دعت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في بيان لها اليوم الأحد الأمة الإسلامية إلى ضرورة تحركها العاجل إلى إنقاذ المسجد الأقصى من الاحتلال الاسرائيلي وأذرعه. وأوضحت أن المسجد الأقصى يمر بمرحلة مصيرية ومفصلية، في ظل تزايد الدعوات إلى هدمه وبناء الهيكل المزعوم، بل إن الأمر وصل إلى وجود خرائط ومخططات تفصيلية وتجهيز أدوات لبناء الهيكل الثالث المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى. وقالت: "إنّ نشر القناة الاسرائيلية الثانية تقريرًا تلفزيونيًّا مساء أمس السبت حول مرحلية بناء الهيكل المزعوم والخطوات المتدرجة إلى ذلك، ووجود خرائط ومخططات تفصيلية جاهزة لبناء الهيكل المزعوم، بالإضافة إلى تحضير أدوات الهيكل في أماكن متعددة لنقلها مباشرة إلى المسجد الأقصى؛ تنفيذًا لبناء الهيكل الثالث المزعوم، تدل على وصول المسجد الأقصى إلى مرحلة الخطر الشديد، الأمر الذي يستوجب ويستدعي إلى عمل جاد وفوري لإنقاذه من الاحتلال الاسرائيلي. وأكدت أن نشر مثل هذا التقرير التلفزيوني بعد يومين من اقتحام مجموعة من الصحفيين والإعلاميين الاسرائليين للمسجد الأقصى، ونشر عدد من المقالات والتقارير الصحفية، في السياق نفسه، يؤكد أن الاحتلال الاسرائيلي يخطط ويهيىء لاعتداء كبير على المسجد الأقصى، وما هذه الهجمة الإعلامية الاسرائيلية إلاّ جزء من تحضير الرأي العام المحلي والعالمي لأمر جلل. ويظهر التقرير التلفزيوني الذي أعده مراسل التلفزيون الاسرائيلي في القناة الثانية، الذي تسلل الى المسجد الأقصى قبل أيام بحراسة قوات الاحتلال وبمشاركة عدد من المستوطنين والجماعات اليهودية، حيث أظهر التقرير "صلوات يهودية" و"شعائر تلمودية" تقام في أكثر من مكان في المسجد الأقصى. ويظهر التقرير توثيقًا الى وجود خرائط ومخططات تفصيلية أعدها المخطط "جدعون حرلب" - وهو الذي تولى تخطيط خرائط مخطط زاموش قيدم يروشلايم الذي كشف عنه الشيخ رائد صلاح عام 2007 -رهن الاشارة لبناء الهيكل الثالث المزعوم على أنقاض الأقصى، بالتزامن مع بناء مذبح القرابين من حجارة البحر الميت، وأدوات أخرى في بعض المستوطنات، وتجهيز أغلبها ووضعها في مكان قريب على بعد أمتار من المسجد الأقصى- وتحديدًا في "معهد الهيكل"-، لنقلها جميعا على وجه السرعة في " ساعة الصفر" لبناء الهيكل المزعوم. ويشير التقرير أيضًا الى تعاظم وتصعيد ملف اقتحامات المسجد الاقصى وتنوعها، من خلال مجموعات ضغط فاعلة ومنظمة، تعمل على جعل قضية "صلاة اليهود" فيه قضية جماهيرية عامة من كل قطاعات المجتمع الاسرائيلي الرسمي والشعبي، وهؤلاء بحسب التقرير نجحوا في إقناع الكثير من أعضاء الكنيست ووزراء وقيادات اسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى في الأشهر الأخيرة، ومن ضمن التحضيرات لبناء الهيكل بحسب التقرير أقامة القطار الخفيف والقطار الهوائي والأنفاق الارضية. كما ويشير التقرير إلى تصريحات لمختصين اسرائيليين يؤكدون وجود 12 منظمة اسرائيلية مختلفة تعمل على بناء الهيكل المزعوم، وتدعو إلى هدم الأقصى، منها ما هو مدعوم من الحكومة الاسرائيلية، مضيفًا أن هناك تعاظم في الفتاوى الدينية اليهودية التي تجيز وتدعو الى اقتحام الاقصى وإقامة "الصلوات والشعائر" اليهودية فيه، ويظهر التقرير بأن من أهداف الجماعات والمنظمات اليهودية فرض وجود يومي للمستوطنين والجماعات اليهودية باختلاف أنواعها في المسجد الأقصى، في مرحلة ل "تعويد" العالم الإسلامي على الوجود اليهودي اليومي- بحسب أقوالهم-، في حين يؤكد قائد سابق شرطة الاحتلال في منطقة القدس خلال التقرير: "إن تعويد العالم الإسلامي على مشهد الصلوات اليهودية العلنية فيه، أمر مستحيل، بل إنه من المؤكد سيجرّ إلى ردود أفعال إسلامية قوية نعرف كيف تبدأ ولكن لا يمكن معرفة كيف ستنتهي". في الوقت نفسه يشير التقرير إلى أن هناك رفضًا اسلاميًّا ميدانيًّا واضحًا لأي اقتحام وتدنيس للمسجد الأقصى، وتعالي الاحتجاجات والتكبيرات عند انتهاك حرمته ويظهر بشكل واضح أن حراس المسجد والمصلين وطلاب مصاطب العلم هم في مقدمة الرفض لكل انتهاك لحرمة الأقصى، بل ان حراسه يؤكدون أنه حق خالص للمسلمين، وللمسلمين فقط. يذكر أن الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني و"مؤسسة الأقصى" كشفت بالخرائط والوثائق أكثر من مرة مخططات لإقامة أسطورة الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى، وحذرت من ذلك، بالإضافة إلى تحذيرها من تصاعد اقتحامات المسجد الأقصى وإقامة شعائر توراتية وتلمودية فيه، كمرحلة من مراحل محاولة فرض تقسيم المسجد الأقصى، ومرحلة من مراحل بناء الهيكل المزعوم.