قالت جريدة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير لها أن عامل الدين في مصر أصبح عاملاً حاسماً لكثير من الناخبين الذين يواجهون خياراً صعباً بين الإسلاميين المحافظين والدوله العلمانية التي سيقيمها "شفيق". وذكرت الجريدة أن الإخوان المسلمين قدموا مرشحهم محمد مرسي على أساس أنه رجل الثورة التي أطاحت ب"مبارك" واتهموا أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك أنه سيعيد مصر لنظام "مبارك" كما كان من ديكتاتورية وقمعية. وقالت واشنطن بوست أن "شفيق" يحاول إقناع الناس بأنه من الصعب أن يعود بمصر كما كانت وقت "مبارك" ويستخدم في ذلك مؤتمرات صحفية شبه يومية ومقابلات تليفزيونية للعب على مخاوف بعض المصريين من تزايد نفوذ الاسلاميين، ويتهم الإخوان المسلمين بخطف الثورة ويحاول رسم صورة قاتمة لما ستكون عليه مصر تحت قيادة جماعة الإخوان المسلمين. وجاء في التقرير أن هناك بعض الفصائل التي ستقاطع الانتخابات مثل بعض الليبراليين واليساريين بما في ذلك أعضاء حزب مصر الاشتراكي الديمقراطي اليساري التي لديها واحدة من أكبر الكتل من المشرعين العلمانيين في البرلمان ويهددون بمقاطعة الانتخابات باعتبارها شكلاً من أشكال الاحتجاج ضد المرشحين، في حين قال الدكتور محمد أبو الغار الذي يتزعم الحزب الاشتراكي الديموقراطي "الإخوان المسلمين أمر غير مقبول تماماً بالنسبة لنا، وإذا أضطررت للتصويت فصوتي ل"شفيق" فالإخوان المسلمين سيدمروا مستقبل مصر". حسب تعبيره. وذكر التقرير أن هدى عبدالناصر ابنة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر سوف تصوت ل"شفيق" وقالت إنها متخوفة من صعود الإسلاميين للسلطة "فالنزعة للإسلامين ستجعلهم إذا وصلوا للسلطة لن يتركوها بعد ذلك"، وفي مقارنة بما يحدث في مصر من خلال دراستها لتاريخ الثورات قالت أن الوضع الان شبيه بما حدث في إيران بعد الثورة عام 1979 وصعود الإسلاميين للسلطة عندما وضعت الثورة آيات الله في الحكم، وعلى النقيض من ذلك فإن في حكم "شفيق" سيكون هناك حرية العبادة وحرية في أسلوب الحياة. واشار التقرير إلى أن محمد مرسي صرح قبل الجولة الأولى من الانتخابات ان القرآن الكريم سوف يكون هو دستور البلاد وأخذ في شحذ أصوات الإسلاميين ووجه الدعوة للسلفيين ولغلاة المحافظين الإسلاميين من رجال الدين، ولكن تغير ذلك في الجولة الثانية من الانتخابات وغير حديثه وحاول جمع أصوات الليبراليين والثوريين وقال أنه في حال إنتخابه لن يفرض الزي الإسلامي ووعد بأن بكون زعيماً لمصر كلها وليس فقط للإخوان المسلمين أو الإسلاميين، وفي الأيام القليلة الماضية ظهرت لافتات ل"مرسي" في أرجاء القاهرة تحمل صورة إمرأة غير محجبة واخرى محجبة على حد سواء جنبا إلى جنب مع رجل. وقالت واشنطن بوست أيضاً أن قيادة جماعة الإخوان المسلمين هاجموا تصريحات أحمد شفيق التي هاجم فيها الإخوان بشراسة قائلين إن ما يصرح به افتراء علينا لإخفاء ماضيه الملطخ بالدماء، أملاً في كسب أصوات الذين أيدوا الثورة وأكدت جماعة الإخوان أن "شفيق" ما هو إلا نموذج لمبارك وكان له دور كبير في قتل المتظاهرين العزل و"شفيق" هو ضمن منظومة الفساد السابقة وقال محمود حسين الأمين العام لجماعة الاخوان المسلمين "أنه يتحدث في السرد نفسه للنظام القديم". وأشار أن "مبارك" في كثير من الأحيان كان يقول ما يقوله "شفيق" على جماعة الإخوان وأنه البديل لحكم الإخوان الاستبدادي بتطبيق العلمانية، وانتقد سجله في مراكز حقوق الإنسان وأضاف "حسين" أن الإخوان لا يريدون دولة خلافة إسلامية لكن دولة إسلامية موحدة ودولة تعتمد على الإسلام في الحكم، وقال أيضاً إن "شفيق" يدعمه حزب "مبارك" المنحل ورجاله الذين ينظرون للانتخابات على أنها مسألة حياة أو موت".