مظاهرات ووقفات احتجاجية بالقدسورام الله بعد سجن عمر سعد لرفضه التجنيد.. وصحيفة عبرية: انفجارات بركانية محدودة محام «الحراك الشبابي»: مؤتمر هرتسليا للأمن القومي أفاد أن نحو 51% من الدروز تهرّبوا من الجيش الصهيوني «الدروز يقاومون التجنيد الإجباري بجيش الاحتلال الصهيوني من جديد»، لافتة عادت للظهور بكثافة خلال الأيام الماضية؛ بخاصة بعد عودة «الحراك الشبابي» إقامة فعالياته ضد التجنيد الإجباري، عقب تسليم الفلسطيني من أصول درزية الفنان عمر سعد نفسه للسجن بدلا من الخدمة في جيش الاحتلال؛ حيث حكم عليه ب20 يومًا تم تمديدها لمدة مماثلة. كان الفنان الفلسطيني ابن بلدة المغار في الجليل المحتل (داخل الخط الأخضر)، سبق وأن رفض الخدمة العسكرية في دولة المحتل، بعد تسلمه طلباً في أكتوبر 2012 من قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي بضرورة الالتزام بالخدمة الإجبارية، معلنًا: «كيف أحمل السلاح ضد إخوتي وأبناء شعبي؟ كيف يمكن أن أكون جندياً على حاجز قلنديا أو أي حاجز احتلالي آخر وأنا مَن جرّب ظلم الحواجز؟ كيف أمنع ابن رام الله من زيارة القدس مدينته؟ كيف أحرس جدار الفصل العنصري؟ كيف أكون سجَّاناً لأبناء شعبي وأنا أعرف أنّ غالبية المسجونين هم أسرى وطلاب حق وحرية؟». ومع مطلع الشهر الجاري، نظم الحراك الشبابي مظاهرة رافضة للخدمة الإجبارية أمام معتقل «عتليت»، لدعم الشباب الرافض للخدمة العسكرية، مطالبين بإسقاط الخدمة الإجبارية، ووقف كافة أشكال طمس الهوية والتجهيل والذي تمارسه المؤسسة الإسرائيلية لأجل تفريغ الشباب الدرزي من كل وعي وبعد قومي ووطني، حد اللافتات التي رفعها شباب الحراك. فيما شهدت مدينة القدس مظاهرة شارك فيها ناشطون وعازفون رفعوا شعارات «لا لتجنيد صديقي ضدي، تحرير فلسطين يبدأ بتحرير دروز فلسطين من التجنيد الإجباري». وتجاهلت المؤسسات الإعلامية الفلسطينية الرسمية الحدث، فباستثناء المواقع الإخبارية المستقلة وموقع «عرب 48»، لم تنشر أي وسيلة إعلامية رسمية خبرًا عن الوقفات الاحتجاجية، أبرزها ما قام به عدد من طلاب معهد إدوارد سعيد للموسيقى بتنظيم وقفة في ميدان «الشهيد ياسر عرفات» وسط مدينة رام الله. ومنذ يومين، وبعد أن حصل «سعد» على إجازة مؤقتة من السجن العسكري رقم 6 في عتليت قام وفد من لجنة المبادرة العربية الدرزية، بزيارة تضامنية له في بيته في المغار، معلنًا عن أنه «لا تراجع عن تحقيق الهدف، والثبات على موقف رفض هذه الخدمة متوفر وحتى بلوغ الهدف، ألا وهو الحصول على التحرر من هذا الظلم، إذ كيف يجوز أن أخدم في جيش الاحتلال الذي يقمع ويقتل ويهدم ويشرد شعبي العربي الفلسطيني، هذا التجنيد مفروض ومرفوض جملة وتفصيلاً». من جانبها، تساءلت الصحيفة العبرية «هآرتس»: «هل رفضُ الدروز للخدمة الإجبارية قَفزة نوعية؟»، مشيرة إلى أن الضجة التي أثارها موقف سعد تبشِّر ببداية موجة احتجاج من قبل هؤلاء الذين يشعرون أن إسرائيل عزلتهم عن أخوتهم العرب، واستدرك تقرير الصحيفة «لا يبدو في الأفق ظهور احتجاج درزيٍّ منظَّم قد يصل إلى الغليان، ولكن من حين لآخر تُسجّل انفجارات بركانية محدودة». بخطوات التصعيد الأخيرة، لا يقاوم الدروز فقط التجنيد الإجباري، وإنما يحاولون محو ما تعلق بالذاكرة الفلسطينية من تهم الخيانة التي لا حقت الطائفة منذ نشأة الكيان الصهيوني، بخاصة وأن إسرائيل تحاول أن تصور للعرب أنها تتعامل مع الدروز بطريقة أفضل من شركاء وطنهم. فيما رفض محامي الحراك الشبابي يامن زيدان ادعاءات إسرائيل المشيرة إلى أن حوالي 82% من الدروز خدموا في الجيش، بشكل فاق خدمة اليهود والبالغ نسبتها 74%، مشيرًا في تصريحات صحفية إلى أن مؤتمر هرتسليا للأمن القومي أفاد أن نحو 51% من الدروز تهرّبوا من الجيش، وهي مسألة بدأت منذ العام 1956.