«أكبر صفقة أسلحة روسية مصرية منذ عقود»، هكذا وصف مصدر رسمى مصرى وروسى ما قد تسفر عنه زيارة وزيرى الخارجية والدفاع الروسيين للقاهرة. ومن المقرر أن يزور وزير الخارجى سيرجى لافروف، والدفاع «سيرجى شويجو» القاهرة يومى 13 و14 نوفمبر الجارى، فى ما وصفته الشبكة الأمريكية ب«تطور كبير فى العلاقات المصرية الروسية». وقالت الشبكة الأمريكية إن تلك الزيارة الدبلوماسية رفيعة المستوى تعد «سابقة أولى من نوعها»، حيث لم يسبق أن التقى وزراء خارجية ودفاع الدولتين فى اجتماع مشترك، وهو ما يدل على تطور كبير فى العلاقات بين البلدين. ونقلت الشبكة عن مصادر مصرية أن وزير الدفاع المصرى الفريق أول عبد الفتاح السيسى سيلتقى نظيره الروسى، بينما يلتقى وزير الخارجية المصرى نظيره الروسى، وسيجتمع الوزراء الأربعة فى اجتماع مشترك سيضعون من خلاله الأطر الرئيسية لطبيعة العلاقات فى الفترة المقبلة. وقال المصدر المصرى، الذى طلب عدم الكشف عن هويته: «سيتم خلال تلك الزيارة وضع الخطوط الرئيسية لصفقة أسلحة كبرى مع الجانب الروسى، قد تصل إلى أكثر من أربعة مليارات دولار». وأشار المصدر إلى أن الوفد المرافق لوزير الدفاع الروسى سيضم مسؤولين بهيئة التعاون العسكرى الفنى، ومسؤولين بشركة تصدير الأسلحة الروسية «روس أوبورون إكسبورت» الشهيرة. من جانبه، قال مسؤول فى شركة تصدير السلاح الروسية لوكالة «نوفوستى» الروسية إنه سيكون ضمن الوفد الذى سيزور القاهرة منتصف الشهر الجارى. وقال المسؤول الذى لم يكشف عن هويته أيضا: «روسيا مستعدة لتزويد مصر بالسلاح، ولكن المسألة الأساسية التى سيتم التفاوض بشأنها هى قدرة البلاد على تسديد قيمة تلك الصفقات». وتابع قائلا «العلاقات التقليدية بين البلدين يبدو أنها فى طريقها للتطور، وأن تعود لما كانت فى سابق عهدها إبان فترات الاتحاد السوفييتى، وأعتقد أننا سيكون لنا دور كبير فى الفترة المقبلة فى مجال توريدات الأسلحة والمعدات للجانب المصرى». واستمر قائلا: «نحن مستعدون لإجراء محادثات مع الجانب المصرى، حول إمكانية تسليمه التقنيات العسكرية الحديثة، وكذلك تصليح المعدات القديمة، التى تسلمها المصريون أيام الاتحاد السوفييتى». وأشار إلى أن «المسألة تتعلق بشكل خاص بتمكن القاهرة من تسديد قيمة التوريدات»، مضيفا أن: «روسيا تعتمد سياسة مرنة فى مجال بيع الأسلحة، ولذلك فموسكو مستعدة لبحث موضوع تقديم قرض فى مجال التعاون التسليحى مع القاهرة». وقالت الوكالة الروسية إن مصادر رسمية روسية أكدت لها أيضا أن زيارة وزير دفاعها إلى مصر ستحمل إمكانية إمداد القاهرة بأسلحة تصل قيمتها إلى أكثر من 4 مليارات دولار، وهو ما يتطابق مع ما أكدته مصادر مصرية أيضا. ويقوم وفد من القوى السياسية المصرية بزيارة إلى روسيا حاليا، برئاسة أحمد الفضالى، المنسق العام ل«تيار الاستقلال»، ويضم نائب رئيس الوزراء الأسبق، يحيى الجمل، ووزير الإعلام الأسبق، أسامة هيكل، وعددا من قيادات الأحزاب. والتقى الوفد المصرى، مع ميخائيل بروداتوف، نائب وزير الخارجية والمبعوث الشخصى للرئيس الروسى، فلاديمير بوتين. ونقلت الوكالة المصرية عن المسؤول الروسى قوله إن الزيارة المرتقبة للوزيرين شويجو ولافروف لمصر، هى مقدمة لزيارة مرتقبة لمسؤولين روس على مستوى أعلى، لبحث أواصر التعاون المشترك بين البلدين.
