التقى رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور، اليوم الخميس، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة بالسيد سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان الأسبق، وزعيم تيار المستقبل اللبناني. وصرح المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية السفير إيهاب بدوي، بأن الحريري حرص خلال اللقاء على تقديم التهنئة للرئيس على إنجاز الاستحقاق الأول من خارطة المستقبل والمتمثل في الاستفتاء على الدستور، متمنيًا لمصر النجاح في بلورة واستكمال كافة استحقاقاتها، فضلا عن التعرف عن قرب على الرؤية المصرية إزاء قضايا المنطقة. وقد استهل الرئيس اللقاء بالإعراب لضيفه اللبناني عن خالص تعازيه في ضحايا تفجيري بيروت الأخيرين متمنيًا للبنان، دولةً وشعبًا، الأمن والاستقرار والرخاء، وأن يكون النجاح في التوصل إلى توافق بشأن تشكيل الحكومة الجديدة مؤخرًا، خطوة على سبيل تحقيق ذلك؛ إعلاءً للمصلحة الوطنية، وبما يجنب لبنان مخاطر الانزلاق في الصراعات الإقليمية الدائرة، مؤكدًا دعم مصر الكامل للدولة لبنان الموحدة ممثلةً في مؤسساتها الدستورية ودعمها للحوار بين كافة الأطراف السياسية اللبنانية. وقال منصور «لن ننسى حلم صديق مصر رفيق الحريري في بناء لبنان قوى ومتقدم يحظى فيه كل مواطن بحقوقه كاملة، بصرف النظر عن طائفته أو مذهبه، ونحرص على دعم هذا المنطق في لبنان والمنطقة». وأوضح أن مصر تتابع عن كثب أعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي بدأت عملها في لاهاي يوم 16 يناير الماضي، وتأمل أن توفق في إرساء العدالة والتوصل إلى نتائج بشأن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري. وعلى صعيد الأزمة السورية، أكد الرئيس أن مصر ساندت الثورة السورية منذ بدايتها، وأن مصر نفسها في حالة ثورة منذ ثلاث سنوات، إلا أن هذا الدعم المصري لا ينسحب على ما تحولت إليه بعض مكونات المعارضة والثورة من تطرف وتشدد يُمثلان خطرًا على سورياولبنان والمنطقة بأسرها، ومن ثم فإننا نُشجع الحل السياسي في سوريا، ولكن ليس على حساب التطلعات المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية والعدالة ولا على حساب وحدة الأراضي السورية. من جانبه، أكد الحريري دور مصر الاستراتيجي في المنطقة، حيث لا يمكن تصور مستقبل المنطقة العربية دونها، واصفًا إياها بأنها «بوصلة العالم العربي». وأوضح أن القاهرة تمثل صوت العقل والاعتدال، وأن لبنان يتطلع إلى عودتها لممارسة دورها الرائد في المنطقة بعد ثورتيها المجيدتين، متمنيًا ازدهار العلاقات المصرية – العربية بوجه عام، والعلاقات المصرية – اللبنانية على وجه الخصوص.