حماس وفتح ... لمن تنحاز جماعة الإخوان المسلمين بعد فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئيس مصر ، هل يجعل مصر تميل ناحية كفة "حماس" وهل إذا انحازت ل"حماس" هل تدفع مصر ثمن هذا الإنحياز أم ستنحاز الجماعة والرئيس للقضية الفلسطينية كما تقول وتقف على مسافة واحدة من الجميع. الدكتور عبد العليم محمد مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام يشير إلى قوة العلاقة بين الاخوان وحركة حماس بل أن تلك الحركة قد يمكن أن تكون ولدت من رحم الاخوان المسلمين ، وأضاف بأنه عبارة عن تنظيم واحد جزء منه في فلسطين والاخر في مصر وأوضح انه هناك خطورة تكمن في الطريقة التي يعمل بها كلا التنظيمين فاذا أخذوا في اعتبارهم مصالح مصر وفلسطين بقدر معقول حينئذ لن يكون هناك مشكلات أو عقبات اما لو لم يتم التعامل بهذا الخوف علي البلدين فسيكون هناك مشاكل عديدة قد تؤثر على الأمن القومي المصري. ويري عبد المنعم سعيد الرئيس السابق لمجلس ادارة مؤسسة الاهرام ان جماعة الاخوان وحركة حماس متماثلان وتمثلان جزء من حركة واحدة وهناك ربط فكري بينمها والدليل على ذلك تنظيم حماس قبل الحرب الاسرائيلية علي غزة مهرجان في ذكرى تأسيسها إحتشد فيه الالاف الذين قاموا بأداء قسم الولاء للإخوان المسلمين. وتابع "سعيد" بأنها ليست مصادفة أن تلقي حركة حماس تأييداً في الاوساط الاخوانية أما عن علاقة الاثنين بالنظام المصري فهي علاقة تناقض على المستوي الفكري والموقف الوطني فالقضية لدي حماس والاخوان تكمن في تحرير كل أراضي فلسطينالمحتلة اما في النظام فهو مهتم في الأساس بفكرة الدولة المصرية ثم تأتي قضية فلسطين. واختتم أنه بعد أن أصبح الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية فهو لن يستطيع تقديم شيء مبالغ فيه لحماس لان تلك المسؤلية تقع على عاتق المخابرات المصرية والرئيس لن يتحكم بها. ومن جانبه قال المتخصص بشأن فلسطين هاني المصري أن هناك متغيرات في مصر يجب أخذها في الاعتبار قبل الحديث عن علاقة مصر بقطاع غزة وأضاف أن القرار لم يعد بيد شخص وأن أي رئيس محكوم بثوابت لا يمكن الخروج عنها منها الامن القومي ومصالح مصر والعالاقات الدبلوماسية. ويرى أن "حماس" متفائلة بصعود مرشح الاخوان وتوليه منصب رئيس الجمهورية وارجع السبب إلى "وهم" حماس بإمداد الاخوان كل يد العون من سلاح ومال ، واستطرد أنه لن يحدث ذلك بسبب الاعباء الاقتصادية والامنية والاجتماعية وملفات الفساد والمشاكل الداخلية والمتراكمة عليه. كما توقع ان يضغط الرئيس محمد مرسي علي حركة حماس لتكون أكثر اعتدالاً وانفتاحاً كي لا تكون عقبة لتحقيق أهداف الاخوان. وأكد محمود عبد الرحيم المحلل السياسي أن مصر لازالت تتمتع بسيادتها واستقرار كيانها والذي لن يتحكم به فصيل معين لمجرد أنهم ينتمون لحركة معينة أو حزب معين وأرجع الامر إلى تحكم المجلس العسكري بكل صغيرة وكبيرة في شئون البلاد والتزامهم تجاه أمريكا بعدم إلغاء كامب ديفيد وعدم التصعيد تجاه إسرائيل. واوضح أن العداء بين حماس وفتح في نظام مبارك بسبب تبنيه وجهة النظر الاسرائيلية وهو ما سبب عداء بينهما وبين مصر. وأما الدكتور سيد عبد الستار خبير العلاقات الدولية فأكد على أنه لا تعارض بين التنظيمين ومصلحة مصر لأن حركة حماس تنتهج منهج الاخوان ويري أن حركة حماس ليست جزءا من الاخوان المسلمين وكل العلاقة بينهما تنحصر في إمدادهم بالمعونات والاغاثة كما تتلقي من الدول الاخري. وأشار إلى أن علاقة حماس بالمخابرات المصرية قد تكون أقوي من علاقة حماس بالاخوان المسلمين وذلك لان المخابرات المصرية هي من تسمح بالإمداد بتلك الاغاثات وتوصلها إليهم، وأكد على أن القانون الدولي سيضع حدوداً الفترة القادمة لكل العلاقات المصرية الخارجية حتى يلتزم بها الجميع ووتلافي أي لبث أو اخطاء في التعاملات بيننا. وأشار إلى استماعه لتصريح محمود الزهار بسعادته برئاسة محمد مرسي لجمهورية مصر العربية مشيراً إلى أنه انتصاراً لثورة يناير واستطرد أنه بهذا التصريح ربما وأن يكون في باطنه ارادة لتحالف اخواني حماسي ولكن هذا لن يحدث، لكن الذي سيحدث هو تنظيم للعلاقة مع منظمة التحرير الفلسطينية عموما وفتح خصوصا وسيعمل الرئيس علي تقريب العلاقة بين فتح وحماس ومصر. وشكك "عبد الستار" في وصول البعض إلى تغيير هوية مصر لتأييدها قتل المدنين واستبعد تماما أن تؤيد مصر قتل اسرائيلي واحد الا في حالة الجهاد العسكري في غزة.