ذكرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن الإعلام الأجنبي العالمي يبدي في الفترة الأخيرة اهتماما كبيراً في اقتراحات ومخططات "تقسيم المسجد الأقصى" من قبل أعضاء كنيست وسياسيين إسرائيليين، وكذلك في ظل تصاعد اقتحامات المستوطنين والجماعات اليهودية للمسجد الأقصى وأداء بعض الصلوات والشعائر الدينية اليهودية فيه. وقالت المؤسسة في بيان لها اليوم الخميس، إن بعض الصحف العالمية أفردت تقارير ومقالات في هذا الإطار مثل صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية و"الجارديان" و"التايمز" اللندنية، فيما أشارت أغلب هذه الصحف إلى أن الأمر قد يؤدي إلى ردود أفعال إسلامية عربية فلسطينية واسعة. وأضافت المؤسسة أن القناة العاشرة الإسرائيلية بثت قبل أيام تقريرا تليفزيونيا يتحدث عن التجهيزات والفعاليات النشطة والمخططات التفصيلية لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الاقصى، ومن ضمن ذلك تصاعد عمليات اقتحام المسجد الأقصى وانتهاك حرمته وتدنيسه على أكثر من صعيد، وحذّر التقرير من ردود أفعال مليار ونصف مليار مسلم في العالم. وأفادت المؤسسة بأن وكالة الأنباء العالمية "أسوشيتد برس" أعدت مؤخرا تقريرا مفصلاً عن مخططات تقسيم الأقصى، مشيرة إلى وصول هذه المقترحات إلى المستويات الرسمية الإسرائيلية، وأن هناك اتساعاً في رقعة المؤيدين لاقتحام الإسرائيليين للأقصى وأداء الصلوات اليهودية فيه، من قبل تيارات دينية يهودية ومن قبل الحكومة الإسرائيلية ومشرّعين يعملون على إنهاء حظر الصلوات اليهودية في الأقصى، وأوردت الوكالة نقلا عن مصادر إسرائيلية أن نحو 8000 إسرائيلي اقتحم الأقصى خلال العام 2013، مقارنة ب 5700 في العام 2009. وفي تقرير نشرته "الجارديان" البريطانية أوردت نشاط كل من عضو الكنيست ميري ريجيب، رئيس لجنة الداخلية في الكنيست، وموشيه فيجلين، نائب رئيس الكنيست، في سعيهما لإقرار اداء الصلوات اليهودية في الأقصى، وأشارت الصحيفة إلى تصريحات وزير الإسكان الاسرائيلي أوري أريئيل التي دعا فيها إلى بناء الهيكل المزعوم. أما صحيفة "واشنطن بوست" فنشرت مقالاً بعنوان "نشطاء يهود يسعون لإقامة صلواتهم في المسجد الأقصى"، قالت فيه إن النشطاء اليهود يضعون نصب أعينهم جبل الهيكل في القدس، وهو المكان الخاص بالمسجد الأقصى، الأمر الذي يثير التأهب في العالم الإسلامي، وأوضحت الصحيفة أن مجموعة صغيرة لكن متزايدة من النشطاء اليهود يطالبون بحق الصلاة في المسجد الاقصى، وهو ما يخلق صراعا قابلا للانفجار مع العالم الإسلامي، مضيفة أن كل أسبوع، يصعد مئات من اليهود المنحدر الخشبي الصدئ المبني فوق الحائط الغربي "حائط البراق"، ويهمسون بصلوات ممنوعة بينما يتظاهرون بالحديث في هواتفهم المحمولة. وتتابع الصحيفة "يتم الآن مناقشة مقترحاتهم، في البرلمان الإسرائيلي مدعومة من جناح التوسعيين في الائتلاف الحاكم في إسرائيل بقيادة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتيناهو". ونقلت الصحيفة عن أفيعاد فيسولي، رئيس منظمات جبل الهيكل، التي تزعم أن هناك 27 جماعة تحت مظلتها قوله "إننا نبحث عن تقسيمه بين اليهود والمسلمين.. اليوم يدرك اليهود أن الحائط الغربي ليس كافيا، ويريدون الدخول إلى الشيء الحقيقي". ولفتت الصحيفة إلى أن أي ذكر للتغيير في الوضع الحالي للموقع الخاص بالمسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين، يمثل بالنسبة للفلسطينيين والعالم الإسلامي تحريضا شديدا، فقد كانت حماية الأقصى هي الصرخة التي ظلت تجمعهم أجيالا. أما صحيفة "التايمز" البريطانية، أشارت في مقال نشرته مؤخرا بعنوان "بوادر انتفاضة جديدة تلوح في الأفق حول حق الصلاة في الأقصى"، إلى أن "الحملة التي يقوم بها اليهود للصلاة في المسجد الأقصى تثير موجة من الاستياء في أوساط المسلمين، إذ يعتبر المسجد الأقصى بالنسبة لهم أول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في الإسلام"، مضيفةً أن "هذه المجموعة اليهودية التي تطالب بحق الصلاة في المسجد الأقصى أسوة بالمسلمين ليست إلا جزءاً متواضعاً من حركة يهودية تطالب بحق اليهود بالصلاة في المسجد الأقصى أو ما يسمونه اليهود بجبل الهيكل". وأوضحت مؤسسة الأقصى أن نشر مثل هذه التقارير المتتالية في وسائل إعلام عالمية يشير إلى خطورة الوضع في المسجد الأقصى، التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، ومما لا شك فيه أن هذه التقارير تشير إلى مستوى من القلق الأوروبي والعالمي إزاء المستجدات والأحداث ومجريات الأمور في المسجد الأقصى ومحيطه وممارسات الاحتلال الاسرائيلي.