إدارة السجن أحضرت الملابس والأغطية لنا ومنحتنا نصف ساعة للزيارة بدلا من 4 دقائق وجاء طبيب السجن للسؤال عنا والكشف علينا سألت الطبيب عن سبب تغير المعاملة فقال: زيارة مفاجأة لحقوق الإنسان بكرة.. فرددت: مفاجأة.. وانتو اتفاجئتوا وفي نفس الوقت عارفين؟! روى أحمد جمال زيادة، أحد المعتقلين بسجن أبو زعبل، شهادته عن الأوضاع من داخل محبسه، مؤكدا أنهم تعرضوا للتعذيب والإهانة وسوء المعاملة طوال شهرين داخل السجن، وقبله خلال احتجازهم في قسم مدينة نصر ومعسكر السلام وسجن أبو زعبل. وقال الشاب، في شهادة نشرتها حركة 6 إبريل بالإسكندرية، إن المعاملة داخل السجن تحسنت بشكل مفاجئ قبيل زيارة مفاجئة لوفد لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن إدارة السجن أحضرت الملابس والأغطية لهم، ومنحتهم نصف ساعة للزيارة بدلا من 4 دقائق كانوا يسمحون بها من قبل، فيما قدم طبيب السجن للسؤال عن صحتهم والكشف عليهم. نص الشهادة التى نشرتها 6 ابريل أتممت 60 يوماً داخل سجن أبو زعبل، بعد أن تم تعذيبنا الجسدي والنفسي داخل قسم ثاني مدينة نصر، وبعد أن تم تعذيبنا مجدداً في معسكر السلام والنوم علي البلاط داخل المعسكر لمدة 4 أيام وبعد تلفيق الأحراز لنا أمام أعيننا ومن يعترض يتم تعذيبه، بعد كل هذا وضعونا في سجن أبو زعبل. لم نستلم سوي عدد 2 بطانية واحدة نفرشها علي البلاط والآخري ندفئ نفسنا فيها محاولين إقناع أنفسنا بأننا نشعر بالدفء !! – الطعام عبارة عن عدد 2 رغيف عيش وقطعة حلاوة وأرز طوال اليوم وممنوع دخول المخبوزات والمعلبات التي تأتي في زيارة الأهالي كل 8 أيام. عندما يأتي أهالينا لزيارتنا ينتظرون خارج أسوار السجن لأكثر من 8 ساعات حتى يرونا لمدة 5 دقائق فقط !! المخبرون يقرأون أي رسالة تم إرسالها لنا من أقاربنا وأصدقائنا لا أعرف السبب !! وعند تفتيش الطعام الذي جاء في الزيارة يأكل المخبرين نصف الطعام وينهشونه ككلاب مسعورة لم تري الطعام منذ فترة !! والمياه تقطع فترات طويلة جداً. 60 يوماً ولم يتم فتح الزنازين لنا حتي نتريض كما يسمح لنا القانون !! لا تفتح الزنزانة إلا عند استلام الطعام وعندما يشعر أحد من الضباط بالملل فيدخل الزنزانة ويأمرنا بأن نتجرد من ملابسنا بدعوي التفتيش ويأخذون كل الملابس الشتوية التي يمكننا الاحتماء فيها من برد الشتاء القاسي. وفجأة في يوم 16-2- 2014 تم فتح الزنازين لمدة معقولة..وبعدها جائنا شخص أعتقد أنه ذو منصب كبير في الداخلية وسألنا عن احتياجاتنا فقلنا له لا نملك سوي 2 بطانية.. فأمر بإحضار البطاطين !! فاستجابوا..وإحضار الملابس فاستجابوا،في نفس اليوم ولأول مرة يسألنا الأطباء حد تعبان؟! مع العلم أني كتبت من قبل عن حالة وفاة بسبب الإهمال.. فالمريض يتوجع لمدة 6 ساعات وأكثر ونحن نصرخ ونستغيث والمخبر يأمرنا بالسكوت لأننا أولاد عاهرة علي حد قوله فإذا بروح المعتقل تصعد إلي السماء ويأتي المسعفون بعد موته بساعة !! سألت الطبيب : إيه الاهتمام المفاجئ ده يا دكتور؟! أجاب : يومين بالظبط وكل حاجة هترجع زي الأول، سألت : ليه؟! أجاب : أصل. زيارة مفاجأة لحقوق الإنسان بكرة !! أنا : مفاجأة !! وانتو اتفاجئتوا وفي نفس الوقت عارفين ؟! في نفس اليوم لم تقطع المياه طوال اليوم!! .. الطعام بدا طعاماً يمكن تناوله أي طعام للبني آدمين بعد أن كانت الحيوانات لا تستطيع أن تأكله من رائحته العفنة !! الزيارة في يومي 16 و 17 أصبحت نصف ساعة بعد أن كانت 4 دقائق !! ياللعجب !! إنهم يخشون حقوق الإنسان ولا يخشون الله !! يحترمون الرأي العالمي أكثر مما يحترمون الإنسانية !! أشعر الآن أني في أجواء انتخابية فلولية.. فبالتأكيد بعد انتهاء الزيارة سيعود كل شيء كما كان.. الإهانة والتعذيب النفسي والتجريد من الملابس وبالتأكيد سيسحبون البطاطين لأنها ثمينة ولا نستحقها وسيقطعون المياه الغير صالحة أصلاً للشرب وسيزورنا أهالينا لمدة 4 دقائق كل 8 أيام أو أكثر.. ولن يسألنا الطبيب عن صحتنا !! سيعود كل شيء أسوأ مما كان.. أما نحن شباب الثورة المعتقلين فسنعود أيضاً لنشعل الثورة التي يحاولون إجهاضها..لن نهدأ حتي تنتصر الثورة علي السفاحين والفاسدين..سنعود لننتصر أو نموت داخل المعتقلات..لا يهم أن نموت طالما نسير علي الحق !! ملحوظة: أشرقت شمس يوم 23-2 ولم تأت حقوق الإنسان حتى الآن..واضح أنها كانت تريد زيارة رئيس المباحث ومأمور السجن ليطمئنوا علي أحوالهما وليتأكدوا أننا لا نعذب المأمور ورئيس المباحث..فيهم الخير والله!