♦ مصادر: السعودية وافقت على تمويل الصفقة بعد تقليص أمريكا مساعداتها.. والإمارات ستدعمها ♦ خبير روسي لروسيا اليوم: مصر تريد تحديث أسلحتها الثقيلة.. ولا استبعد أن تزودها موسكو بأسلحة ومنظومات حديثة ♦ «بلومبرج»: روسيا تتفاوض على أكبر صفقة أسلحة مع مصر تتضمن طائرات ميج 29 ونظم دفاع جوى وصواريخ مضادة للدبابات ♦ تقارير دولية: مباحثات حول صفقة تسليح بملياري دولار.. ومصادر: الصفقة تتجاوز 10 مليارات دولار وتنفذ على خمس سنوات اختتم وزيرا خارجية ودفاع روسيا سيرجي لافروف وسيرجي شويجو مساء اليوم زيارتهما إلى مصر, وغادر الوزيران القاهرة كل منهما على متن طائرة خاصة بعد زيارة استغرقت يومين لوزير الدفاع وعدة ساعات لوزير الخارجية. وأجرى الوزيران مباحثات مع الرئيس المصري المؤقت عدلى منصور ثم شاركا في اجتماع رباعي جمعهما مع وزيري خارجية ودفاع مصر نبيل فهمي والفريق أول عبد الفتاح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والانتاج الحربي, حيث تناولت المباحثات بين الجانبين أحدث تطورات الوضع بالمنطقة وسبل دعم علاقات التعاون بين مصر وروسيا في كل المجالات. ووصلت اليوم سفينة الإمداد الروسية "بوريس بوتوما" إلى إحدى القواعد البحرية بالبحر الأحمر المصرية, وهي السفينة الثانية التي تصل مصر هذا الأسبوع تزامنا مع زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين. وذكرت قناة "روسيا اليوم" أنه كان في استقبال السفينة الروسية عدد من ضباط البحرية المصرية, وتستمر مهمتها في المنطقة أربعة أيام بعد أن زارت في طريقها ميناء صلالة العماني. وأفادت الأنباء بأن الزيارة تأتي لتعزيز الروابط والعلاقات العسكرية بين البحرية المصرية والروسية. ونقلت القناة الروسية عن الخبير في معهد الاستشراق الروسي فلاديمير ايسايف قوله إن "هذه الزيارة ليست مفاجئة وهي تهدف إلى تجديد وتطوير التعاون الاقتصادي والعسكري بين البلدين", مشيرا إلى أن مصر تريد تحديث أسلحتها الثقيلة, ولم يستبعد أن تزودها روسيا بأسلحة ومنظومات حديثة. وأوضح أن أي اتفاقية بين مصر وروسيا من شأنها أن "تزعج بعض الأطراف الدولية الأخرى التي لا ترغب في أن تتمتع مصر باستقلاليتها". كان الإعلان عن زيارة الوفد الروسي، بعد شبه قطيعة حدثت بين القاهرةوموسكو منذ قرابة أربعة عقود، تسبب في إثارة الكثير من التساؤلات، بشأن الزيارة وتداعياتها على العلاقة بين القاهرة وواشنطن. ورغم عدم الإعلان خلال الزيارة عن التوقيع على اتفاق علي صفقة أسلحة روسية رفيعة المستوي، كما توقع البعض قبل الزيارة، إلا أن مصادر رسمية أكدت أنه تم مناقشة تفاصيل الصفقة، خلال لقاء الفريق أول عبد الفتاح السيسي، نائب أول رئيس الوزراء وزير الدفاع، ووزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجر، مشيرًا إلى أن السعودية أبدت الموافقة على تمويل الصفقة، ما يتسبب في رفع حزمة الدعم السعودية التي قدمتها لمصر منذ «ثورة 30 يونيو» إلى 7 مليارات دولار. وكشف مصدر وثيق الصلة بملف العلاقات «المصرية – الروسية» عن أن الإمارات العربية تدعم هذه الصفقة أيضًا، وسط تضارب في المعلومات حول قيمتها. وتأتي الصفقة ردا علي تعليق الولاياتالمتحدة للمساعدات العسكرية التي كانت تقدمها، وذلك بحجة حالة عدم الاستقرار والتراجع الديمقراطي في مصر مؤخرا. وذكر موقع «بلومبرج»، أن روسيا تتفاوض على أكبر صفقة أسلحة مع مصر منذ بداية الحرب الباردة، موضحا أن الصفقة تتضمن طائرات ميج 29 المقاتلة، ونظم دفاع جوى، وصواريخ مضادة للدبابات، كرد على خفض الولاياتالمتحدة، المساعدات العسكرية لمصر. وفيما أشارت تقارير دولية إلى أن صفقة تسليح تصل قيمتها إلى نحو ملياري دولار مطروحة للنقاش على طاولة المحادثات بين الجانبين، كشف مصدر وثيق الصلة بملف العلاقات (المصرية – الروسية)، عن بدء مفاوضات بين الجانبين بشأن صفقة تسليح تتجاوز قيمتها 10 مليارات دولار، سيتم تنفيذها تدريجيًا على خمس سنوات، مؤكدًا أنها ستكون بداية لتحول جديد في ملف علاقات البلدين. وعلى الصعيد السياسي، قال نبيل فهمي، وزير الخارجية، إن زيارة وزيرى خارجية ودفاع روسيا إلى مصر، جاءت فى إطار سعى مصر لتعزيز علاقات التعاون مع دول العالم، كما تعكس اهتمام الجانب الروسى بدفع العلاقات بين البلدين إلى الأمام في كل المجالات السياسية والتجارية الاقتصادية، وغيرها. وأضاف "فهمي"، أن تشكيل الوفد الروسي يؤكد سعى القيادة السياسية في مصر وروسيا على تعميق العلاقات، ومنحها دفعة قوية بما يعود بالنفع على شعبى البلدين. وأضاف «فهمي» خلال مؤتمر صحفي، مع نظيره وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن مجالات التعاون مفتوحة في كل ما يهم البلدين، مشيرا إلى أن المحادثات تناولت العديد من القضايا، منها الأمن الدولي ودول الجوار والوضع في سوريا. بينما قال وزير الخارجية الروسي في المؤتمر الصحفي عقب انتهاء لقاءه بنظيره المصري، أن وزيري الدفاع، الروسي سيرجي شويجو والمصري عبدالفتاح السيسي، بحثا في التعاون العسكري بين البلدين، بدون أن يكشف مضمون المحادثات. وأوضح "لافروف"، أن المحادثات مع الجانب المصري تناولت طبيعة العلاقات الثنائية، والعمل المشترك بين الجانبين وتعميق الحوار على مختلف الأصعدة السياسية بين الطرفين. وأكد وزير الخارجية الروسي، أن من مصلحة بلاده أن تبقى مصر دولة مستقرة، لافتا إلى أنه اتفق مع وزير الخارجية المصري على مواصلة الحوار لدعم مصر في مجال السلاح، مؤكدا أنهم يريدون «استعادة مصر عافيتها في مختلف المجالات». وشدد "لافروف" علي أن زيارته مصر لا ترجع لسوء علاقتها مع «جهة أخرى»، في إشارة للعلاقات «المصرية- الأمريكية» بعد «30 يونيو»، مضيفا: «لنا علاقات مع الشعب المصري لعقود طويلة، والتاريخ غني بالكفاح السياسي المشترك للبلدين، وحان الوقت أن تعرف مع من تتعامل وكيف يمكن أن تتعامل». بينما قال المتحدث باسم الخارجية المصرية، بدر عبد العاطي، لقناة روسيا اليوم، إن زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسي لمصر تحمل رسالة سياسية هامة جدا الى العالم، مضيفا أن البلدين حريصان على فتح آفاق جديدة للتعاون بينهما. كما اتفق محمد العرابى، وزير خارجية مصر الأسبق، مع رأي "عبدالعاطي"، أن زيارة الوفد الروسي لمصر لها دلالة سياسية قوية للغاية، تعكس رغبتهما السياسية فى دعم العلاقات الروسية مع مصر، موضحا أن روسيا لها مكسب استراتيجى فى العودة لمصر.