"أحنا لما بدأنا كان كل اللي في دماغنا أننا نخلق عالم موازي بعيد عن عفن الواقع خاصتاً أننا في الصعيد مهمشين تماماً عن العالم الثقافي في العاصمة, ولا علاقة لنا بكل اللي بيحصل في المدن الكبيرة زي القاهرة واسكندرية, أحنا وراء خط الثقافة.. أحنا خارج دايرة الضوء." هكذا بدأ بيتر إبراهيم كلماته عندما سألته عن كيف بدأت مجموعة شباب "صالون ملوي الثقافي " بالمنيا, هؤلاء الشباب اللذين خرجوا من نسيج الصعيد ليخرجوا بمجموعة تعمل على نشر الثقافة في القرى والنجوع من خلال صالون ثقافي يعملون فيه على نشر الوعي بالعمل الثقافي بين شباب الصعيد, ومنذ أيام قليلة أحتفل الصالون بمرور عام على تأسيسه بأصدار كتاب أبداعي يجمع مجموعة من كتابات شباب الصعيد وأعضاء الصالون وأحتفالية تضم معرض لتبادل الكتب المستعملة وبعض الورش الفنية كالفوتوغرافيا والكتابة الأدبية. وعندما بدأ الشباب يتحدثون عن العقبات التي تقابلهم لأستكمال العمل الثقافي وأنتشاره في ملوي والقرى المجاورة قالت فيبي أنور ومينا وليم أن مشكلة التمويل والدعم هي مشكلتهم الأساسية حيث أنهم طوال العام الماضي أعتمدوا على الدعم الذاتي والأنتقال في مقرات تخص الأحزاب المدنية أو الجمعيات الخيرية وبما ان عدد الشباب في تزايد مستمر فهم في حاجة على الأقل إلى مقر يتجمعون فيه لممارسة أنشطتهم الثقافية على الأقل. وكانوا يتسائلون أين وزارة الثقافة من الصعيد ومن مجهود الشباب المتطوع لنشر الثقافة هناك وإلى متى سيظل الصعيد مهمش تماماً وتستمر المركزية في السيطرة على المجال الثقافي ويظل شباب الصعيد يتلقى فتات المدينة.. ويقول بيتر أسحق من عقبات أيضاً التي تواجهنا هي أستقبال الجمهور العادي لهم في القرى والنجوع فكان لهم تجربة خارجة ملوي في عدة قرى مجاورة كقرية "دير البرشا" و"ديرمواس", ويقول:"برغم من أننا مجموعة من الشباب المسلميين والمسحيين إلا أن المجتمع لم يستطيع أن يستوعبنا فمازال هناك العديد من المشاكل وعدم التقبل الواضح من الأهالي البسطاء للمحتوى الثقافي, فهناك فجوة كبيرة بين المواطن العادي وبين الكتاب والرواية والنهضة الثقافية حتى بين الشباب المتعلم فهم ظلوا طوال عمرهم مهمشين تماماً من مؤسسسات الدولة التي لم تدعمهم بأي شكل من الأشكال التعليمية او الثقافية". ويعود شباب الصالون ليتسائل هنا أين وزارة الثقافة من الصعيد ومن مجهودتنا الفردية الصعبة في نشر الثقافة والتعليم أو حتى فكرة أن يكون الكتاب في متناول الأطفال والشباب المتعلميين, أحلامنا ليست مستحيلة ولكن المركزية والتهميش يقضون عليها فنحن وراء خط الثقافة المصرية.. من يفكر فينا؟ ويوهب لنا مساحات للعمل بها والتطوع من أجل اهالي وشباب هذة المدن والقرى البسيطة. وفي النهاية يتفقون جميعاً على انهم يحلمون بنشر العمل الثقافي والفني في القرى والنجوع بطرق بسيطة وسهلة والعمل على نشر الأبداع الفني لشباب الصعيد في كتيبات صغيرة وزيادة عدد الشباب المتردد على مبادرتهم كي يستطيعون الأنتشار بشكل سريع وفعال, وأن ياتي اليوم الذي يحصل فيه الشباب على مساحات يعملون بها على أنشطتهم الفنية والثقافية أم هذة ستظل وزارة الثقافة لا تهتم سوى بالنخبة فقط؟!.